نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 19-3-2015
السنة الثامنة
العدد: 2757
ص 193 من الكراسة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
نجيب محفوظ
أم كلثوم نجيب محفوظ
فاطمة نجيب محفوظ
ــــــ
علمت بالخبر من مصادره الموثقة
ولا تسل عن دهشتى وذهبت من
فورى إلى مرجع الخبرات وعرضت
عليه الأمر بحذافيره فما كان منه (ممسوحة؟؟؟)
اطلاعى على خطابه المشهور: يبلغه لأصحاب
الشقة فتلقوه بكل إجلال ولكنهم
اختلفوا فى تأويله اختلافا شديدا
نجيب محفوظ
22/8/1995
القراءة:
هاهو شيخنا يرجع فيسمح لإرهاصات إبداعه أن تطل من جديد على سطح وعى تداعياته مهما كانت مقطعة أو مجزأة، فلا نجد فى هذه الصفحة – وهذا نادرا كما أعتدنا – أى تكرار ولو لجملة واحدة مما سبق وروده فى المئتى صفحة السابقة، فأرجع لفرضى السابق (نشرة 20/11/2014صفحة التدريب رقم “177”) و(نشرة 27/11/2014 صفحة التدريب رقم “178”) وأفترض أن هذا تسخين لما أتى بعد ذلك تحت أسم أحلام فترة النقاهة.
مشروع القصة القصيرة الحالى يقول:…
علمت بالخبر من مصادره الموثقة، ولا تسل عن دهشتى وذهبت من، فورى إلى مرجع الخبرات وعرضت، عليه الأمر بحذافيره فما كان منه (ممسوحة؟؟؟ إلا)(1))، اطلاعى على خطابه المشهور: يبلغه لأصحاب الشقة فتلقوه بكل إجلال ولكنهم، اختلفوا فى تأويله اختلافا شديدا
يا ترى لماذا دهش الراوى مع أنه حصل على الخبر من “مصادره الموثقة”؟ وماذا يقصد بمرجع الخبرات؟ اعتدنا أن نتكلم عن مرجع المعلومات، أو أصل الوثائق، أما مرجع الخبرات فهذا غير مألوف، ثم كيف أطلعه مرجع الخبرات هذا على خطابه المشهور، ثم تبين أن الأمر يتعلق بشقةٍَ ما، لها أصحاب، وأنهم تلقوا الخطاب بكل اجلال، لكننا لا نعرف ماذا كان فى الخطاب، كما يبدو أنه كان خطابا حّمال أوجه برغم صدوره من مصادره الموثقة، لأنهم اختلفوا فى تأويله اختلافا شديدا.
خطر لى – وإن كنت لا أميل إلى قراءة إبداع محفوظ بإحالته إلى رمز معين- خطر لى أن الشقة هى “الحياة”، وأن الخبر الموثق هو “الموت” فقد جاء الراوِىَ الخطابُ من مصادره الموثقه (يقين الموت = الوعى بالموت: الموت البدء)، ولأن سكان هذه الشقة قد تقبلوا الأمر القادم حتما بواقعيه مسئولة، إلا أن ذلك لم يمنعهم من الإختلاف فى التأويل، وهو وارد فى كل الأمور وخاصة فى قضية “الموت”، وقد مررت شخصيا بهذا الاختلاف وسجلته على مراحل، من أول “النقلة من الوعى الشخصى إلى الوعى المطلق” إلى وجه الله حتى اعتباره “أزمة نمو” فضلا عن تناوله فى دراساتى النقدية عن نجيب محفوظ.
وفيما يلى بعض ذلك:
– (نقد): دورات الحياة، وضلال الخلود ملحمة الموت، سنة 1990، مجلة فصول، المجلد التاسع، العدد الأول والثانى.
– أصداء الأصداء (تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية لنجيب محفوظ) 2006
– عن طبيعة الحلم والإبداع دراسة نقدية فى: “أحلام فترة النقاهة” نجيب محفوظ 2011
– تشكيلات الخلود بين “ملحمة الحرافيش”، و”حـضرة المحترم”، دورية نجيب محفوظ، المجلس الأعلى للثقافة، العدد السادس: ديسمبر 2013
-الله: التطور: الإنسان: الموت: الله عبر نجيب محفوظ، دورية نجيب محفوظ، المجلس الأعلى للثقافة، العدد السابع: ديسمبر 2014
- وغير ذلك مما لم أستطع حصرة الآن تحديدا.
أما عند غير محفوظ فقد جاء “الموت” أيضا فى دراساتى النقدية الأخرى مثلا: الأفيال: فتحى غانم: “الموت.. الحلم.. الرؤيا (القبر/ الرحم) قراءة فى “أفيال” فتحى غانم – عدد يوليو 1983 – مجلة الإنسان والتطور.
أما ما جاء فى بعض نشرات الإنسان والتطور عن الموت فهو فروض وأطروحات شتى مثل يلى كعينات:
– عن الموت والوجود، نشرات الإنسان والتطور، 7/11/2007، العدد: 68
– الموت: ذلك الوعى الآخر، نشرات الإنسان والتطور، 5/1/2008 العدد: 127
– الخلق، الوجود، الموت، نشرات الإنسان والتطور، 20/4/2009 العدد: 598
– عن الزمن والموت 2 – 2، نشرات الإنسان والتطور، 11/6/2011 العدد: 1380
– الادراك وعلاقة الموت بالإدراك، نشرات الإنسان والتطور، 5/11/2011 العدد: 1893
– علاقة الوجدان بالإدراك بالشعر بالموت 2من؟، نشرات الإنسان والتطور، 16/11/2011 العدد:1934 .
– علاقة الوجدان بالإدراك بالشعر بالموت (3من ؟)، نشرات الإنسان والتطور، 17/11/2011 العدد: 1935.
وأكتفى أن أختم بنص الفقرة من الأصداء التى قرأتها نقدا مرة على أنها الزمن، ومرة على أنها “الموت”.
فقرة: 42 (من أصداء السيرة الذاتية):
دائما هو قريب مني، لا يبرح بصرى أو خيالي، بريق على نظراته الهادئة القوية، من وجه محايد فلا يشاركنى حزنا أو فرحا، ومن حين لآخر ينظر فى ساعته موحيا إلى بأن أفعل مثله، أضيق به أحيانا، ولكن إن غاب ساعة ابتلانى الضياع، جميع مالاقيت فى حياتى من تعب أو راحة من صنعه، وهو الذى جعلنى أتوق إلى حياة لا يوجد بها ساعة تدق.
[1] – أحللت لفظ “إلا” فى آخر السطر الرابع مكان المساحة الممسوحة حيث وصلنى أنها اللفظ المناسب الممسوح.