اليوم السابع
الثلاثاء 17-12-2013
ماذا نأمل من قولنا “نعم”؟
كنت أود أن نعجل بموعد الاستفتاء قليلا أو كثيرا، كما أنى ما زلت آمل بتغيير تسلسل الأحداث فخطوات الطريق غير مقدسة، آملُ فى تغييرها حتى تسبق انتخابات الرئاسة الانتخابات النيابية ولهذا اسباب كثيرة أوضحها الكثيرون وليس عندى إضافة.
خطر ببالى بعد جهد لجنة الخمسين، وبعد خطاب الرئيس منصور، وبعد نتائج انتخبات نقابة الأطباء، أن الاستفتاء القادم ليس له علاقة بمحتوى مشروع الدستور المقدم، وإنما هو الحركة الثالثة فى الموجة الثانية للديمقراطية التلقائية التى ابتدعها شعب مصر مؤخرا، الأولى فى 30 يونيو والثانية استجابة لطلب التفويض فى ضبط وربط النشاز، (24/7/2013) وأرى أن هذا هو التفويض الثالث لتصحيح المسار، لتكتمل ما يمكن أن تسمى ثورة من جديد، أنا لا أنظر لما يسمى الاستفتاء على أنه طلب الموافقه بـ “نعم” أو الرفض بـ “لا” هذا مجرد استمرار للتفويض أو التراجع عنه، لكنه استمرار منضبط أكثر، وموضوعى، ومتحدى،
الغالبية العظمى، بما فى ذلك كثير من المثقفين والاكاديميين بل والإعلاميين لم يقرأوا مواد الدستور مادة مادة ، كما أن أغلب من قرأ بعض المواد من المهتمين إنما قرأ ما يخصه لا أكثر، فمعظم رجال القضاء –غالبا- قرأوا مواد القضاء، ورجال الإعلام قرأوا مواد الإعلام وبعض مواد حرية الرأى، وإخواننا المسيحيون قرأو المواد المتعلقة بحكاية المواطنة – غالبا – ، وكذلك – أغْلب – رجال الجيش وهكذا،
إذن ماذا؟
هذا استفتاء على سؤال يقول: هل آن الأوان لتكون لنا دولة، تسيّرها حكومة لها معالم وقوانين، تتغير من خلالها نظم ومعاملات، يحكم خطاها العدل المطلق،عدل الله، وعدل المؤسسات، لا محاكم الشوارع والمظاهرات،
هذا استفتاء على أن يكون لنا اقتصاد مستقل، يستغنى إن آجلا أو عاجلا عن كل من القروض والتسول، ويتعاون مع كل من يتعاون معه من المجتهدين أمثاله من أول دول “البرسك” حتى احتمال تكوين مجموعة “عربية إسلاميه إفريقية” جديدة تنافس الصين وأمريكا.
هذا استفتاء يعلن بالموافقة أن مصر مازالت هى مصر، وأن العمل سوف يرجع قيمة مقدسة نتقرب بها إلى الله، وأنه “من خد الأجرة حاسبه الله عالعمل” وأنه بلا عمل: لا ثورة ولا إبداع ولا انتاج ولا استقلال
هذا استفتاء لشكر الجيش على دوره أولا وأخيرا، ليتفرغ لحماية الحدود ، وصيانة الكرامة، واستكمال تطهير البلاد من الطابور الأول حتى الخامس من الخونة الحقيقيين.
هذا استفتاء قد يسمح أن تعود لمدن مصر شوارعها المخصصة لسير العربات، وأرصفتها المخصصة لسير الناس، ومدارسها المخصصه للدراسة الحقيقية، فتغلق المراكز الأهلية، وتحترم المعرفة وتترعرع الأخلاق من الصغر (ولا مؤاخذه)
أريد أن اوقف نفسى حتى لا ينقلب المقال إلى موضوع إنشاء معاد لكن نقطة واحدة تلح علىّ ولا أعرف لماذا تأجلت حتى الآن: هذا استفتاء نسترد به ديننا (أدياننا) من الذين استولوا عليه منا، ….
قالوا: عندك عندك هل تصويت الناس بـ “نعم” يحمل حقيقة كل هذه الآمال، وهل هذه الـ “نعم” قادرة على تمهيد الطريق إلى كل هذا أو إلى بعض هذا؟
قلت: طبعا لا، وحضرنى ابو الاطباء أبو قراط وهو يقول:
الطريق طويل
والخبرة قليلة
والفرصة هرابة
والحياة قصيرة
والحكم على الأمور من أصعب المهام”
(على فكرة “ابو قراط” لم ينتخب الاخوان منذ أقل من اسبوع لكن يبدو أنه كان فى وعيهم التاريخى)
قالوا: طيب، يعنى نعمل ماذا؟
قلت: لعل الذى يؤكد حاجتنا لـ “نعم” هو رعبنا من مغزى ودلالات “لا” وهذا هو حديث الغد.