نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء : 7-4-2015
السنة الثامنة
العدد: 2776
الثلاثاء الحرّ:
قصة جديدة:
جنسية “بدون” !
قالت البنت لأخيها: طب وناخد الشهادة ليه؟
قال: بس ناخدها
قالت: نعمل بيها إيه؟
قال: نتوظف
قالت: فين ان شالله؟
قال: في المشاريع
قالت: مشاريع إيه؟
قال: المشاريع بتاعة المؤتمر
قالت: أنهو مؤتمر؟
قال: مؤتمر شرم الشيخ،
قالت: ما هو كله فْ شرم الشيخ، مؤتمر الفلوس؟ ولاّ مؤتمر الحزم؟
قال: خلينا فى مؤتمر الفلوس عشان نتوظف
قالت: هيا فين الفلوس؟
قال: فى المشاريع
قالت: أنهى مشاريع؟
قال: المشاريع بتاعة المؤتمر
قالت: هيا بتاعة المؤتمر ولا بتاعتنا؟
قال: بتاعتنا
قالت: مين اللى قال لك كده! طب ما تياللا تحجز شقة فى العاصمة الجديدة ما دام بتاعتنا.
قال: إنتى بتقولى إيه؟…، شقة إيه وبتاع إيه، الشقق اللى فيها دى حاتبقى لبتوع الحكومة
قالت: قصدك مكاتب الحكومة يعنى؟
قال: مكاتب، وسكن، واستراحات، وكله
قالت: طب واحنا؟
قال: احنا يا ريت نلاقى لها مواصلات عشان نروح بيها نقضى مصالحنا
قالت: آه صحيح!!! هيا الناس حاتقضى مصالحها ازاى؟ يمكن الحكومة حاتروحـْلهم لحد بيوتهم
قال: ما هى الإمارات خدت المقاولة بتاعة العاصمة دى، وهيّا لازم حا تتصرف، بالمروحيات والحاجات الحلوة اللى زى كده.
قالت: مروحيات يعنى إيه؟
قال: الله يخيبـِك، يعنى هليوكوبتر
قالت: بطـّل تريقة اعمل معروف، يمكن خير
قال: والله انا خايف يعملوا لنا عاصمة تالتة فى دبى
قالت : إشمعنى دبى
قال: ما هى السياحة هناك، بقت أحسن مننا، مع إن الحر زى ما انتى عارفة
قالت: يمكن بنو هناك أهرامات شيك ، أهارمات ناطحات سحاب عالموضة
قال: كله إلا التريقة على الأهرامات
قالت: أنا ما باتـّريقشى، أنا خايفة تبقى العاصمة الجديدة اللى بيتكلموا عنها دى تطلع عاصمة افتراضية زى الحاجات بتاعة النت
قال: قصدك إيه؟
قالت: أنا عارفة !! دا بايننا كلنا بقينا عايشين حياة افتراضية
قال: انتى بقى اللى تبطلى تريقة، والمصحف لـتـُفـْرَج
قالت: ما انا عارفة؟ بس يعنى حاتفرج إزاى؟
قال: حاتفرج وخلاص، انتى ما شوفتيش وشوش الناس الأكابر وهيه بتضحك، دى وشوش بتقول إنها مش بس حاتُفرج ، دى لازم فرجت فعلاً،
قالت: مين بقى اللى بيتـّريق ؟! إنت عايز تكذّب كل الناس دول؟
قال: ناس مين؟
قالت: جميع صنف ناس: عرب، وخواجات، وخُبرا، وكله
قال: من بـُقــِّك لباب السما، طب وانتى مصدقاهم قوى كده ازاى؟
قالت: طب وانت مصدقهم ولاّ لأه؟
قال: وحاكدبهم ليه؟ قال “إيش خاطر الاعمى قال قفّة عيون”
قالت: وهما لما حايجيبو له قفة عيون: الأعمى حايشوف؟ ثم احنا مش عُمْى، هو انت عرفت المثل ده من مين؟
قال: من امى، من المصريين اللى بحق وحقيق
قالت: هوّا فيه مصريين بحق وحقيق، ومصريين عِيَرة؟
قال: دلوقتي بقى فيه على كل لون يا باتسته، فيه: مصرى ناشط، ومصرى مضروب، ومصرى ديلفرى، ومصرى مستورد، ومصرى مستعمل، ومصرى انتهت صلاحيته
قالت: يا خبر اسود، إمال فين المصرى الأصلى؟
قال: بصراحة موجود، بس ما حدش سامع حسه
قالت: موجود فين؟
قال: والله ما انا عارف، بس أنا متأكد إنه موجود، وده اللى مخلينى اصبر
قالت: ما انا برضه متأكده، وده اللى مصبـّرنى أنا كمان
قال: بس الظاهر أنا ما عنتش قادر أصبر
قالت: ولما ما تصبرشى حا تعمل إيه؟
قال: يمكن أدوّر على أى حتة تلمنى، أنا مستعد اتنازل بصراحة
قالت: تتنازل عن إيه؟ الله يخرب بيتك! هوا انتَ عندك حاجة تتنازل عنها؟
قال: عن مصريتى، “إننى لو لم أولد مصريا….” : يمكن كان احسن
قالت: أحسن فى إيه الله يخيبك
قال: مش عارف، بس كده ما ينفعشى، الدنيا بقت متلخبطة خالص، وما حدش عاد عارف أصله من فصله، أنا بقول كفاية كده
قالت: كفاية إيه، هية تورتة وشبعت منها؟
قال: باقول لِك مش قادر، كفاية اللى جرالنا واحنا مصريين
قالت: هوا اللى جرى لنا ده عشان احنا مصريين، ولا عشان نسينا اننا مصريين وبقينا حمير، وأدينا بنحاول نرجع مصريين
قال: مش مهم، المهم إنى مش قادر أكمّل
قالت: تكمل إيه؟ هوّا انت ابتديت؟!! وهوا ينفع نعيش من غير أصل؟
قال: أنا بصراحة متنازل عن أصلى ده، حتى لو ما لقيتشى بلد يلمِّنى
قالت: جـَتـَكْ نيله، إنت عارف إن فيه جنسية اسمها “بدون”
قال: إسمها إيه؟!!
قالت: “بدون”، يعنى من غير جنسية من أصله
قال: ودى فين دى؟
قالت: فى الكويت
قال: آه افتكرت، ما انا بعتّ لابن خالتى عشان يشوف لى عَقد هناك وما ردش علىَ، دانا مستعد أغير الباسبور واخليه “بدون” إذا كان ده حا يسهل لى السفر والشغل
قالت: وتبقى بنى آدم ازاى وانت “بدون”
قال: ما هو ربنا خلقنا بدون، واحنا اللى بنتمحك فى أيها أرض تِلِمِّنَا
قالت: إنت حاتلخبطنى ليه بقى، دانا لما فكرت أبقى تبع ربنا بصحيح ، لقيت جنسيتى دى حاتـْشيـَّـلنى هم الناس كلهم، مش بس ناس مصر، قلت يا بت خليكى على قد الكام وتمانين مليون بتوعنا
قال: دول مش كام وتمانين، دول أكتر
قالت: لأ ما انا ما حسبتش الخونة والمرتزقة واللى بالى بالك
قال: يبقوا أقل من تمانين بكتير
قالت: حرام عليك، مش قوى كده
قال: ما انا اتعلمت منِّك التفكير التآمرى
قالت: غلبت أقول لك ما صدقتنيش
قال: بصراحة أنا ابتديت احترم التفكير التآمرى ده ، الظاهر زى ما ربنا خلقنا “بدون”، هو خلقنا بالبرنامج التآمرى ده، دول بيقولو إن ده دفاع طبيعى عند كل الأحياء، واللى اتآمر منهم أجدع هو اللى استمر و فِضِلْ
قالت: جالَـكْ كلامى؟
قال: طب إيه رأيِك نعمل جنسية اسمها “جنسية ربنا”؟
قالت: جنسية إيه؟ أستغفر الله العظيم
قال: من كل ذنب عظيم، يعنى قصدى ننتمى لربنا، ما هو أعدل وأرحم
قالت: وتطلّع باسبور مكتوب فيه إيه ؟
قال: هوا ربنا عايز باسبور، ما هو قال إنه قريب، إحنا علينا ندعى، وهو يستجيب.
قالت: يستجيب من غير ما نشتغل؟
قال: من غير شغل ازاى، دانا لو حامل جنسية ربنا حاحمل هم كل اللى خلقهم فى كل حته
قالت: والله أنا خايفة من شطحك ده، ما هو الإخوان وداعش والحوثيين، بيقولوا برضه إنهم تبع ربنا
قال: يقولوا اللى يقولوه
قالت: الظاهر إنهم عملوا ربنا تانى على مقاسهم
قال: باين كده، منهم لله
قالت: ياريت يصدقوا
قال: يصدقوا إيه؟
قالت: إن منهم لله، أنا حاسّة انهم ما يعرفهوش من أصله، ومع ذلك باقول ربنا يهديهم
قال: يهديهم ازاى؟
قالت: مش كتير على ربنا
قال: طب بلاش يهديهم يكفينا شرهم
قالت: هو انت حاتشرّط عليه ولا إيه
قال: بصراحة أنا مش فاهمـِك
قالت: ولا انا فاهمة نفسى
قال: أنا رجعت فْ كلامى، وبلاش حكاية “جنسية ربنا” دى، ما دام كل واحد بيعمل له ربنا خصوصى، ويودّى نفسه فى داهية.
قالت: ياريت يودى نفسه بس، دا بياخدنا معاه فى ستين داهية، خلينا فى جنسيتنا على قدّنا
قال: بس انا لسه برضه حاسس إنى عايز أستغنى عنها، كفاية كده
قالت: والله انا خايفة يكونوا عاملين فينا العمايل دى كلها عشان نتنازل عن جنسيتنا وهمّا يتنيهم زى ما هما، ويركبونا، ويهزوا رجلهم
قال: مش فاهم، عمايل إيه؟ ازاى يعنى؟
قالت: يعنى عمالين هات يا تفكيك، وهات يا تلوين، وهات ياعوْلمة، وهات ياخراب، وهات يا حقوق إنسان، عشان يوهمونا إن “كلّه زى كلُّه”، نروح احنا متنازلين، يروحوا هما متمسكين باللى فى إيديهم مع اللى ياخدوه مننا، ويركبونا واحنا ننهق،
قال: ويا ريت يسيبونا ننهق،
قالت: حا يسيبونا عشان يتهيأ لنا اننا عايشين وماناخدشى بالنا وهما بيهزوا رجليهم.
قال: يا خبر!! لأ بقى إذا كان كده خلاص مش حاتنازل عن مصريتى أبدا
قالت: إمال حا تعمل إيه
قال: حاروح اليمن
قالت: تعمل إيه؟
قال: اللى بيعمله كل اللى ما بيتنازلوش
قالت: والله انك طلعت جدع، فوّقتنى، عن إذنك، لحسَنْ أعيط قدامك