نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 23-5-2014
السنة السابعة
العدد: 2457
حوار/بريد الجمعة
المقدمة:
ليكن
ولنستمر
ونصبر
ونعاود من جديد
دائما أبدا
الحمد لله
*******
الأساس فى الطب النفسى
الافتراضات الأساسية
الفصل الثالث: ملف التفكير (31) اضطرابات التفكير
(تابع) التقسيم حسب محتوى الضلالات (3)
(10) ضلالات التحكـّم (ظاهرة السلب: ملكية الأفكار)
د. ماجدة صالح
المقتطف: فجاءت خبراتى الأخيرة مع قراءاتى فى الأحدث فالأحدث تدعونى إلى إعادة النظر فيها كطبيعة محتملة لتركيبات متداخلة بين مستويات وعى الفرد، وأيضا بين الفرد والمحيط، وأن لها أصول فى التركيب البشرى عامة.
التعليق: هل هذا يعنى أن هذه التركيبات متداخلة بين مستويات وعى الفرد وبين المحيط بما فيه أيضا من مستويات وعى الجماعة ومستويات وعى الفرد داخل الجماعة؟.
وإذا كان الأمر كذالك “رغم صعوبته” وما دام الوعى هو الراعى الرسمى لكل الوظائف المعرفية فلماذا كل هذه الصعوبة فى تقنينه (أو تعريفه)؟.
د. يحيى:
هو كذلك، وإن كنت أعترف أننى لم أستوعب تماما وجود الوعى فى المحيط خارجنا إلا من تخليق الوعى الجمعى فى العلاج الجمعى وأيضا من فروض روبرت شلدروك بوجه خاص.
لكننى توقفت يا د. ماجدة أمام تعبير أن “الوعى هو الراعى الرسمى لكل الوظائف المعرفية؟” فأنا لا أذكر أننى ذكرت هذا التعبير هكذا حرفيا، وحتى استعمالى لتعبير أن الوعى هو “وساد لكل الوظائف المعرفية” تراجعت عنه فى آخر نشره بعد أن تبينت مدى صعوبة الفصل بين الخلفية والأرضية أو بين الشكل والموضوع.
ثم إنى لا أتعامل حسب خبرتى وقراءاتى مؤخرا مع الوعى ككيان واحد، بل باعتباره حركية منظومات متصاعدة متبادلة متكافلة متصارعة أحيانا، وبالتالى فمَنْ يرعى مَنْ؟ (أى وعى من كل هذه يرعى الوظائف المعرفية؟)
الأرجح أن كل هذه المستويات هى فى توجه جدلى إلى تخليق وعى محورى فى حالة تكوّن مستمر (1) وهو ممتد أبدا
أ. إيهاب الدين على جابر
هناك فرق بين التلفاز من إرسال واستقبال وتخزين وبين الإنسان، الإنسان يستقبل ويرسل ويسجل بمجهود ذاتى بدون تدخل خارجى، وقد ينسى، أما التلفاز فيحتاج أى طاقة معينة بدون مجهود داخلى أو خارجى ولا ينسى عرض هذه المواد الموجودة.
د. يحيى:
أسف لعجزى عن الرد بإيجاز
ثم إنى لم أتعرّض إلى هذا الفرض الخاص بروبرت شلدروك ويمكنك الرجوع إليه بهذا الرابط.
* محاضرة روبرت شيلدريك (مترجمة): عن كتاب تحرر العلم http://www.youtube.com/watch?v=R2jvhhGS7HQ#t=27
* محاضرة روبرت شيلدريك : العقل الممتد http://www.youtube.com/watch?v=ktzgzd2rEc0
أو الرجوع إلى تفريغ الشريط وقد أنزلت الترجمة فى موقعى نشرة 19-3-2014، ونشرة: 18-5-2014 .
أ. إيهاب الدين على جابر
السؤال الأول: لماذا الإنسان معرض للنسيان؟ هى مشكلة حقاً.
د. يحيى:
ما هذا يا إبنى؟
الإنسان معرض للنسيان لأنه إنسان، والنسيان ليس مـَرَضا وليس عَـرَضا فهو طبيعة بشرية، المشكلة هى فى: “انك تسأل هذا السؤال هكذا”
برجاء الانتظار حتى نصل إلى فصل “الذاكرة” لو سمحت
أ. إيهاب الدين على جابر
السؤال الثانى: كيف نمرن أنفسنا على عدم النسيان؟ وشكرا
د. يحيى:
انظر إجابة السؤال السابق،
ومع ذلك فهناك تدريبات للذاكرة لا أعرفها ولا أوصى بها
كما أنبهك أنه لا توجد حبوب لتقوية الذاكرة لو سمحت!
أ. أمير منير
المقتطف: أن تناولنا للضلالات عموما (وللهلاوس المكافئة للضلالات أيضا) يبدأ من التسليم بأنها خبرة حقيقية يعيشها المريض فى مواجهة واقع الداخل، وليست نسجا خالصا من الخيال يؤلفه المريض وهو يبتعد عن الواقع المشترك معنا، ومن هذا المنطلق نتعرف على داخل المريض من جهة، ونكتسب ثقته ونحن نعامله باحترام خبرته كحقيقته (وليس: نأخذه على قد عقله) من جهة أخرى”
التعليق: ما هو المقصود بـ “الهلاوس المكافئة للضلالات أيضا.
د. يحيى:
ذكرت فى النشرة أن “هنرى إى” علمنى ما كنت أعلم من أن إمراضية الهلاوس والضلالات واحدة، والفرق فى قنوات التعبير، ففى حين أن الهلاوس تظهر عبر الحواس والأحاسيس فإن الضلالات تظهر فى مجال التفكير (والادراك).
*******
الأساس فى الطب النفسى
الافتراضات الأساسية
الفصل الثالث: ملف التفكير (32)
اضطرابات التفكير
ضلالات التحكم (ظاهرة السلبية) وملكية الأفكار
د. ناجى جميل
كثيرا ما وصلنى من المريض الذى يعانى من ضلالات التحكم إعلانه عن “عدم مسئوليته” بصورة تبدو محورية وغائية.
د. يحيى:
هذا صحيح
شكرا
أ. أمير منير
ما الفرق أو كيف يمكن التمييز بين التفكير الذاتى المجسد والأفكار المسموعة؟
د. يحيى:
* التفرقة عادة صعبة، لكن المسألة تتوقف على تعبير المريض وأيضا على حذق الفاحص، فإذا ذكر المريض أنه “يسمع أفكاره من داخل رأسه عبر أذنيه” فهى أفكار مسموعة، أما إذا تكلم عن وعيه بأفكاره بشكل عام تجريدى فهى مجرد أفكار لحوح تتراوح بين اجترار (2) الأفكار وبين تجسيدها بالمعنى المجازى غالبا.
أ. إيهاب الدين على جابر
سيدى الفاضل:
سؤالى: دائما بنسمع التحكم والأفكار المسروقة وغيرها من الفرد (شكواه) ولكن لم نسمع بأن هذا الفرد هو الذى يسرق الأفكار أو التحكم فى الناس؟ يعنى العكس لماذا؟ وشكرا.
د. يحيى:
هذا صحيح من حيث الندرة، لكن المقابل الأكثر تواترا هو أن يشعر المريض (أو يزعم أو يقرر) أنه قادر على قراءة أفكار الآخرين، فى حالات الهوس وبعض حالات البارانويا الحادة أو تحت الحادة، وخاصة ما يتعلق منها بذاته أو حالته، أما أن يحكى مريض عن قدرته على سرقة أفكار غيره فهذا نادر فعلا.
د. نجاة إنصوره
السلام عليكم
* في ثالثا عن قبول حقيقة المريض “ضلالاته” على إنها كشف لداخله وخارجه معا .
ربما لدى المعالجين سيكون هذا تكنيك وارد وضروري كمرحله علاجية اولى لفهم حالة المريض وطريقة تعاطي وعيه الباطن مع مستوى مدركاته … لكنه متى يصل المعالج لأن يجعل من مريضه يعي ضرورة الكف تدريجيا عن تصديق ضلالاته ! أعتقد إن ذلك يكون في مراحل أولى نسبيا للعلاج وهذا مايضفى الصعوبة على المعالج والمريض على حد سواء؟
د. يحيى:
لا أنصح بهذا الأسلوب مباشرة “أن المعالج يجعل مريضه يعى ضرورة الكف عن تصديق ضلالاته”!! هذه نصيحة مباشرة لا تجدى عادة، بل لعلى أعنى العكس وهو أننى أنصح المعالج أن يصدق ما يقوله مريضه على أنها “حقيقتُهُ” (حقيقة المريض) لا تخيله ولا خطئه ولا ضلالاته، ثم ينتقل – وهو مصدق مريضه – إلى محاولة الإحاطة معا بعالمه الداخلى لواقع آخر (وليس مجرد وعيه الباطن) بل يمتد بى الأمر إلى قبول الوعى المحيط (الوعى الجمعى) ككيان قائم مشارك فى الإمراضية (كما هو مشارك فى السواء) وبالتالى يصبح كلام المريض أقرب إلى رصد ما لا نستطيع نحن (الأسوياء) أن نرصده، ثم ننتقل معا (المعالج والمريض) إلى ترجمة أعراضه ومصدرها إلى هذه المستويات (وهذا قد يأخذ وقتا طويلا حسب نوع العلاج وخبرة المعالج ونوع المرض…الخ) ثم نواصل ترجمة خبرته (دون الإصرار على تسميتها ضلالاته) إلى مصدرها المحتمل من مستويات الوعى داخله وخارجه، لنستطيع التعامل معها وترجمتها (وليس بهدف التخلص منها أو محوها أو تصحيحها إلى حدود ما نعرف).
د. نجاة إنصوره
كيف يمكننا مبدئيا التفريق بين أن تكون أفكار المريض وساوس أو ضلالات “هلاوس سمعية ” مثلا؟!
د. يحيى:
ذكرت ذلك فى النشرة، وأن هذه التفرقة تعتمد أساسا على بصيرة المريض بعدم انتماء هذه الافكار إليه، وأنها دخيلة عليه، ليست بإرادته، وأنه يقاومها، ويعجز عن منعها، أو أنه حين ينجح تعاوده.
*******
الثلاثاء الحرّ:
مشروع قانون:”السماحْ، بالتفكير المُـتاحْ” (تعديل جديد)
أ. أمير منير
فى بعض الأحيان قد يكون من المفيد أن يتم إخفاء الأرقام والأحصائيات على الناس؟
د. يحيى:
ما لم تكن أرقاما وإحصائيات تهدد الأمن القومى، أى تكشف أسرارا ينبغى أن تظل أسرارا عن العدو، فأنا لا أرى مبررا لإخفاء أية أرقام وهذا ما يسمى الشفافية، وإنما أدعو لقراءتها قراءة ناقدة واعية.
أ. إيهاب الدين على جابر
الأحزاب السياسية فى مصر أصبحت كثيرة جداً.
السؤأل: هل الأحزاب بعددها أم بعملها؟
– وهل يكفى حزب واحد يوفر للشعب ما يريد من خدمات؟
وشكراً.
د. يحيى:
الأحزاب الحالية، أو أغلبها نشأت بعد الأحداث الأخيرة، وهى تجمعات أفضل ما توصف به هى أنها “مشاريع أحزاب” لا أكثر، فالحزب يحتاج سنين طويلة ومصالح مشتركة، ولغة متميزة حتى يسمى حزباً.
والأحزاب تتشكل وتنمو بعملها وانتماء الناس تلقائيا لها، وتنميتها وتقويتها بالممارسة السياسية لصالح الوطن عبر الحزب،
إذن هى ليست بعددها بداهة،
أما حكاية الحزب الواحد فقد عانينا منها الأمرّين والعياذ بالله.
*******
كيف نوقظ العقل المصرى من غفلة الكسل؟
أ. نادية حامد محمد
أعجبتنى جداً التوجيهات الخاصة بتنشيط العقل المصرى وإيقاظه والرجاء فى يوميات لاحقة المزيد من هذه التوجيهات على التأكيد بضرورة تنفيذ هذه التوجيهات بشكل عملى ولنرى النتيجة.
د. يحيى:
شكراً
ربنا يقدرنى
أ. رباب حموده
أعجبت جداً بتمارين العقل التى وصفتها ولكن وقفت عند ماذا لو؟ هل يجوز أن نجرب هذا؟ ثم ماذا لو لم تجعل العقل يقف ويبدأ فى الكسل مرة أخرى؟
د. يحيى:
أظن أنه لو تاب العقل المصرى عن الكسل فسوف يسترد قدرته النقدية، وحسه الحضارى، وانتقائه الإبداعى وعينك لا ترى إلا النور.
أ. إيهاب الدين على جابر
ما هى الكتب الأدبية التى تقترح سيادتكم أن يقرأها شباب هذا العصر؟
د. يحيى:
نبدأ بروايات محفوظ، وفتحى غانم وبهاء طاهر مثلا.
لكن المسألة يا إبنى ليست فى أسماء الكتب، وإنما فى الإصرار على القراءة، ثم اليقظة فى القراءة، ثم عدم التوقف عن القراءة، وأخيرا:ً حمل مسئولية ما يصلنا من القراءة (واحدة واحدة، لا تتعجل الرفض).
أ. أمير منير
المقتطف: ماذا لو لم تقم ثورة 1952؟
التعقيب: كنا ستظل فى ظل الحكم الملكى إلى الأبد ولن نرى الديمقراطية بأعيننا.
د. يحيى:
لا أظن
ولا أعنى أن العكس وارد
*******
الثلاثاء الحرّ:
“تآمروا: تشاوروا”! حرصا على بقاء الإنسان الأصلى!
د. نجاة إنصوره
السلام عليكم
لربما كان القانون الأبقى والاكثر مسايرة تطوريا لمايسود العالم بالفعل \”البقاء للأذكى تآمرا ” لغة التآمر وتأثيرها في توجيه الوعي البشري بكل هذه الشعبيه التي أصبحنا نشهدها اليوم بفضل مثلت القوة: المال , السلاح , الهيمنه , ومن ثُم النفوذ .
د. يحيى:
التفكير التآمرى الرائع، هو هو البرامج التآمرية البيولوجية التى حفظت أنواع الأحياء التى استطاعت أن تقاوم الانقراض.
إذن فهو ليس قاصرا على من امتلكوا قوة المال والسلاح والهيمنة، ومن ثـَمَّ النفوذ، مع أنهم أسوأ من يستعمله، وعلينا أن نعرف أن حقنا أن نواجه تأمرهم علينا وللشر، بتآمرنا لنصد تآمرهم، لكن لنا، بل ولهم، وهذا هو الفرق، نحن لا نتآمر ضدهم، لكن نتآمر لهم مثلما نتآمر لنا.
*******
قراءة فى كراسات التدريب
نجيب محفوظ
صفحة (154) من الكراسة الأولى
أ. إيهاب الدين على جابر
قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه لقد كنا أذلاء فأعزنا الله بالإسلام فإذا بحثنا عن العزة فى مكان آخر أزلنا الله. وهذا ما يحدث فى يومنا هذا.
د. يحيى:
الإسلام غير المشوة هو من أروع ما أعز الله به بَنى آدم، مثله مثل كل الأديان التى لم تتشوه، أما ما يحدث الآن فهو ليس فقط ما تقول، بل إن بعض من احتكر رحمة ربنا، يمارسون جهادٍ الإذلال والنفى لمن يخالفهم الرأى حتى لو كان يحمل جهاد أمانة العزة التى أكرمه الله بها.
أ. إيهاب الدين على جابر
هل حقاً كانت هناك حضارة تسمى الحضارة الإسلامية أم هى وهم؟ أعذرنى سيدى الفاضل فأنا ما أراه الآن لا يدل على هذه الحضارة أو وجودها أصلاً؟
وشكراً….،
د. يحيى:
طبعا كان هناك حضارة إسلامية رائعة، ليست هى ما يتصوره من يسمون السلفيون الآن.
وقد تدعمت هذه الحضارة باللغة العربية العبقرية الأصيلة التى أعْـتـَبـِرُهـُا معمارا حضاريا فى ذاته، ورغم تحفظى على الانتماء إلى عرب هذه الأيام، إلا أننى أنتمى وبكل ما أملك إلى هذه اللغة الحضارة فى ذاتها، وأنا أقف أحيانا أمام لفظ عربىّ جميل مشرق متعدد العطاء، وأذهل وأنا أحاول أن أتقمص الوعى البشرى الذى استطاع أن يبتدعه هكذا، ثم يُستعمل هكذا ويخلد هكذا، قبل أن نختزله ونشوهه.
ما تراه يا ابنى الأن هو حقيقة مرة لكنها لا تمحو حقيقة تاريخنا الحضارى الذى تكون عبر عقود وقرون، وتجلى فى لغتنا، ومازال كامنا فى أعماقنا.
أ. أمير منير
ما المقصود بــ “المذل” هل هو الإذلال إلى الله أم من الناس؟
د. يحيى:
الإذلال إلى الله ليس إذلالا، بل توحيدا وتكريما
أما الإذلال من الناس فهو القهر القبح
ثم يأتى الإذلال إلى الناس فهو الشرك بعينه.
*****
[1] – always in the making
[2] – Rumination