نبذة: بعد أن صمت الشعر طويلا، جاءت هذه القصيدة تحية لعيد ميلاد نجيب محفوظ الـ92، وقد تعجبت أن الشعر هكذا.
نشرت فى الاهرام: 15/12/2003
فى عيد ميلاده الـ “92”
صالحتنى شيخى على نفسى ..
… ما عاد رسم الحرف يقدر أن يحيط ببعض ما يوحيه لى، فى عيد مولدك الجميل، فجر جديد.
فى كل عام أحمـد الله الكريم وأرتجيه يكون “يومى قبل يومك”، وأعود أكتشف الحقيقة أننى لم أصدق الله الدعاء. طمعا بأن نبقى معا عاما فعـاما.
…. كم أنت سهـل معجز تسرى كمثل الماء إذ ينساب عذبا رائقا بين الصخور من الجليد وقد تربع شامخا فوق الجبل.
* * *
… زعموا بأنى قادر أشفى النفوس بما تيسر من علوم أو كلام أو صناعة
عفوا، ومن ذا يشفى نفسى حين تختلط الرؤي، أو يحتوينى ذلك الحزن الصديق فلا أطيق؟
حتى لقيتــك سيدي، فوضعت طفلى فى رحابك. طفل عنيد. مازال يدهش كل يوم من جديد.
صالحتـنى شيخى على نفسى حتى صرت أقرب ما أكون إليه فينـا،
صالحتـنى شيخى على ناسي، وكنت أشك فى بــله الجماعة يخدعون لغير ما هـم.
صالحتـنى شيخى على حريتى، فجزعت أكثر أن أضيع بظل غيري.
صالحتنى شيخى على أيامنا المرة مهما كان منها.
علمتنى شيخى بأنا قد خـلقنا للحلاوة والمرارة نحمل الوعى الثقيل نكونـه كدحا إليه.
* * *
وسألته يوما: “هل ثم حل فى الأفق”؟
فأجاب يحفز هـمـتى: ‘”كلا”‘.
فسألته جزعا: لماذا ؟
قال: “صاحبـنا تصور أنه صار المسيح المنــتـظـر.”
قلت: “الصليب نهايتــه..”؟
فأجاب وهو يكاد يقرص بعض أذنى: “لسنـا يهـوذا”. …. وهو ليس المنتظر.
* * *
من وحى أحلام النقاهة- سيدى- نشطت خلايا داخلى:
” فحلمـت أنى حامل، وسمعت دقــا حانيا وكأنه وعد الجنين. جاء المخاض ولم يكن أبدا عسيرا، وفرحت أنى صرت أما طيبة، لكننى قد كنت أيضا ذلك الطفل الوليد، فلقفت ثدى أمومتى، وسمعت ضحكا خافتا. لا،.. ليس سخرية ولكن.
…. وسمعت صوتا واثقا فى عمق أعماقى يقول: “المستحيل هو النبيل الممكن الآن بنـا”.
لمست عباءتك الرقيقة جانبا من بعض وعيي، فـعلمـت أنـك كـنـتـه”.
وصحوت أندم أننى قد كنت أحلم.
* * *
شيخى الجليل:
سامح مريدك إذ تتطاول فاستباح القول دون البوح يشطح تحت ظل سحابة الغفران والصفح الجميل.