الرئيسية / مقالات صحفية / جريدة الوفد / زيارة السيدة كلينتون، والإعداد للثورة القادمة

زيارة السيدة كلينتون، والإعداد للثورة القادمة

25-7-2012

تعتعة الوفد

زيارة السيدة كلينتون، والإعداد للثورة القادمة

زيارة السيدة الحيزبون كلينتون، أحضرت إلى وعيى كل الزيارات الأمريكانية (لا “الأمريكية”) بدءا بزيارات هنرى كيسنجر فى أسوان وهو يلعب على السادات، والسادات يلعب عليه ويفقسه، والأرجح عندى أن كيسنجر لم يفقس كذبة السادات حين راح يعد بما لا يملك مثلا: بأن حرب 1973 هى آخر الحروب، وهو يعلم أن ربنا هو الذى يحدد تاريخ آخر الحروب وهو يوم القيامة، إلا أن كيسنجر لابد قد اكتشف بعد عودته أن هذا الوعد “غير دستورى” فانتبه، فقرر، فقتله (على الأرجح، ربما مثل المرحوم عمر سليمان فلا موت لأسباب نفسية!! كما يقول اللواء حسين كمال مدير مكتبه.

أقول إن زيارات هؤلاء الأمريكان هذه الأيام إلى الميدان، وإلى المركز العام للإخوان، وإلى الرئيس الهمام، كلها تحضر لى أسلحتى المشحوذة بالتفكير التآمرى المنظم العظيم.

ردا على هذه الزيارة الأخيرة للسيدة الأمريكية الشهيرة، تحركت أنغام أراجيز لغتى العامية وتذكرت متى تحركت من قبل فى مواجهة مبارك (ومن قـَبْله) حامدا الله انه لم يكن يفك هذا الخط، ومرة أخرى تحركت أيضا بعد زيارة أوباما وخطابه فى جامعة القاهرة، (كما سيأتى لاحقا) ثم غمرتنى الآن بمناسبة هذه الزيارة .

بمجرد أن ألبس درع هذا التفكير التآمرى أشعر بالسهام مصوبة إلىّ تتهمنى بالتخلى عن المسئولية حين أفسر أن كل ما يصيبنا هو ما رتبوه لنا، وليس ما كتبه الله لنا ولا ما فعلناه بأنفسنا، لا أدافع ولا ألقى بسلاحى، فشركات الدواء علمتنى السياسة، لكننى أخاف أن يظن الشباب بالذات أنى أحرمهم حقهم فى الفخر والفضل والمبادأة، فلزم هذا الحذر كالتالى:

أنت تعرف قيمة الفعل إذا تصورت عدم حدوثه، قبل أن تنظر فى نتائجه، ماذا لو لم يقم الشباب فى 25 يناير 2011 بما قاموا به، حتى لو كان بفعل فاعل، (دون أن يدرى أغلبهم!!) أظن أننا كنا اليوم ننتظر خطاب الرئيس مبارك فى ليلة القدر، وهو يوزع جوائز حفظ القرآن الكريم على الأطفال، وهو تقليد قريب من خطاب الرئيس محمد مرسى فى أول رمضان، رحمنا ورحمهما الله جميعاً.

مر بى  شر يط  من الذكريات وأنا أستعرض موقفى من زيارات الأمريكان (لا الأمريكيين)  بالذات للرؤساء المصريين، ثم لقطاعات من الشعب المصرى، بمناسبة زيارة الست المصونة والجوهرة المكنونة قلّبت علىّ  الزيارة مواجع بلا حصر، وحين تتقلب مواجعى، يملأ فمى طعم مرّ هو هو طعم اليوم التاسع من حزيران (1967، يونيو آسف)، فأمصمص فمى، وأبلع ريقى، وأمضى متألما متحديا متفائلا إلى حضن ناسى الحقيقيين، المصريين الذين يعملون لمصر أكثر مما يغنون لها ويتحملون أكثر مما يطيقون، فتهيج علىّ ما يوازى أغانيهم وأراجيزهم بالعامية المصرية الجميلة أجدنى أقترب من هؤلاء بلغتى العامية العبقرية التى تكتب بها لميس جابر، وأحمد فؤاد نجم، وإسعاد يونس، والأبنودى، وهى خبرة مررت بها من قبل وأنا أترجم خطبة أوباما فى جامعة القاهرة، وقبل ذلك، وأنا أعرى نظام مبارك ومن قبله (أنظر بعد)

وإليكم ما حضرنى مؤخرا (اليوم 23/7/2012، لاحظ التاريخ!) وهو ما أرجو أن يساهم فى تشكيل وعى الناس للثورة القادمة مثل تجربتى السابقة.

زيارة الست كلينتون

حين رحت أتمعن فى خلقه الست حضرتنى كلينتون الشقراء، حضر معها قوام كونداليزارايس، لاحت لى من بعيد صورة ريا وسكينة، لكنى تراجعت حين وجدت فى كوندى “حاجة حرشة” لا تناسب صحبة الست كلينتون فتحولت الأخيرة إلى “سونيا” غريمة “عم دهب”.

فكانت هذه الصورة الأحدث:

(1)

 “فكـْفـِكْ فكفكْ، همّش هوّشْ

فركشْها قبل ما تتفركشْ

ولا عاد يصلح للى فْ بالنا

إلا شبُّانكو، إنتو رجالنا

إنتو الأبطال إنتوا الثوار

إنتوا أصحاب أهل الجنة”

…..

راح “دكهه” واقع من طوله

ياللاّ !!  ما خلاص خلّص دوره

(2)

انا ست الكل مدام “بيلىَ باهْ”

مندوبة “بنك: “الأو لاَلاّه”

أنا جاهزة وجايّة  معايا فلوس

أضربْ واركبْ واقتل وأبوس

غَـلِّبْت الصينْ، وغَلَبت الروسْ

إوعى تعصلج، أنا برضه بادوسْ

 (3)

 وعيالنا أغلبهم قواريب

خلوها تقلب فى الدباديب

وسابوها تلعب فى الدواليب

وبناتنا  قالوا شوفوا  الهبلة

أم شِيلسِى ماسكة طبلة

جابّة توزع تركة ابوها؟؟

يا خى ملعون جد اللى جابوها

إعمل نفسك شغـّال ليها

ثورة بثورة حانسوق فيها

حمرا بمبى برتقانية

وبنفسجى مُوفْ مِيّة الميّة

حا ناخدها ليِنَا انت وهيّا

نديها زُنْبة مغرِّية

(4)

“الشعب يريد” “الثورة حديد”

“الشعب يريد” و”يعيد ويزيد”

الشعب دار حوالين نفسه

خلّى اصحابك جَمْ واندسّوا

وعيال صحصحوا واخدين بالهم

قال إيه حايصدوا الغول عنهم

 

“لما نقرّب راح تتّاخرْ

والشاطر حا يقـُشّ الآخر”

ولا فيهم حد واخد باله

ماللى بيحصل، واللى جرى له

بس شوية شايفين حبه، بيعرّوها حبه بحبه

(5)

سقـّفوا يا “عيال” مش مسبوكة”

أبله كلينتون لا بسة باروكة

وعليها توكة الحرية

وحقوق إنسان ميةْ الميّةْ

جايبالنا كلام وخطب ووعود

ونتانياهو راح يضرب عود

(6)

والمرسى ما هوشِى آبو العباس

وشعور بيضا واقفين حُرَاس

فوق الخدين ومنين يتباس؟

واهم الإخوان واقفين زنهار

ربنا يحرسهم ما الثوارْ

ومن الأحرار، ومن العسكرْ

ومن المحكمة ومن المنسرْ

وحرس “بودى جارد” وشفافية

و”حماس” و”الضفة الغربية”

(7)

لله الحمد الله أكبر

على أى فلول عامل عنتر

وأوباما حسين فِهِم الإسلام

ولقاه  دين موضة مقاسه تمام

ولا “بوسنة” و “قاعدة” ولا “فيتنام”

ولقونا ناس حلوين خالص

أحْلى كبده واحْلى قوانص

طعم الببسى

اسألوا شِيلسِى

* * *

وبعد

كيف يساعد مثل هذا التفكير التآمرى الرافض فى الإعداد للثورة القادمة على أمريكا ومن تعينه وصيا علينا لتحقيق أغراضها ؟ وذلك باعتبار أن أمريكا هى ممثلة لقوى المال العالمية المفترسة العاملة على تسخير العالم فى دولة واحدة لمصالحها؟

الإجابة حسب الفرض المطروح فى المقال هى أن الإعداد للثورة يتراكم من مثل هذه الإضاءات والتحذير حتى يصل عتبة الانفجار، ثم ما قدر يكون، رحت أراجع احتمال أن يكون فيما سبق أن كتبته ونشرته قبل 25 يناير دور مثل ذلك فوجدت الكثير أكتفى بأن أقتطف منه ما يلى فى مناسبتين:

الأولى: فصل فى حكم مبارك (ومِنْ قبله)

كتبت بتاريخ 1976 ونشرت بعد التحديث بتاريخ: 30/4/2001  “الوفد”

………………

………………

إلعيال‏ ‏الشغالين‏ ‏هُمَّا‏ ‏اللِّى ‏فيُهمْ‏،‏

باسُمُهم‏ْْ ‏نـِـْلَعْن‏ ‏أبو‏ ‏اللِّى ‏خلّفوهم

“‏باسْمُهُم‏ْْ ‏كل‏ ‏الحاجات‏ ‏تِبْقى ‏أليسْطَا

والنسا‏ ‏تلبس‏ ‏باطِيسْـطَا

والرجال‏ ‏يتحجّـُبوا‏، ‏عامِلْ‏ ‏وأُسْطَىَ‏”.‏

………………

………………

يعنى ‏كل‏ ‏الناس‏، ‏عُمُومْ‏ ‏الشعب‏ ‏يَعْنِى:‏

لمْ ‏لا‏‏بد‏ ‏إنه‏ ‏بيتغذّى ‏لِحَد‏ّ ‏ما‏ ‏بَطْنُه‏ ‏تِشْبَـْع‏. ‏

وامّا‏ ‏يِشْبَعْ‏ ‏يِبْقى ‏لازِمْ‏ ‏إنُّه‏ ‏يسْمَعْ‏.‏

‏ ‏وان‏ ‏لَقَى ‏سمْعُه‏ ‏ياعينىِ ‏مِشْ‏ ‏تمام‏ْْ،

                ‏يِبْقَى يسجد بعد ما يوطّى و‏يِرْكَع‏ْْْْْْْْْْ.‏

                بَسّ‏ ‏يلزَقْ‏ ‏ودنه‏ ‏عَالأْرضِ‏ ‏كـِـوَيِّسْ‏،‏

‏ ‏وان‏ْ ‏سِمْعِ‏ ‏حاجَةْ‏ ‏تِزَيَّقْ‏، ‏تبقى ‏جَزْمة‏ ‏حَضْرِة‏ْ ‏الأخ‏ ‏اللِّى عـيّن‏ْ ‏نَفُسُه‏ْ “‏رَيّسْ”‏، ‏

لاجْلِ‏ ‏ما‏ ‏يْعَوَّض‏ ‏لنَاِ‏ ‏حرمَانْ‏ ‏زمَانْ‏. ‏إمّالِ‏ ‏ايِهْ‏؟

واللِّى ‏يشبْع‏ ‏مِنكُو‏ ‏أكل‏ ‏وشُـوفْ‏،‏ركوعْ‏، ‏سمَعَانْ‏ ‏كلامْ‏،‏

يِقَدْر‏ ‏يـِنَامْ‏:

 ‏مُطْمَئِن‏ْ،

 ‏أو‏ ‏ساعات‏ ‏يقدر‏ ‏يِفِـنْ‏.‏

واللى ‏ما‏ ‏يسمعشى ‏يبقى ‏مُخّهُ‏ ‏فوِّتْ‏،

                  ‏أو‏ ‏غراب‏ ‏على ‏عِشُّه‏ ‏زَنْ‏.‏

****

الثانية: خطبة أوباما فى جامعة القاهرة  – (الزيارة 4-6-2009)

نشرت “بالدستور” بتاريخ 19-5-2010

وحين خطب أوباما فى جامعة القاهرة واستعبط وتغزل فى الإسلام، وأخذ الحضور من متوسطى الذكاء بصفقون لكل آية قرآنية، وكأن كافرا قرأ الشهادتين فأعز الله الإسلام به!! ملأنى الغيظ مرة أخرى، ووجدت نفسى فى حضن العامية الجميلة أدندن بأرجوزة تفقسه، قلت على لسانه:

…..

تقدر تختارنى  يا ضنايا:

تبقى  معايا، أو ويّاياَ !!!

زى جدودك فى  الجبلايا

(2)

تضرب لى  كده ييجى كام تعظيم

تلقى الملاليم صارت ملايين

والسوق الحرة  الممتازة

تدى لجنابك بزازة

وانت يا قاعد جنب الراديو

تستنى أمانى ماهيش عندو

 تقدر  تشبعْ، رغْىْ وشعارات،

ووعود، وعهود، وخطب وحاجات،

ترمى الزَّهْـرَايهْ:  تتمايلْ

حتى لو ورقك مش هايلْ

تربط بطنك بحزام الصبر

تتكرع ريحة الفكر الحر

= كده تـُمُوتِيكِى ؟

 – طب قولّى ازاى ؟

= فوّل تنْكِ الجوع عـــالآخر

تيجى تقطم لقمة  : تِتـَّاخـِر

تِـعـْـتِـل  زى حمار فى المطلعْ

توصل، يعنى: يا دوبك ترجعْ

تستلم الرخصة وتبرطعْ

تلقى الرخصة مكتوب فيها :

إن جنابك كده : “إنسانُ حر”

       = بأمارة إيهْ ؟

–           إنك تقدر تعلن رأيكْ

= يعنى اعمل إيه؟

 

– قول ما بدالكْ

= طب دانا “عايز….

–             عايز تانى ؟!!!   

       ما كافاكشى كلامنا الإنسانى؟

                        طب عايز إيه ؟

= عايز ابقى “بشراً محترماً”

–             ليه يابْنى كده؟ إنت اتجننت؟

= طب أمشى لـْقــدّام  كام “قدَماً”

–             برضو اتجننت.

*****

عزيزى القارى

هل يمكن أن تسلى صيامك بأن تعيد قراءة الأرجوزة الأولى باعتبارها إعداد للثورة القادمة، كما تصورت أنا أن الأراجيز السابقة قامت بواحد على عشرة آلاف من الاعداد لـ 25 يناير (ربما).

وكل عام وانت بخير

رمضان كريم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *