اليوم السابع
السبت : 16-11-2013
… بالقصور الذاتى أم بدعاء الوالدين !!؟؟
تم الفصل الأول بفضل انتفاضة الناس، واندفاعة الغضب، فى نور الأمل، ثم بدعم قوة وصلابة من آمن بما يجرى، لقد قام الشباب بدوره، سواء كانوا هم الذين كتبوا النص أم غيرهم، لكن ما تفجّر وأنجـَـز كان من داخلهم، فوصلنا إلى ما نحن فيه من فرحة، وحيرة، وتحد، ورعب، ومسئولية، وتردد، ووقفة، ومراجعة، أكثر الله خيرهم، ورحم شهادءنا منهم، وأسكنهم فسيح جناته، وبارك فيمن تبقى: يتعلم، ويواصل ويحبـَط ، ويبدأ من جديد، بلا نهاية إلى الحياة الكريمة ووجه الحق تعالى.
الشباب ليس بشهادة الميلاد، الشاب هو من يحافظ على قدرته على الدهشة، وهو الذى يحافظ على قدرته على البحث عن ما وراء الظاهر، وتحمل مفاجأة نتيجة البحث، وهو الذى يمتلك دفع المخاطرة إلى غايتها الإيجابية، يواصل كل ذلك وهو يقوم بتشكيل البديل الصعب، فلا إبداع بدون مغامرة، والثورة إبداع جماعى، فاين كل ذلك ممن نسميهم شبابا الآن؟
إن هذه المواصفات هى موقف وجود يمكن أن يتصف بها أى ثائر مبدع فى أى سن، الثورة نفسها هى التعبير الأكثر تمثيلا لما هو “شباب”، وهى فى ذاتها عملية المفروض أن يستعيد بها الشعب -من كل الأعمار- شبابه، هى التى تجعل الشيوخ شبابا حين يطرحون التسليم جانبا، ويشكـّون فى الحكمة الكلامية التى تبرر لهم التأجيل طول الوقت، ولايتذكرون من خلالها إلا تجارب الفشل وقهر الأيام والحـُكـّام.
لو أعدنا النظر فيمن توالى على حكمنا منذ سلم الشباب الراية، لوجدنا أن الأمور لم تسر كما كنا نأمل وينبغى، لا الشيوخ أصبحوا أكثر شبابا، ولا الشباب اصبح أكثر خبرة وأدق حسابات، إذِ انتقلت عجلة القيادة بسرعة ومفاجآت، لم تتح لأى ممن تولى الأمر أن يكمل ولو بعض مشواره، حتى وصلنا إلى حكومتنا الحالية وهى تمارس دورها بكل ما أوتيت من قدرات تتناسب مع السن والظروف والخبرة وتعقيد الأحوال، صحيح أنها فترة محدودة، وأنها حكومة انتقالية، لكن يبدو أن الناس، وخاصة الشباب، قد ملوا الانتظار.
سألت صديقي عن رأيه فى أداء الحكومة، (بصراحة هو سائق صعيدى طيب قوى، أقرب إلى الشباب، لكنه ليس شابا تماما) قال: “مش بطـّالة، بس “بطيئة”، قلت له: يعنى إيه “بطيئة”؟ عايز منها إيه بالضبط عشان تبقى سريعة؟” قال: “يعنى تسرع شوية عن كده”، سألته : “تسرع فى إيه”؟ قال: “يعنى تشتغل بسرعة أكتر من كده”، قلت له : “بسرعة فى إيه بالظبط؟” قال : “فى حكاية الإخوان، المفروض تظبـّطهم يعنى عن كده”، قلت له : “يعنى تعمل إيه ؟ مش فيه قانون؟ واهى الأحكام العرفية خلصت، والدنيا حاتبوظ أكتر واكتر، تبقى تعمل إيه؟ قال :” ما “عارِفـْشِى”، قلت له :”إمال بتقول إنها بطيئة ليه، مش لازم تكون عارف إنت بتقول إيه ليه؟”، قال: “أهو الناس كلها بتقول بطيئة”، قلت له : “يعنى بتقول زى الناس وخلاص؟” ، قال: آه طبعا، إمال اقول زى مين؟ قلت له “خلّ بالك من الطريق، الإشارة احمرّت !!”
الجميع “مستعجل” والكل ينتظر أن يأتى الحل من خارجه، وان يتم الإنجاز والإبداع والجديد “الذى يرضى جميع الأطراف”، ثم نخبره!!
يعنى ان تكتمل الثورة بالقصور الذاتى، أو بسحر مستورد، أو بدعاء الوالدين