نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 24-2-2015
السنة الثامنة
العدد: 2734
الثلاثاء الحرّ:
قصة جديدة
23/2/2015
.. والنبى لمّـا تعرف ابقى قول لنا!
-1-
قالت الأم لابنتها:
– والله صعبان عليّا
قالت البنت:
– مين ده؟
قالت الأم:
– الريّس.
قالت البنت:
– ما يصعبش عليكى غالى.
قالت الأم:
– إيه ده؟ بتقولى إيه؟ طبعا غالى ونص، انتى لا حاسّه بيه ولاّ بيّا؟ انتو جرالكو إيه؟
قالت البنت:
– مش قصدى، بس يعنى فيه ناس كتير غيره أوْلى بالصُّـعْـبانيه.
قالت الأم:
– هى الصعبانية حطُّـوها على بطاقة التموين وخايفين لتخلص الحصّه بتاعتنا عشان كده بندور على مين الأْوْلى.
قالت البنت:
– مش قصدى، ما هوّه اللى جايبُهْ لنفسه.
قالت الأم:
– جايبه مين يا بت انتى، إنت مش واخده بالك ولاّ إيه،
قالت البنت:
– يعنى انتى شايفاه تعبان قوى عشانّا.
قالت الأم:
طبعا تعبان يا حبة عينى ودايخ، ما كان أسهل عليه يسيبهالهم إن شالله يقلبوها سلخانة أو فرن أفرنجى، وكان زمانه بيتشمس دلوقتى فى العين السخنة.
قالت البنت:
– الظاهر عندك حق يا أمى، هوّا أنا مش عارفه باقول كده ليه، أصل الظاهر العيال بتوع الفيس بوك دول لحسوا مخى.
قالت الأم:
– ربنا يزيح عنك بقى، والنبى تدعى له، إنتى صغيره ونَفَسك طاهر.
قالت البنت:
– أدعى أقول إيه؟
قالت الأم:
– قولى اللى يخلّصك من ربنا.
قالت البنت:
– ما ادعى للبلد أحسن.
قالت الأم:
– يعنى انتى لما تدعى له مش يبقى بتدعى للبلد.
قالت البنت:
– يتهيألى أنا لما ادعى للبلد أبقى بادعيله.
-2-
دخل عليهما الأخ مسرعا غاضبا كالنمر وهو يصيح فى وجه أمه
– هو فين السّم الهارى يا أمى.
قالت الأم:
– سم إيه بعيد الشر، أنا مش عارفه انتو جرالكم إيه.
قال الأخ:
– ولا أنا عارف إيه اللى بيجرى فى البلد دى.
قالت الأم:
– مش ده هوّا اللى بتهبٍّبُوه بقالكم ثلاث سنين.
قال الأخ:
– انتى بتقولى إيه يا أمى؟ انتى جرى لعقلك حاجه؟
قالت الأخت لأخيها:
– اخرس يا قليل الأدب، إنت إيه اللى جرى لك انت، دى أمك.
قالت الأم:
– سيبيه يا بنتى، اللى فيه مكفيه، الله يسامحه، آدى أخرتها.
قال الشاب:
أخرتها مهببه إن شاء الله.
قالت الأخت:
– أهو دا اللى انت شاطر فيه.
قال الشاب:
– يعنى عايزانى أعمل ايه يعنى.
قالت البنت:
– تعمل اللى تقدر عليه وتبقى مؤدب فى حق امك وفى حق مصر.
قال الشاب:
– إزاى بقى؟!!
قالت البنت:
– هيا مش بلدك ولا إيه؟
قالت الأم للبنت:
– يعنى عايزاه يعمل إيه، الحكاية باين عليها صعبة قوى.
قال الشاب:
– صعبة يبقى عايزالها الصعب، مش بالشكل ده.
قالت الأم:
– إنت باين عليك أعمى، الراجل بيعمل اللى بيقدر عليه يا أخى، اللى مش قادر عليه بيأجله.
قال الشاب:
– طب ولما هو مش قادر ما يسيبها للى يقدر.
قالت البنت:
– اسم الله عليك، وعلى اللى يقدر!
قال الشاب:
– مادام ما يقدرشى إلا على الخيبة دى يسيبها للى يقدر.
قالت البنت:
– اللى هوّأ مين بقى؟ يسيبها لك بالصلاه عالنبى، مش أنت برضه “الشباب”؟
قال الأخ:
– انتى مش عاجبك الشباب واللى عملوه ولا إيه؟ إنتى مش كنتى معانا؟
قالت الأم:
– عملوا ولاّ ما عملوا، أهم عملوا اللى قدروا عليه، ولاّ اللى قالولهم عليه، وبعدين اللى جرى جرى.
قال الشاب:
– كدا برضه؟!
-3-
دخل الأب مندفعا وصفق الباب وراءه قائلا:
– الحقوا اقفلوا الشبابيك، مخزن البوتاجاز اللى جنبنا مولع.
قالت الأم:
– يا نهار أبوهم أسود، طب مش كنت تلحق تجيب لنا أنبوبة.
قال الشاب:
– بقى كدا يا أمى، هوّا دا وقته، نطفِّى الحريق، ولاّ نجيبلك أنبوبة؟
قالت الفتاة لأخيها:
– ما تِتَّريَقْشِى إعمل معروف، دى أمك؟
قال الشاب:
– ما هّيا اللى مش هنا، احنا فى إيه ولا فْ إيه؟
قالت الأم:
– آه صحيح احنا فْ إيه ولا فْ إيه.
قال الأب:
– يا خبر؟ دانا ما كنتش واخد بالى.
قالت البنت:
– من إيه؟
قال أبوها:
– من كلـُّه.
***
وحلَّ صمتُ آخر غريب على الجميع وهم يحاولون أن يميزوا إن كان ما يشمونه دخان الانفجار أم بقايا الأفكار التى تعفنت هىَ هىَ، وفجأة قطعت البنت الصمت صائحة فى ما يشبه التشنج:
– تحيا مصر.
قال الأب:
– إيه فيه إيه، انتى اتجننتى، تحيا مصر يعنى إيه دلوقتى؟
قالت البنت فى صوت متهدج:
– يعنى كل واحد يشوف شغله.
قال الأب:
– آه صحيح.
قال الشاب لوالده:
– صحيح إزاى؟ هوّا إيه اللى صحيح.
قال أبوه:
– مش عارف.
قالت الأم للأب:
– والنبى لما تبقى تعرف ابقى قول لنا.