نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء : 22-3-2016
السنة التاسعة
العدد: 3126
حوار مع مولانا النفّرى (176)
من موقف “العبادة الوجهية”
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
يا صاحب العبادة الوجهية ستأتيك الجنة فتتراءى لقلبك وتتمثل لنفسك وستأتيك النار فتتراءى لقلبك وتتمثل لنفسك، وأنا الحق الذى لا يتراءى ولا يتمثل، فإن نظرت إلى النار فرقت فلم تحمل لى حكمة، وإن نظرت إلى الجنة سكنت فلم تحمل لى أدب المعرفة.
فقلت لمولانا:
كثيرا ما خطر لى يا مولانا أن أسألك عن الجنة والنار بعد أن وصلنى ما وصلنى منك عن العبادة الوجهية وموقعها ولزومها وبعض جواهرها، ولم أجرؤ أن أتمادى فى التساؤل، حتى ولا بينى وبين نفسى عن جزاء هذه العبادة الوجهية من ثواب، وعن عذاب تاركها من عقاب.
فى هذه الفقرة (وأخرى قادمة فى نفس الموقف) وصلتنى ملامح عزوف عن تمثل (أو تجسيد أو تعيين) الجنة او النار، فعرفت أنى كنت على حق حين تجنبت التمادى فى التساؤل مهما تراءت لى الجنة أو تمثلت لى النار، وربما خطر لى داخليا أننى إذا استسلمت لمثل هذا التَّمَثُّل فإننى بذلك أبتعد عن من لا يُتَمثل، فهو ليس كمثله شىء.
النار تفزعنى إذا تمثلتْ لى فأتجمد رعبا فمن أين تأتينى الحكمة له أو منه، والجنة تلوِّح لى بسكونِ هادئِ راض تامْ، فمن أين لى حفز المعرفة وإشراقاتها؟
أما إذا نجحت ألا أتمثل هذه أو تلك، فلا إرعاب ولا تسكين، ولا تبقى، إلا نعمة حضور الحق الذى لا يتراءى ولا يتمثل.
العبادة الوجهية – وبالذات العبادة الوجهية – هى طريق إليه أساسا لا هى من أجل جنة ساكنة ولا فرقًا من نار مفزعة
فماذا يا ترى يحمينى من النزوع إلى زخارف الجنة أو الفزع من بأساء النار؟
هذا ما وجدت الرد عليه فى نفس الموقف وهو ما أكد لى ما وصلنى اليوم
وأفضل أن أؤجل الرد إلى الأسبوع المقبل.