نشرة “الإنسان والتطور”
الأثنين: 17-9-2012
السنة السادسة
العدد: 1844
تعتعة التحرير
رفقاً بالرئيس حتى يرتب أولوياته!!!
قالت البنت لأخيها: لقد كتبت طلبا لديوان المظالم ليرتبوا لى لقاء مع الرئيس، قال أخوها: مع من؟!! قالت: رئيس الجمهورية، قال أخوها: أية جمهورية؟ قالت: جمهورية مصر العربية، قال: تتكلمين جدا، الرئيس الدكتور محمد مرسى؟ قالت: هو بعينه، قال: ولماذا ديوان المظالم، هذا مكتب لشكاوى المظلومين، من الذى ظلمك؟ ثم إن ديوان المظالم لا يرتب لقاءات الرئيس، إنه ينظر فى المظالم مباشرة، قالت: أنا لى وضع خاص، قال: اسم الله اسم الله، على أختى الغالية، طيب ومادام لك وضع خاص فلماذا لا تستفيدين منه مباشرة، قالت: حتى لا ينتبه عامة الناس إلى وضعى الخاص هذا، وأنت تعرف كيف أن الصحف إياها ماتصدق!!، قال: اسمحى لى بصراحة أن أقول كفى مزاحا سخيفا، أنا ورائى ما يشغلنى، قالت: لكنه أمر يهمك شخصيا، قال: خيرا؟ اللهم اجعله خيرا، يهمنى بصفة ماذا؟ قالت: ألست أختك؟ قال ونِعْمَ الأخوات، ماذا تريدين أن تقولى؟ قالت: صديقك هذا الذى تقدم لخطبتى أسرّ لى أنه ابن أخت الرئيس، قال: لا يا شيخة!!، إنه صديقى من سنوات ولم أعلم عنه أيا من ذلك، قالت: لأن الرئيس لم يكن رئيسا بعد، قال: يا صلاة النبى!!، وحين أصبح خاله رئيسا تقدم لخطبتك دون أن يخطرنى حتى، فأصبح لك وضع خاص!! قالت: ليس كذلك تماما، فهو يحمل الجنسية الأمريكية مثل أولاد خاله، قال: وهذا أيضا أخفاه عنى ؟ ثم أنا مالى؟ قالت: أصله متهم مع آخرين أنه تلقى أموالاً من أمريكا، قال الشاب: هكذا مرة واحدة، وأنا لا أدرى؟ قالت: وهل أنت تدرى شيئا إلا ما يخصك شخصيا، أنت تذهب إلى ميدان التحرير وكأنك ذاهب إلى ساقية الصاوى أو مولد السيدة زينب، تفك عن نفسك؟ قال: يا شيخه حرام عليكى، وهؤلاء الذين استشهدوا برصاص الأوغاد الرسمين والمأجورين كانوا يفكون عن أنفسهم وأيضا، إخص عليكى، ولكن قولى لى بجد لماذا تريدين مقابلة الرئيس؟ قالت: لأشكو مظلمتى، ثم لأشهد ببراءة ابن أخته من حكاية الأموال التى تلقاها من أمريكا، قال: وهل الخال ينتظر توصية على ابن اخته من غريب؟ وهل هو تلقى أموالا فعلا؟ قالت: نعم، لكننى أعرف تفاصيل مهمة، فهى شهادة لوجه الحق، فقد تلقى هذه المعونة ليشترى بها شبكة لى تليق بمن هو خاله الرئيس، قال الشاب: هكذا يكون الكلام!! هل نمت جيدا ليلة أمس؟ قالت: أحلى نومة، قال: والغطاء؟ قالت: تمام التمام، قال: وماذا تناولت فى العشاء؟ قالت: نمت بدون عشاء، قال: ربما يكون هذا هو السبب، قالت: سبب، ماذا؟ ألا تصدقنى، إسأل صاحبك، قال: أسأل صاحبى على ماذا وهو لم يفاتحنى أصلا فى خطبتك، لقد تكلم معك مباشرة كما تقولين؟ قالت: لأنه لا يثق فيك، قال: أحسن، ربنا يشفيك؟ قالت: ماذا تقول؟!! قال: لاشىء،
* * *
قالت البنت لأمها: لابد أن تتصرفى مع أخى هذا وإلا سوف أظل هكذا حتى أصبح عانسا، قالت الأم: بعيد الشر، أنت مثل القمر، قالت البنت: إنه سخر منى حين أخبرته أننى تقدمت بطلب لمقابلة الرئيس، قالت الأم: مقابلة من؟ قالت: الرئيس محمد مرسى، لا تعملى يا أمى مثل أخى وتنكرى علىّ حقى فى التقدم لديوان المظالم لآخد حقى، قالت الأم: مظالم ماذا؟ وحق ماذا؟ قالت: حقى فى عريس محترم بعد أن شوه ابن اخته سمعتى وتراجع بعد وعده لى، قالت الأم: ابن أخت من؟ قالت الفتاة آسفة، أقصد الذى زعم أنه ابن أخته، فقد تبين أنه ليس ابن اخته ولا حاجة، قالت الأم: ما هذا؟ ماذا تقولين؟ طيب، والرئيس ماله؟ دعيه لمسئولياته، هل هو ناقصك؟ قالت البنت: أليس مسئولا عن كل الشعب أم هل من الضرورى أن أنضم للأخوات المسلمات، أو نقابة التوك توك حتى أحصل على عريس؟ قالت الأم: أنت تمزحين، وهل الرئيس خاطبة؟ قالت: إذن لماذا أسس ديوان المظالم هذا؟ إنه يهتم بالزبالين وسائقى التوك توك بدون أرقام حتى لو دهسوا أمثالى قبل أن يدخلن دنيا، قالت الأم: لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، وماذا أيضا؟ قالت: وأيضا أريد أن استأذنه لأنضم للمذهب الشيعى قالت الأم: ماذا؟ المذهب الشيوعى؟ الشيوعية راحت عليها من زمان، قالت البنت: أقول لك الشيعى لا الشيوعى، قالت الأم: يا نهارك اسود وما دخل هذا بذاك، قالت: يقولون إن الزواج أسهل فى المذهب الشيعى، قالت الأم: ولكن الرئيس مع أمريكا والإخوان ضد سوريا، ولن يوافق على دخولك المذهب الشيعى، إلا بعد أن يستأذن، قالت البنت: يستأذن من؟ قالت الأم: سمعت أنه لابد أن يستأذن أمريكا مثل كل شىء، قالت البنت: يستأذن أمريكا فى دخولى المذهب الشيعى؟!! قالت الأم: اعقلى يا حبيبتى واهدئى، ليس هكذا؟ إعملى معروفا بطلى تهريجا، اتركوا الرئيس فى حاله حتى يتفرغ للمسائل الأهم، قالت البنت: وهل هناك أهم من أن أتزوج بعد أن بلغت هذه السن، قالت الأم: لا تطلقى على نفسك الإشاعات، أنت لم تتخطى الخامسة والعشرين إلا بشهور وانت مثل القمر، ألا يكفى الرئيس ما هو فيه من تحديات الداخل والخارج، وهو يسمع الكلام من كل جانب، ويقابل الفرق المتوجسة والخائفة، والمتربصة والمتناحرة ويحاول أن يرضى جميع الأطراف
قالت البنت: وهل أنا أقل من هؤلاء؟ قالت الأم: هناك أولويات، قالت البنت: مثل ماذا؟
قالت الأم: مثل الاقتصاد
قالت البنت: اقتصاد يعنى ماذا؟
قالت الأم: يعنى يبحث عن القروض والمعونات ليعطى كل الفئات المنح والعلاوات
قالت البنت: فلماذا اتهموا خطيبى ابن أخته بأخذ معونة من أمريكا
قالت الأم: ياخبر أسود!! لا هو خطيبك ولا هو ابن أخته
قالت البنت: أقصد “الذى كان” يعنى، أنا أتكلم عن المعونة
قالت الأم: آه، بصراحة أنا لا أفهم فى الاقتصاد
قالت البنت: ولا أنا
قالت الأم: ولا الرئيس
قالت البنت: إذن أقابله لنرى
قالت الأم: نرى ماذا؟ عموما ربنا يسهل، حسب جدول مقابلاته، وحسب من يرتب له مقابلاته
قالت البنت: وهل هناك من هو أوْلى منى؟
قالت الأم: أهكذا!!؟