الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / ملف‏ ‏التفكير‏ (12) : أعراض الاضطراب الجوهرى للتفكير (4)

ملف‏ ‏التفكير‏ (12) : أعراض الاضطراب الجوهرى للتفكير (4)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأثنين: 10-3-2014

السنة السابعة

العدد: 2383

 

 الأساس فى الطب النفسى

الافتراضات الأساسية

الفصل الثالث: ملف‏ ‏التفكير‏ (12)

أعراض الاضطراب الجوهرى للتفكير (4)

مقدمة:

 ‏وصف سيجموند فرويد ‏ ‏العمليات‏ ‏الأولية‏  primary processes باعتبارها العمليات التى تغلب فى الحلم، وعند البدائيين والأطفال،  ‏يشبه‏ ‏هذا‏ ‏النوع‏ ‏من‏ ‏التفكير‏ ‏بعض‏ ‏ما‏ ‏سبق‏ ‏ذكره‏ ‏على أنه اضطراب جوهرى من حيث مثلا: احتمال عدم‏ ‏وجود‏ ‏أدوات‏ ‏أو‏ ‏حروف‏ ‏ربط‏، ‏وهو‏ ‏يشبه أيضا ‏ ‏آليات‏ ‏الحلم‏ فى مراحله الأولى حسب فروض فرويد ونظرياته، علما بأن هذه الآليات لا يمكن فحصها أثناء جريانها، ولا حتى بعد الاستيقاظ،  وكل ما يتاح لنا هو الحلم المحكى، الذى – حسب فروضى- يؤلفه الشخص (يبدعه) فى أجزاء الثوانى قبيل اليقظة مباشرة ولا يلتقط إلا أقل القليل من المعلومات الطافية فما بالك بطبيعة العمليات،  فى أحيان ليست قليلة يبدو المريض كأنه فى وعى غير وعى اليقظة العادى بشكل أو بآخر، (وقد أثبتنا بعض ذلك فى العلاج الجمعى فى لعبة “نعمل حلم” 22-9-2010 ) ، وعادة ما نلاحظ أن المريض فى حالة الذهان النشط يكون فى حالة وعى مختلف (ولو قليلا، لكنه مختلف نوعيا) عن حالة الوعى العادى، وربما هذا هو ما يسمح لبعض العمليات الأولية أن تظهر فى بعض تفكيره، وهذا ما أسميناه “ميل فى الوعى  tilting of consciousness     لكل ذلك، فأنا لم أرحب بأن أضع هذا النوع من التفكير كَعَرض مرضى مستقل، لأنه عادة إذا كان  التفكير بالعمليات الأولية جسيما بدرجة كافية من الوضوح، فإن تفاصيله يمكن أن تـُدرج تحت أى نوع من اضطرابات التفكير السابقة او اللاحقة، كما أننى أرى أن التفكير أثناء الحلم، حتى لو وُصِفَ بالعمليات الأولية فهو تفكير سوى ومكمـِّل للتفكير أثناء اليقظة، الذى تغلب عليه (أو حتى تستولى عليه) العمليات الثانوية secondary  processes المنطقية الخطية المسلسلة، هذه العمليات الأولية،  هى جزء لا يتجزأ من تكامل العمليات المعرفية ولها ضرورتها فى الجدل مع العمليات الثانوية فى حالة الإبداع، وضع “سيلفانو أريتى” فرضا لتفسير الإبداع، بأن ثمة عمليات ثالثوية Tertiary Processes ‏تؤلف بين العمليات الأولية والعلميات الثانوية ‏حيث‏ ‏يكون‏ ‏التفكيك‏ ‏والتكثيف‏ ‏ليس‏ ‏نتيجة‏ ‏الافتقار‏ ‏إلى ‏الروابط‏ ‏بقدر‏ ‏ما‏ ‏هو‏ ‏نوع‏ ‏من‏ ‏التعتعة‏ ‏اللازمة‏ ‏كخطوة‏ ‏بادئة‏ ‏نحو‏ ‏إعادة‏ ‏التركيب‏ ‏فى ‏توليف‏ ‏ما أسما ه أريتى‏ ‏الولاف‏ ‏السحرى The magic synthesis (1) وهو ما يعنى به “الإبداع” وهو ما سنعود إليه فى حينه.

10-3-2014_1بقية أعراض الاضطراب الجوهرى فى التفكير

18- ‏تداخل‏ ‏الموضوعات‏ (‏التيمات‏) Inter-Penetration of Themes:  ‏يشير‏ ‏هذا‏ ‏النوع‏ ‏إلى ‏الخلط‏ ‏بين‏ ‏ماهو‏ ‏واقع‏ ‏وما‏ ‏هو‏ ‏خيالى ‏فى ‏نفس‏ ‏السياق‏، ‏ويتم‏ ‏هذا‏ ‏الخلط‏ ‏فى ‏مجرى ‏نفس‏ ‏التفكير‏ ‏دون‏ ‏تحديد‏ ‏أو‏ ‏تمييز‏، ‏وفى ‏بعض ‏الأحيان‏ ‏يصعب‏ ‏الفصل‏ ‏لأول‏ ‏وهلة‏ ‏بين‏ ‏ما‏ ‏هو‏ ‏حقيقى ‏وما‏ ‏هو‏ ‏خيالى ‏بحيث‏ ‏يحتاج‏ ‏الأمر‏ ‏إلى ‏سماع‏ ‏آراء‏ ‏المحيطين‏، ‏وأيضا‏ ‏قد‏ ‏يحتاج‏ ‏إلى ‏تتبع‏ ‏الحالة‏ ‏مدة‏ ‏طويلة‏ ‏حتى ‏نصل‏ ‏إلى ‏حقيقة‏ ‏الأمر.

وثم‏ ‏إشكال‏ آخر ‏فى احتمال  ‏الخلط‏ ‏بين‏ ‏هذا‏ ‏التداخل‏ ‏وبين‏ ‏ما‏ ‏يسمى ‏تزييف‏ ‏الذاكرة‏ ‏الناشئ‏ ‏من‏ ‏نسج‏ ‏الخيال‏، ‏أيضا، ‏بينه‏ ‏وبين‏ ‏هذا‏ ‏التداخل‏ ‏الناشئ‏ ‏من‏ ‏تداخل‏ ‏معتقدات‏ وصور ‏غير‏ ‏واقعية‏ ‏ذات‏ ‏يقين‏ ‏ذاتى ‏بأحداث‏ وصور ‏فى ‏الواقع‏، ففى تزييف الذاكرة يكون الحكى أكثر سطحية، ومعرض للتغير بالإعادة، وتكون معايشة المريض له أقل يقينا وأسهل إيحاء.

19- ‏فقر‏ ‏الأفكار‏: ‏يعنى ‏أن‏ ‏عدد‏ ‏وحدات الأفكار‏(‏التيمات‏) المتاحة ‏فى ‏وحدة‏ ‏الزمن‏ ‏هو‏ ‏عدد‏ ‏أقل‏ ‏من‏ ‏العادى‏‏، ‏ويمكن‏ ‏أن‏ ‏يعزى ‏اللاترابط‏ ‏السلبى ‏إلى ‏هذا‏ ‏النوع‏ ‏من‏ ‏قلة‏ ‏التيمات ويعنى ‏أن‏ ‏عدد‏ ‏مواضيع‏ ‏التفكير‏ ‏‏فى ‏وحدة‏ ‏زمنية‏ ‏محددة‏ (‏دقيقة‏ ‏مثلا‏ ‏أو‏ ‏عشرين‏ ‏ثانية‏) ‏هى ‏قليلة‏ ‏ومعادة‏. ‏ويترتب‏ ‏على ‏هذا‏ ‏الفقر‏ ‏عادة‏ ‏ضعف‏ ‏فى ‏التربيط‏ ‏وأحيانا‏ ‏أخرى ‏نمطية‏ ‏فى ‏التفكير، أو ضحالة فى تكوين المفهوم أو المنظومات المفاهيمية

ولا‏ ‏بد‏ ‏من‏ ‏التفرقة‏ ‏بين‏ ‏فقر‏ ‏الأفكار‏ ‏وبين‏ ‏فقر‏ ‏أو‏ ‏قلة‏ ‏الكلام‏، ‏حيث‏ ‏أن‏ ‏الظاهرة‏ ‏الأخيرة‏ ‏تشير‏ ‏إلى ‏قلة‏ ‏أو‏ ‏ندرة‏ ‏الكلام‏ (‏حتى ‏البكم‏ ‏أحيانا‏) ‏دون‏ ‏أن‏ ‏يعنى ‏ذلك‏ ‏أية ‏ضحالة‏ ‏أو‏ ‏ضمور‏ ‏أو‏ ‏فقر‏ ‏فى ‏التفكير نفسه‏. ‏وقد‏ ‏يكون‏ ‏التفكيرفقيرا‏ ‏على ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏وفرة‏ ‏الكلام‏ ‏حين‏ ‏لا‏ ‏يحتوى ‏الكلام‏ ‏على ‏كثرته‏ ‏إلا على ‏عدد‏ ‏محدود‏ ‏من‏ ‏التيمات‏ ‏السطحية‏ ‏والمعادة‏. ‏

10-3-2014_2

20‏- ‏ظاهرة‏ ‏الطلاقة‏ ‏المرضية‏ (‏الثرثرة‏) Volubility : ‏وفيها‏ ‏ينطلق‏ ‏المريض‏ ‏تلقائيا‏، ‏أو‏ ‏وهو‏ ‏يستجيب‏ ‏لسؤال‏ ‏عابر‏ ‏مثلا‏، ‏فيحكى ‏كل‏ ‏التفاصيل‏ ‏بشكل‏ ‏سريع‏ ‏ومتلاحق‏، ‏وهذا‏ ‏قد‏ ‏يكون‏ ‏سمة‏ ‏من‏ ‏سمات‏ ‏بعض‏ ‏الثرثارين‏ ‏الأسوياء‏، ‏لكن‏ ‏إذا‏ ‏صاحبته‏ ‏أعراض‏ ‏أخرى ‏وكان‏ ‏حادثا‏ ‏وليس‏ ‏طبعا‏، وبكمية فائقة، ‏فلا‏ ‏بد‏ ‏أن‏ ‏يوضع‏ ‏الاحتمال‏ ‏المرضى ‏فى ‏الاعتبار‏، ‏وعموما‏ ‏فإنه‏ ‏رغم‏ ‏كل‏ ‏هذه‏ ‏الطلاقة‏ ‏فإن‏ ‏المريض‏ ‏يصل‏ ‏إلى ‏هدفه‏ ‏الأصلى ‏فى ‏نهاية‏ ‏الحكي‏.‏

10-3-2014_3

21‏- ‏طيران‏ ‏الأفكار‏:  :Flight of Ideas‏هى ‏درجة‏ ‏قصوى ‏من‏ ‏الطلاقة‏ ‏المرضية‏ ‏يتسارع‏ ‏فيها‏ ‏الفكر‏ ‏والكلام‏ ‏بحيث‏ ‏ينتقل‏ ‏من‏ ‏موضوع‏ ‏إلى ‏موضوع‏ ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏يكمل‏ ‏أيا‏ ‏منها‏، ‏وتكون‏ ‏النقلات‏ ‏نتيجة‏ ‏لاستجابة‏ ‏عرضية‏ ‏من‏ ‏مثير‏ ‏عابر‏ ‏ورد‏ ‏أثناء‏ ‏الفكرة‏ ‏الأولى ‏قد‏ ‏يكون‏ ‏المثير‏: ‏كلمة‏ ‏أو‏ ‏فكرة‏ ‏أو‏ ‏إشارة‏، ‏وبالتالى ‏تظل‏ ‏النقلات‏ ‏تتلاحق‏ ‏حتى ‏تفقد‏ ‏الاتجاه‏ ‏ولا‏ ‏يعود‏ ‏التفكير‏ ‏إلى ‏الموضوع‏ ‏الأول‏ ‏أصلا‏، ‏وكما‏ ‏ذكرنا‏ ‏فإنه فى‏ ‏طيران‏ ‏الأفكار‏ ‏الشديد‏ ‏ ‏ ‏لا‏ ‏يوجد‏ ‏نقص‏ ‏جوهرى ‏فى ‏تكوين‏ ‏الأفكار‏ ‏نفسها‏، ‏وإنما‏ ‏فى ‏تلاحقها‏ ‏حتى ‏لا‏ ‏تكتمل، فلا يظهر إلا سطحها ‏ ‏فتبدو‏ ‏مفككة‏.

10-3-2014_4

10-3-2014_5

ومن حيث أن الخلل فى طيران الأفكار هو فى سرعة توليد الأفكار وعدم تناسبها مع سرعة التعبير عنها بالتتالى، ولا يوجد كما كررنا خلل فى عملية تكوين المفاهيم ذاتها، فإن عكسها تماما وهو بطء التفكير  retardation هو خلل فى سرعة التعبير أيضا وليس فى عملية تكوين المفهوم، وبالتالى هو ليس العرقلة التى ذكرناها سالفا، ولا فقر الأفكار، ويمكن مقابلة طيران الأفكار، وعكسها، أعنى تباطؤ التفكير بحركة سيارات كما فى الشكل (المقابل).

 10-3-2014_6

21‏ – ‏الترابط‏ ‏بالرنين‏: ‏وهنا‏ ‏يحدث‏ ‏التربيط‏ ‏ليس‏ ‏بالمعنى ‏التتابعى ‏الهادف‏، ‏وإنما‏ ‏بإيقاع‏ ‏الكلمة‏ ‏أو‏ ‏نغمتها‏ ‏أو‏ ‏رنينها‏، ‏مما‏ ‏يشبه‏ ‏السجع‏ ‏أو‏ ‏القافية‏.

أمثلة للتفرقة: ردا على سؤال عن العنوان “ساكن فين؟”

الطـــــلاقة‏ ‏المرضـــــية‏ Circumstantiality ‏

ساكن‏ ‏فى ‏حارة‏ ‏السد‏، ‏والسد‏ ‏العالى ‏كانوا‏ ‏بيقولوا‏ ‏عليه‏ ‏مقلب‏، ‏وانا‏ ‏عارف‏ ‏إيه‏ ‏حكاية‏ ‏المقلب‏ ‏دى؟‏ ‏قال‏ ‏المقلب‏ ‏العمومى ‏من‏ ‏هنا‏، ‏حود‏ ‏من‏ ‏هنا‏، ‏وتعالى ‏عندنا‏، ‏يالله‏ ‏اناوانت‏ ‏نحب‏ ‏بعضنا‏، ‏والحال‏ ‏من‏ ‏بعضه‏، ‏ماهو‏ ‏دوام‏ ‏الحال‏ ‏من‏ ‏المحال‏، ‏يا‏ ‏دايم‏ ‏إنت‏ ‏الدايم‏ ‏ولادايم‏ ‏غير‏ ‏الله‏، ‏الله‏ ‏أكبر‏ ‏احنا‏ ‏كنا‏ ‏بنقول‏ ‏إيه‏ ‏؟‏ ‏آه‏ ‏ساكن‏ ‏فى ‏حارة‏ ‏السد‏ ‏نمرة‏ 18 ‏جنب‏ ‏الفرن‏ ‏بتاع‏ ‏عم‏ ‏حسين‏ ‏ابو‏ ‏خطوة‏، ‏وشالله‏ ‏ياسيدنا‏ ‏الحسين‏….‏إلخ

طيران‏ ‏الأفكار‏ Flight of Ideas‏

ساكن‏ ‏فى ‏حارة‏ ‏السد‏، ‏والسد‏ ‏العالى ‏كانوا‏ ‏بيقولوا‏ ‏عليه‏ ‏مقلب‏، ‏وانا‏ ‏عارف‏ ‏إيه‏ ‏حكاية‏ ‏المقلب‏ ‏دى، ‏قال‏ ‏المقلب‏ ‏العمومى ‏من‏ ‏هنا‏، ‏حود‏ ‏من‏ ‏هنا‏، ‏وتعالى ‏عندنا‏، ‏يالله‏ ‏اناوانت‏ ‏نحب‏ ‏بعضنا‏، ‏والحال‏ ‏من‏ ‏بعضه‏، ‏ماهو‏ ‏دوام‏ ‏الحال‏ ‏من‏ ‏المحال‏، ‏يا‏ ‏دايم‏ ‏إنت‏ ‏الدايم‏ ‏ولادايم‏ ‏غير‏ ‏الله‏، ‏الله‏ ‏أكبر‏، ‏الله‏ ‏أكبر‏ ‏فوق‏ ‏كيد‏ ‏المعتدى، ‏وكيد‏ ‏النسا‏ ‏ما‏ ‏لوش‏ ‏حل‏، ‏والإسلام‏ ‏هو‏ ‏الحل‏، ‏جاته‏ ‏حل‏ ‏وسطه‏ ‏ابن‏ ‏الرفضى [‏ويمضى ‏هكذا‏ ‏بلا‏ ‏توقف‏، ‏ولا‏ ‏يذكر‏ ‏عنوانه‏ ‏أبدا‏ ]‏

اللاترابط‏ Incoherence ‏

ساكن‏ ‏فى ‏يعنى، ‏إنت‏، ‏حاصل‏ ‏ضرب‏، ‏أصل‏، ‏ماهو‏ ‏لابد‏، ‏أبعد‏ ‏أقرب‏، ‏أنا‏ ‏حر‏، ‏ياه‏ ‏سكتناله‏ ‏دخل‏، ‏مش‏ ‏كده‏، ‏قسمة‏ ‏بايظة‏…..‏

المصاداة‏ Echolalia ‏

ساكن‏ ‏فين‏..، ‏ساكن‏ ‏فين‏..، ‏ساكن‏ ‏فين‏..، ‏ساكن‏ ‏فين‏..، ‏ساكن‏ ‏فين‏.. ‏

الوظوب‏ Perseveration ‏

ساكن‏ ‏فى ‏حارة‏ ‏السد‏ ‏فى ‏حارة‏ ‏السد‏ ‏فى ‏حارة‏ ‏السد‏ ‏فى ‏حارة‏ ‏السد‏ ‏فى ‏حارة‏….‏

الترابط بالرنين ‏

ساكن‏ ‏فى ‏حارة‏ ‏السد‏ ، السبت قبل الحد، وما فيش زيى حد، ولا كل زى زى، ولا كل أى أى !

 ‏

ملحوظة (1): إن‏ ‏بعض‏ ‏الباحثين‏ ‏يذكرون‏ ‏بعض‏ ‏أعراض‏ ‏شنايدر‏ ‏وخاصة‏ ‏ما‏ ‏يتعلق‏ ‏بإذاعة‏ ‏الأفكار‏ ‏أو‏ ‏قراءة‏ ‏الأفكار‏ ‏باعتبارها‏ ‏من‏ ‏الاضطراب‏ ‏الجوهرى ‏فى ‏التفكير‏، ‏وآخرون‏ ‏يدرجون‏ ‏ظاهرة‏ ‏السلب‏، ‏مثل‏ ‏إقحام‏ ‏الأفكار‏ ‏فى ‏هذا‏ ‏النوع‏ ‏من‏ ‏الاضطراب‏ ‏الجوهرى ‏للتفكير‏، ‏مع‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏أو‏ ‏ذاك‏ ‏هو‏ ‏نتيجة‏ ‏لاضطراب‏ ‏الإرادة‏ ‏وفقد‏ ‏أبعاد‏ ‏الذات‏ (‏أنظر‏ ‏بعد‏) ‏وما‏ ‏لم‏ ‏يترتب‏ ‏على ‏هذه‏ ‏الاضطرابات‏ ‏الأساسية‏ (‏اضطرابات‏ ‏الإرادة‏، ‏وأبعاد‏ ‏الذات‏) ‏ما‏ ‏يخل‏ ‏بعملية‏ ‏التفكير‏، ‏فلا‏ ‏سبيل‏ ‏إلى ‏اعتبار‏ ‏هذه‏ ‏الأعراض‏ ‏ضمن‏ ‏الاضطراب‏ ‏الجوهرى ‏للتفكير‏. ‏لأنه‏ ‏مهما‏ ‏كان‏ ‏مصدر‏ ‏التفكير‏ (‏من‏ ‏داخل‏ ‏الذات‏ ‏أو‏ ‏نتيجة‏ ‏للإسقاط‏ ‏أو‏ ‏الاغتراب‏) ‏فإن‏ ‏العملية‏ ‏التفكيرية‏ ‏فى ‏ذاتها‏ ‏قد‏ ‏تظل‏ ‏سليمة‏ ‏وتتم‏ ‏بنفس‏ ‏النهج‏ ‏المنظم‏ ‏رغم‏ ‏اختلال‏ ‏ملكية‏ ‏التفكير‏، ‏أو‏ ‏الإنية‏، ‏أو‏ ‏الإرادة‏. ‏

‏ملحوظة (2): فى ‏المراحل‏ ‏الأولى ‏لعملية‏ ‏الإبداع‏ ‏أثناء‏ ‏التفكير‏ ‏الانفراجى ‏تتفرع‏ ‏الأفكار‏ ‏وتنفرج‏ ‏وتتنقـل‏ ‏حتى ‏لتبدو‏ ‏غير‏ ‏مترابطة‏ ‏ولكنها‏ ‏فى ‏النهاية‏ ‏تتجمع‏ ‏لتحقق‏ ‏هدفها‏ ‏الإبداعى ‏بإعادة‏ ‏التنظيم‏. ‏وما‏ ‏لم‏ ‏ننتبه‏ ‏إلى ‏هذه‏ ‏النهاية‏ ‏فإنه‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يختلط‏ ‏علينا‏ ‏الأمر‏ ‏حين‏ ‏نعد‏ ‏المرحلة‏ ‏الأولى ‏من‏ ‏التفكير‏ ‏الإبداعى ‏وكأنها‏ ‏اضطراب‏ ‏جوهرى ‏للتفكير‏، ‏والفرق‏ ‏دقيق‏ ‏وهام‏ ‏حيث‏ ‏أن‏ ‏التفكير‏ ‏الإبداعى ‏يعود‏ ‏ويلملم‏ ‏كل‏ ‏ما‏ ‏بدا‏ ‏مفككا‏ ‏متناثرا‏ ‏فى ‏البداية‏ ‏ويرتب‏ ‏الجميع‏ ‏فى ‏المنظومة‏ ‏الجديدة‏ ‏بتركيبة‏ ‏أصيلة‏.

1- Arieti, S. (1976) Creativity. The Magic Synthesis. Basic Books, Inc. Publishers، New York, p12.-13

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *