نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء : 29-3-2016
السنة التاسعة
العدد: 3127
حوار مع مولانا النفّرى (177)
من موقف “العبادة الوجهية”
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
يا صاحب العبادة الوجهية إذا أتتك النار والجنة فسأشهدك منهما مواضع المعرفة وسأشهدك فى مواضع المعرفة آثار النظر وسأشهدك فى آثار النظر مواضع التسبيح فاذهب عن كل آثار بكل آثار تذهب عن زخارف الجنة وعن بأساء النار.
فقلت لمولانا:
فى الأسبوع الماضى وصلنى ما هو أرقى من الجنة وأبعد عن النار، وألمحت أن هذا سوف يتضح بما سنتناوله هذا الأسبوع، وها هو يا مولانا يتفضل بالأخذ بيدك لتتجاوز – فنتعلم ما كنتُ محتاجا إليه.
وصلنى من هذه الفقرة، وهى فى نفس الموقف (العبادة الوجهية) أن الجنة ليست للتنعم أساسا وأن النار ليست للتعذيب تماما، وإنما هما أيضا سبيلان للمعرفة، وهو هنا يعدك بأن يشهدك منهما مواضع المعرفة، بلغنى أن هذه دعوة ألا نتوقف عند سكون النعيم أو بأساء الحجيم، فكلاهما يمكن أن يشهد – بفضله – منهما مواقع المعرفة، فتتفتح سلسلة المعرفة إلى المعرفة فالمعرفة، فنمضى وهو يُشهدنا فى “مواضع المعرفة” “آثار النظر” وليس مجرد النظر، ثم نمضى فنكتشف وهو يشهدنا “مواضع التسبيح” فى آثار النظر، كل ذلك وصورة سكون الجنة وعذاب النار تتراجع ولا تختفى لتحل محلها آثار المعرفة ثم أثار النظر، ويضطرد السير لنذهب عن كل آثار بكل آثار
ولا يبقى إلا وجهه ذو الجلال والاكرام.