اليوم السابع
الخميس: 21-11-2013
.. نواصل فتح ملف الحرية : المحلية والمستوردة (2)
صدر هنا أمس الجزء الأول من ملف الحرية، وهذا هو الجزء الثانى، وأرجو أن يتحملنى القارئ حتى أواصل، فالمراجعة لما يبدو من البديهيات، من أهم وظائف الكتابة خصوصا هذه الأيام، وتعرية مفهوم مقدس مثل مفهوم الحرية، هو من أوجب الواجبات.
هل يا ترى يعرف القتلة، والمتظاهرون الآن، والمعطِّلون، والمخرِّبون، والمعلـِّقون، والمُفـْتـُون، والمنسحِبون، والمنتظِرون، والناخِبون، والمنتخَـبون، والمتفرجون، والمنتظِرون معنى الحرية الحقيقية لنا ولغيرنا على طول المدى، سعيا إلى وجه الله آملين فى حرية التوحيد العظمى، ونحن نستعيذ بالله من الشرك مهما كان أخفى من دبيب النملة؟
هل نحاول معا بعض المراجعة مهما كانت مؤلمة؟
(11)
ما أقسى أن تترك الأطفال يغوصون فى الطين حتى الموت .. . تحت دعوى تركهم يمارسون حرية جهلهم بالعوم،
هلاَّ علمتـَهم العوم قبْلاً ياسيد الجبناء الكسالى؟
وهل أنت تحذق العوم أولا؟
(12)
حذار أن تكون حرية أفكارك هى مجرد إعلان لجبن موقفك.
(13)
إن الاختيار الحقيقى .. هو اختيار المجال الذى ينمى قدرتك على الاختيار .
(14)
إن أحط اختيار هو اختيارٌ تلغى به اختيار الآخر، لتلغى الاختلاف وأنت لم تفعل إلا أنك تجنبت ألم الرؤية: رؤيته ورؤيتك،… لك، وله، وللناس.
(15)
الألم المصاحب لاختيارك ليس دليلا فى ذاته على شجاعة الاختيار، الألم المعجِّز ليس أقل سلبية من السعادة الرخوة ..، وقد يكون هو المبرر الذى تسعى إليه ليسوِّغ توقفك .. ،
وأيضا: الرضا المتحفـِّز هو أشرف من الألم العاجز .
(16)
إذا أتقنت النفاق والتعصب لرأيك خفية، وأحسنتَ المناورة لتقويته فى الظلام، فاستعمل أحد الأسماء الحركية التالية (أو استعملها كلها بالتناوب) :
“قبول الآخر”،
“احترام الرأى المخالف”،
“حرية الحوار”.
ولا تخشَ شيئا، فلا أحد آخذٌ بالَه!!
(17)
قد يكون عدم تدخلك فى حرية الآخرين هو قمة التخلى وخبث الأنانية ….،
إذا كنتَ واثقا من موقفك .. .. شريفا فى نزالك … فاقتحم حصون خوفهم، دون إرعابهم أو قهرهم، تتخلص من جبن ترددك، وتعرف حقيقة موقفك من حريتك، وحريتهم، وحرية كل الناس.
ولا تتمادَ لو سَمحـْت!
(18)
إذا أعلنت اختيارك فلا تهرب من المجال الذى يمكن أن يرجّحه، أو يفضحه،
أليس الاختيار مع وقف التنفيذ هو هو الشلل بعينه؟
(19)
إذا اختار الإنسان قدره الجديد، وتنازل عن ذاته ليشارك الناس آلامهم المشتركة ويسعى معهم إلى مصيرهم الواحد … فعليه أن يتأكد أن ذلك ليس هربا من ذاته، وإنما هو تأكيد لذاته: منه إليهم وبالعكس.
(20)
إن حصولك على الأغلبية العددية الظاهرة قد يوهمك بسلامة اختيارهم لك .. ..
على شرط ألا تعيد النظر فى تفاصيل مناوراتك، أو أكاذيب أعوانك، أو نوايا أتباعك!
فلا تأمن لقدرتك على نسيان أنك “آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً”.
وبعد
هل أستمر؟ وهل تتحملون معى مزيدا من التعرية؟