نشرة “الإنسان والتطور”
الأربعاء: 16-3-2016
السنة التاسعة
العدد: 3120
حوار مع مولانا النفّرى (175)
من موقف “التذكرة”
وقال مولانا النفرى أنه:
أوقفنى فى التذكرة وقال لى:
لا تثبت إلا بطاعة الأمر، ولا تستقيم إلا بطاعة النهى
وقال لى:
إن لم تأتمر مِلْتَ وإن لم تنته زغت
فقلت لمولانا:
أطمئن يا مولانا كلما عاد بك، فعُدت بنا، إلى روعة الشكل وضرورة الضبط والربط، بغير شكل لا مضمون، صحيح أن الشكل لا يغنى عن المضمون، ولكن المضمون بلا شكل يضعنا فى امتحان أصعب قد لا نقدر عليه.
وصلنى من موقف “العبادة الوجهية” (نشرة 21-6-2014، ونشرة 14-6-2014، ونشرة 7-6-2014) مارجَّحت معه أن الصلاة تأتى فى مقدمتها، وفرحت أن تكون الصلاة هى المفتاح إلى العبادات الوجهية، أو لعلها الممثلة لها، وقلت هناك أحاورك:
“هذا مهم يا مولانا فى مواجهة الزعم الشائع الذى يزعمه من يتكلم عن أنه “سقط عنه التكليف”، ربما بحجة أنه لم يعد يحتاج إلى وسيلة إليه تعالى، هذه مخاطرة لا أمان فيها ولا أمان لها”.
هنا يا مولانا تذكرنا بالأمر والنهى “لنثبت” و”نستقيم”، وقد علمتنا فيما علَمك أن الثبات والاستقامة لا يمكن أن يكون أى منهما هدفا فى ذاته، نحن نثبت لنتمكن من الانطلاق إليه، ونستقيم حين يكون انطلاقنا فى الطريق المستقيم.
إن الذى تصور أنه قد أُسْقِط عنه التكليف فلم يَعُدْ يَلْزَمه “أن يأتمر”: يمَيِلُ عن الصراط المستقيم وهو لا يدرى، وهو أيضا “إن لم ينتهِ” زاغَ، نحن هنا فى هذا الموقف تعلمنا أننا حين نأتمر وننتهى بحق إنما نتمسك بشرف الأوامر ونبل النهى دون ارتباط تجارى مباشر بالثواب والعقاب، فنحن أساسا نحتمى بصلابة الشكل: حرصاً على مواصلة السعى.
وهذا ما يستحق حوارنا فى نفس الموقف الأسبوع القادم إن شاء.