نشرة “الإنسان والتطور”
الأحد: 3-7-2016
السنة التاسعة
العدد: 3229
الطبنفسى الإيقاعحيوى (66)
Biorhythmic Psychiatry
الجذور (13)
حالات الوجود المتبادلة
اعتذار وتأجيل، وعينة محدودة
مقدمة:
حين أعدت قراءة نشرة الأمس (السبت) ثم هممت بكتابة نشرة اليوم، تأكدت من موضوعية الصعوبة التى يمكن أن تبعد حتى القلة التى تنتظر أن أكمل شرح هذه الفروض أكثر في المرحلة الحالية، فقد جاء بالنص فى نشرة أمس ما يلى:
“وجدت أنه إذا أمكن تمييز “حالة الجنون” فى مقابل “حالة العادية” كما جرى الاستقطاب المألوف، فإنه سوف يصعب تمييز وتوصيف “حالة الحيرة المفترقية” التى اسميتهُا فى البداية حالة “الجنون/اللاجنون”، ثم عدلت لأسميها “الحالة المفترقية”، قد يصعب تقديم تمييز حاسم بين “حالة العادية” الأقرب للسواء الشائع و”فرط العادية” الأقرب إلى الاغتراب واضطراب الشخصية، أما حالة الإبداع التى هى وثيقة الصلة بحالة الحيرة المفترقية، فإنه يصعب تقديمها كحالة حركية متبادلة مع الحالات الأخرى لأنها عادة لا تتميز إلا بعد أن تُعْلَنُ فى صورة نتائجها الإيجابية،..إلخ
ثم إننى قد وجدت عناوين الوظائف والأبعاد التى سجلت فى مسودة الفرض وهى ما ينبغى تناوله ونحن نعرض للفروق بين الحالات الخمس، وجدتها تقترب من العشرين، ومن أهمها: التفكير، الإدراك، الكشف، طبيعة المعرفة، الوجدان،الكلمة، الصورة، اللغة، المـَكــَد، الواحدية، حدود الذات، الإرادة، الحرية، الزمن ، الاستمراررية، الوعى ، البصيرة ، الآخر. وكل عنصر من هذه
العناصر يحتاج صفحات كثيرة لشرح الفروق بما يميز بينها، ويا ليته شرح يصل إلى من يهمه الأمر بما يكفى، فهى أبعاد لا تشرح بالكتابة، ولا تصل بالكلمات، وإنما تعاش بالخبرة، وتختبر بمشاركات الوعى البينشخصى، فالوعى الجمعى، إلى مستويات الوعى الأبعد فالأخفى.
حتى لا أكون صاحب الكلمة النهائية فيما أنا مقدم عليه من وقف التمادى الآن فى إكمال مابدأت، برغم جاهزية مسوداته.
سوف أكتفى بأن أنشر اليوم نموذجا واحدا يعتبر بمثابة عناصر مختصرة لكيفية ما كنت أنوى أن اتناول به كلاًّ من هذه الوظائف والأبعاد بالنسبة لطبيعة تواجدها فى كل من الحالات، بالإضافة إلى المآلين اضطراب الشخصية فى صورة فرط العادية والمرضى الشديد حتى الجنون، هذا علما بأنه قد سبق لى أن عرضت كثيرا من هذه الأشكال بأقل قدر من الشرح ، فى ملف “الصحة النفسية” من حيث أن الصحة هى “حركية متصلة نابضة مرنة طول الوقت”، وهو أمر شديد الارتباط بالإيقاع الحيوى، لأنه عرض متعدد الأبعاد لفروض تشير إلى كيف يعيد المخ بناء نفسه فى وحدات زمنية ممتدة من أصغر الوحدات إلى أبعد مداها.
أكتفى اليوم بعرض هذا الشكل الذى قد يبرر اعتذارى الحالى دون تعليق، أملا أن تشاركونى مدى الصعوبة المتنظرة فى المرحلة الحالية، فتسمحون لى أن أعاود تقديم اساسيات أخرى أسهل وأجهز لما ينبغى تقديمه عن الطبنفسى الإيقاعحيوى، وذلك بالعودة لتكملة “المقابلة الإكلينكية” اعتبارا من باكر.
وقد اخترت اليوم “طبيعة المعرفة” كبعد من الأبعاد العشرين التى كنت أنوى تقديمها تفصيلا، هذا مع ملاحظة أن طبيعة المعرفة ليست وظيفة نفسية محددة مثل التفكير، أو الانتباه، وإنما هى جماع وظائف معرفية متداخلة، وبالتالى قد تكون أنسب لعرض الفروق، وفى نفس الوقت اكثر قدرة على استثارة الرأى والمناقشة، ومع ذلك فمازال للاعتذار وجاهته.