نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 23-2-2016
السنة التاسعة
العدد: 3098
الطبنفسى الإيقاعحيوى (9)
Biorhythmic Psychiatry
موجز باكر عن:
النظرية التطورية الإيقاعية (4)
إدراك “حركية الوعى” من “الصورة” أفضل
استهلال:
كما سبق أن أوضحت فإننى أبدأ التعرف على مريضى ونفسى من مواجهة الوعى البشرى بكل ما يعنى وما يحتوى (الوعى البينشخصى: المريض <==> المعالج)، ثم الوعى الجمعى من تاريخ التطور إلى ما بعد الغيب، وليس العكس، وقد وجدت أن علىّ أن أوضّح بعض ما أعنى بما هى “ماهية الوعى الفردى فى تواصله الحركى الدائم مع دوائر الوعى المتصاعدة إليه“، وإذا بى أواجه التجربة الحالية:
مقدمة:
مررت أمس بخبرة ليست جديدة تماما، أعرفها من قبل، لكنها تحددت لى أكثر من خلال مصادفة هذه التجربه، ذلك أننى أكتشفت من جديد أن “الصورة”، وهى الأصل فى الحلم والشعر والإبداع التشكيلى، هى الأقدر على ملامسة الوعى، وأحيانا على اقتحامه، أقدر من الألفاظ والرموز والحكى، لهذا وجدت نفسى وأنا أبحث عن بعض ما استُحْدِثَ فى موضوع الإيقاعحيوى ألجأ إلى صور عمنا “جوجل” أكثر من استعانتى بمعلوماته المترامية فى الموضوع نفسه، كما بيـّنتُ فى نشرة أمس.
ثم إنى أشرت أيضا فى نشرة أمس إلى علاقة الإيقاعحيوى بصلاتنا نحن المسلمين (وغالبا معظم الأديان) ثم إلى ما جمعت من آيات من القرآن الكريم التى اعتبرت أنها لا تحتاج إلى تفسير من خارجها، لا من العلم ولا من غيره، فقد وصلتنى كل آية بشكل مباشر باعتبارها “تشكيل متكامل يخاطب الادراك مباشرة” ولا يحتاج إلى تفسير، وبالتالى فإن هذا ليس له أدنى علاقة بما يسمى “التفسير العلمى للقرآن”، بل لعل العكس هو الصحيح كما ذكرت أمس، إن من يحسن قراءة آية آية بإدراكه: يمكنه أن يستلهم منها ما يضيف إلى معَارفه (وعلمه) كما يمكن أن تفتح له آفاقا جديدة دون أية وصاية من هذا على ذاك.
وحين عدت إلى هذه الآيات الكريمة، والتى جمعتها، ورحت أنظر فيها بوعيى وإدراكى ووجدانى العقلى الاعتمالى، ترددت فى نشرها وقد بلغت أكثر من ستين تشكيلا، أعنى آية.
لكننى أريد أن أوصل لمن يتابعنا كيف نشأت هذه النظرية التطورية من عمق تمثلى لثقافتنا أساسا: لذلك اخترت اليوم عددا محدودا مما جمعت من الآيات الكريمة، التى وصلتنى منها “حركية الإيقاعحيوى” و”جدلية الوعى” وحفز “إبداع الحياة المستمر”، وسوف أكتفى بعرض الآيات المختارة (من 68 آية) فى نشرة اليوم، ولعل العينه توفى بالغرض مؤقتا، إذْ توصل لهم معانى “حركية الوعى” و”دوام الإيقاعحيوى” انطلاقا من ثقافتنا.
ولكن قبل ذلك دعونى أقدم لكم هذه الهدية المتواضعة – شحذا لإدراك ما هو صورة – من عمنا “جوجل” بعد أن لعبتُ فى بعضها قليلا، وذلك دون تعليق (لكنها مرتبطة، بالنشرة غالبا، وأنت وشطارتك) كما أن بها تعديل طفيف لبعض ما نشر سالفا.
* * * *
* * * *
ثم ننتقل إلى ما هو أجمل وأكمل، وكل ما أرجوه من الذى يطالع هذه الآيات المختارة وهو ينظر إليها قبل أن يقرأها، أن يسمح لإدراكه أن يتولى عنه استقبال رسالتها، وهو يتذكر الفرض الذى سبق أن أعلنته أن القرآن الكريم يصلنى- حين أكون أهلا لتلقيه- وهو وعى خالص، وأنه يحرك الوعى البشرى فى اتجاه ما هو “ربى كما خلقتنى” دون حاجة إلى تفسير من خارجه، لا بالعلم ولا بغيره.
أما بالنسبة لما وصلنى أثناء ممارستى مهنتى، وخاصة من العلاج الجمعى عبر وعيى المشارك مما يلامس وعيى: فيحرك كل الأحياء داخلى دون أن أدرى، (ودون استئذان منى طبعا)، فيبدو أن هذا هو الذى تراكم حتى نضجت النظرية لتستأهل اسم الطبنفسى الإيقاعحيوى.
وفيما يلى عينات محدودة من واقع ما يتردد بيننا مع مرضاى الطيبين أثناء الممارسة:
1- “اجتمعا عليه وافترقا عليه” (حيث كنا طول الوقت، أطباء ومرضى– دون إعلان- نجتمع عليه نفترق عليه) مرة كل أسبوع ساعة ونصف لمدة عام كامل، ثم تتجدد الجماعة العلاجية كل عام لمدة 44 عاما حتى تاريخه، وحين ينتهى العام “نفترق أيضا عليه” كما تعودنا أسبوعا بعد أسبوع.
2- “الله هو الشافى”، وهذا ما يردد كل أو معظم المرضى، وبدرجات متفاوته من استعماله الأعمق
3- وَإِذَا مَرِضْتُ “فَهُوَ يَشْفِينِ“، كثير من الزملاء يزين أوراق العلاج (الروشتات) بهذه الجملة، أدعو الله أن يتأملها الزميل حتى تصل إلى ، ومريضه صورة حية مثلما أدعوكم الآن.
4-معنى صلاة الجماعة حين تكون صلاة جماعة فعلا، لا يحكم من يذهب إليها فى وقتها على من لا يذهب، فتؤدى دورها دون قصد أو تعصب فى تنمية الوعى الجماعى، ثم تذكر أن حوالى مليار شخص إلا قليلا من كل بقاع العالم يوجهون وجوههم نحو بقعة واحدة على الكرة الأرضية فى نفس الوقت، دون نفى لمن يتوجه إلى قبلته مع ذويه من دينه وحسابه على الله. (وأكثر من هذا ما يقوم بتفعيله الحجيج حين يجسدون نفس المعنى بشخوصهم على أرض الواقع).
وأخيراً :
هاكم الصور (الآيات) التى اخترتها لعلها تمثل حركية الإيقاعحيوى بوجه خاص:
“يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاًوَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ”.(آية 54 الأعراف) | “أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ”.(آية 29 لقمان) |
“أَلَمْ تَرَى إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً”(آية 45 الفرقان) | “وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا* وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا “(آية 1 ، 2 ، 3 الشمس) |
“إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ“(آية 1 التكوير) | “تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ”(آية 27 أل عمران) |
“يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَار،َ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ”(آية 44 النور) | “وَآيَةٌ لَهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ “(آية 37 يس) |
“وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ “( آية 33 المدثر) | “وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا “(آية 4 الشمس) |
“وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى “(آية 2 الضحى) | “وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ“(آية 4 الفجر) |
“وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ …” ( آية 60 الأنعام) |
وبعد
آمل أن نختتم بهذه النشرة هذا السيل من المقدمات التى تؤكد تميز علاقتنا بمستويات الوعى انطلاقا من “هنا والآن” عوْدا إلى تاريخ التطور، ثم كدحا إلى وجه الغيب، إليه، وكل هذا هو أساس “الطبنفسى الإيقاعحيوى”.
…….
…….
ثم نعود إلى موجز النظرية كما كتبت فى البداية بدءًا من الأسبوع القادم.