السبت: 26-4-2014
السنة السابعة
العدد: 2423
حوار مع مولانا النفّرى (77)
من: “موقف الوقفة”
الوقفة: وعلاقتها بالمنهج والعلم
وقال مولانا النفرى فى موقف “الوقفة”
وقال لى:
الوقفة مطلع على كل علم، وليس عليها مطلع لعلم
فقلت لمولانا:
كلما ابتعدتُ يا مولانا عن التعرض لمناقشة المنهج الذى يصلنى منك عنه مرتبا متصاعدا، تقف على قمته “الوقفة”، أرجع إليه مرغما، وأضطر أن أقارنه بمنهج ما يسمى “العلم” حاليا، أحاول أن أهرب، فلا أستطيع، فأخجل، وأخاف من جديد.
لن أرجع للتساؤل عن: مَنْ تخاطب يا مولانا بمواقفك هذه؟
ينبهنى إبنى باختصار، (وقد وعدتُ أن أعود إلى مداخلته)، ما معناه “أنك تخاطب أهل هذا الخطاب، لا أكثر ولا أقل”، ومن ليس أهله فهو ليس من أهله؟
أفهم، وأقبل، ولا أرضى،
أخشى أن تنزوى هذه المعرفة – بمنهجها الفائق- فى محيط وعى خاصة الخاصة، مع أنها لكل الناس الذين خلقهم رب الناس
صحيح أننى أراه فى بريق عين طفل حديث الولادة، وفى إيمان العجائز، وفى أوراق الشجر، ولمعة النجم، وقوة الجبل، وهسهسة الليل، لكن كل هؤلاء يا مولانا لا يقرأون المواقف، وليس عندهم كتاب المخاطبات، ولا هم بحاجة إلى هذا أو ذاك.
إذن ماذا؟
ما هذه الوقفة التى من خلالها يصلنا ما عجز الحرف، والعلم، والمعرفة، بل والجهل المعرفى، أن يوصله إلى أصحابه؟
مرة أخرى: مـَنْ أصحابه؟
حين يقيسون بعض ما تصورتُ أنه وصلنى منك، أو من مريض تعرى دون قصد، يقيسونه بأبعد ما يكون عنه، يجرجرونى إلى الدفاع عن ما لا يعرفون، فلا يصلهم إلا ما يعرفون، إن كانوا يعرفون ما يعرفونه ، ويواصلون: لا هم يبتعدون، ولا هم يُبعدون عنى مسئوليتى عنهم.
لا أفتح فمى، وأحاول أن أقول لنفسى ولك ولإبنى: مالى بهم،
لكننى لست إلا بهم، ولهم، بأمره
أعرف أن نسبة قليلة من خلق الله لو صلـُحت فسوف ينصلح الباقون تلقائيا
فهل يا ترى ينجح أصحاب هذا الخطاب المعرفى الجديد (فى مواجهة نظام السِّوَى العوْلمى الجديد)، مهما كانوا قلة، هل يا ترى لو نجحوا أن يكونوا هــُمْ، ينصلح حال الناس إليه؟
ليس عندى استعداد للتخلى عن اعتبار أن الوقفة ، كما وصلتنى هكذا، هى أرقى مراتب المناهج،
لا يعلو عليها منهج آخر مهما طغى وتغطرس،
الوقفة تعلو ولا يُعْلـَى عليها
الوقفة مطلع على كل علم، وليس عليها مطلع لعلم
فليلزم كلٌّ مكانه
طيب، وماذا بعد أن يلزم مكانه ؟
أنا خائف
أنا مطمئن
أنا فرحان
ليس عندي بديل
أنا مطمئن
ألم يقل لك أيضا فى نفس الموقف
الوقفة وراء الليل والنهار، ووراء ما فيهما من أقدار
فكيف لا أطمئن!!!؟