نشرة “الإنسان والتطور”
السبت: 8-3-2014
السنة السابعة
العدد: 2381
حوار مع مولانا النفّرى (70)
موقف الصفح الجميل
وقال مولانا النفرى فى موقف “الصفح الجميل”
وقال لى:
لا يجرى عليك في نومك إلا حكم ما نمت به،
ولا يجرى عليك في موتك إلا حكم ما مت به.
فقلت لمولانا:
حين أقرأ ما هو بديهى مما يصلك منه يا مولاى، أتعجب كيف فاتنى أنه بديهى، وافرح لأن ما هو بديهى فى هذا المقام هو كل الحق وكل الصدق، وكل الأصل، وكل الممكن، وكل المستحيل، معا.
طبعا، لا يجرى إلا ما جرى ويجرى
وإلا فمن أين يأتى حكم ما يجرى علىّ فى نومى؟ !!
لكننى أقف يا مولانا كما تعودت منى عند حرف الجر “بـــ” “به”، ما نمت به، فأنا لم أنتبه قبلا بمَ أنام ، وبمَ أصحو، فأنتبه الآن إلى أننى أنام بــ حصيلتى كلها، وحين أقول حصيلتى فإنى أمدها إلى نشأة وجودى بشرا، وحتى لحظة أن أغمض عينى أهمّ بالنوم، فتتحرك هذه الحصيلة فى نشاط إيقاعى باسط قابض، متفتح ضام، حيوى راتب: “حكم” ما نمت به،
ثم بفضله وقدرته، أولد من جديد حين أستيقظ، فإذا كان ما نمت به خليقا بأن تأتى الولادة طيبة أقرب إليه، فهذا هو الفضل المستمر، وإن جاءت غير ذلك، فعلىّ أن أحمل مسئوليتها لأنها هى هى التى نمت “بها”، ولا يمكن تنظيم أو تشكيل إلا ما هو هنا، هناك، لأنام به من جديد، لعل وعسى
تسهل هذه الرؤية يا مولانا علىّ ما أنتظره فى موتى،
فأنا أموت بــما مت به، بحصيلتى هى هى، فيجرى علىّ فى موتى ما جرى علىّ فى نومى، وتتضاعف مسئوليتى حيث لا فرصة جديدة، أو ربما ثمة فرصة بفضله ورحمته
“باسمك ربى، وضعت جنبى، وبك أرفعه
اللهم إن قبضت روحى فاغفر لها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين”
ثم أستيقظ :
“الحمد لله الذى أحيانى بعد ما أماتنى وإليه النشور”
سهــُلــَت العملية، قياسا
وزادت المسئولية، أمانة
وقد رجحتُ صحة قراءتى لما وصلنى حين أكملت ما قاله لك فى نفس الموقف “الصفح الجميل” وهو يقول لك:
الشاهد الذى به تنام هو الشاهد الذى به تموت
والشاهد الذى به تستيقظ هو الشاهد الذى تبعث به.