الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الفصل الأول: الصحة النفسية (2) نقد مراحل تطور فكر المؤلف

الفصل الأول: الصحة النفسية (2) نقد مراحل تطور فكر المؤلف

نشرة “الإنسان والتطور”

2-11-2010

السنة الرابعة

العدد: 1159Photo-Basic-Book-I

الفصل الأول:

الصحة النفسية (2)

نقد مراحل تطور فكر المؤلف

عن الصحة النفسية

عن المنهج والمسار (عموما فى هذا الكتاب!)

 (برجاء الرجوع إلى التفاصيل فى مقدمة هذا الفصل)

الفصل الأول (2)

مراجعة نقديه، وإضافة عن الإيقاع الحيوى والصحة النفسيه

مقدمة:

رأيت أنه من الأنسب، أن أقدم نقدا مختصرا لتطور فكرى فى مسألة فحص ما هو “صحة نفسية” منذ أربعين عاما، ثم إضافة محدودة عن علاقة الإيقاع الحيوى بذلك، علما بأنه سيعاد تناول هذا البعد مع عرض النظرية الإيقاعية التطورية فى نهاية هذا العمل، وقد فَضَلت أن أقدم هذا النقد قبل أن أعرض لبعض المدارس النفسية فى محاولة ترجمتها إلى أيديولوجيات فاعلة (أو معطلة) فى اختيارات الطبيب ومسار العلاج.

أولا: نقد ما سبق

مقدمة: تغير النظرة وتطور النظرية:

ذكرنا فيما سبق أن النظرية الاقرب إلى الصواب هى النظرية القادرة على أن تطور نفسها باستمرار، حتى لا تتكون بصورة نهائية أبدا، إن هذا يرتبط ارتباطا وثيقا بقدرة صاحب النظرية (هو، و/أو تلاميذه) على إعادة النظر، ومن ثم إعادة التنظير، وفيما يلى عرض تاريخى موجز لتطور نظر المؤلف فى محاولة التعرف على (وأيضا مخاطرة تعريف ماهية) الصحة النفسية:

أولا: مستويات‏ ‏الصحة‏ ‏النفسية‏ ‏على ‏طريق‏ ‏التطور‏ ‏الفردى

قدم‏ ‏المؤلف‏ ‏سنة‏ 1972 ‏(1)فروضا تطورية نمائية محددة آمِلاً أن تفيد‏ ‏فى تعريف‏ ‏الصحة‏ ‏النفسية‏ ‏تعريفا‏ ‏يصلح‏ ‏لاحترام‏ ‏المستوى ‏الثقافى ‏والاختلافات‏ ‏البيئية‏ ‏معا‏، ‏إذ‏ ‏يتجنب‏ ‏هذا‏ ‏التعريف‏ ‏المتدرِّج‏ ‏بعض‏ ‏المغالاة‏ ‏التى ‏يوحى ‏بها‏ ‏التوصيف‏ ‏المثالى ‏للصحة‏ ‏الإيجابية‏ (‏مثل‏ ‏الذى ‏قالت‏ ‏به‏ ‏منظمة‏ ‏الصحة‏ ‏العالمية‏) ‏ذلك‏ ‏التوصيف‏ ‏الذى ‏يحتاج‏ ‏إلى ‏سمات‏ ‏وميزات‏ ‏يصعب‏ ‏التعرف‏ ‏عليها‏ ‏فى ‏مجتمعاتنا‏ ‏بظروفها‏ ‏الخاصة‏، ‏وقد‏‏ ‏تجنب‏ هذا الفرض ‏الوقوع‏ ‏فى ‏تحديد‏ ‏الصحة‏ ‏من‏ ‏منظورإحصائى (‏الصحيح‏ ‏هو‏ ‏من‏ ‏يكون‏ ‏مثله‏ ‏مثل‏ ‏أغلب‏ ‏الناس‏)، ‏أو‏ ‏بمحك‏ ‏ملتبِـس‏ ‏مثل‏ “‏استشارة‏ ‏طبيب نفسى”‏ ‏من‏ ‏عدمه‏ (‏المريض‏ ‏هو‏ ‏من‏ ‏يذهب‏ ‏للعلاج‏ ‏عند‏ ‏طبيب‏ ‏نفسى، والسليم هو من لا يحتاج أن يذهب إلى هذا الطبيب)  ‏وقد تمت أيضا مناقشة كيف أن‏ ‏تحديد‏ ‏المرض من عدمه‏ ‏لا‏ ‏يتوقف‏ ‏على ‏مجرد‏ ‏وجود‏ ‏أعراض‏ ‏نفسية، وبالتالى يمكن أن يتمتع أى فرد بالصحة النفسية مع وجود ما قد يسمى أعراضا نفسية مقبولة فى ثقافته الخاصة.

‏‏على ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏الاتفاق‏ ‏على ‏أن‏ ‏الصحة‏ ‏النفسية‏ ‏تتوفر‏ ‏بوجود‏ ‏ثلاث‏ ‏قيم‏ ‏أساسية‏ ‏بصفة عامة ، ألا وهى: الرضا والتكيف والعمل، وهو ما أشرنا إليه فى المقدمة، ومع التذكرة بصفة عامة أن:

الرضا‏: هو درجة مناسبة من الراحة والاتزان  لدرجة عدم الشكوى،

وأن التكيف‏، يفيد  القدرة على التعامل مع من حولنا، الأقرب فالاقرب، بما يسمح بتواصل مسيرة التراحم والتعاون على ارض الواقع،

ثم العمل‏، وهو ما يشير إلى مواصلة الأداء اليومى، الملتزم، بتوقيتٍ، وإنجازٍ ما، فى مجتمع عمل منتج، يتبادل مع أوقات راحة مكملة،

على الرغم من الاتفاق على هذا التعميم فإن‏ ‏معانى ‏وترتيب‏ ‏هذه‏ ‏القيم‏ ‏تختلف‏

‏(1) حسب‏ ‏درجة‏ ‏النضج‏

‏و(2) مستوى ‏التطور‏ لكل‏ ‏فرد‏ ‏على ‏حدة

و(3) وغلبة آليات التوازن فى كل مرحلة من مراحل النضج.

وبما أن الثقافات – بما فى ذلك الثقافات الفرعية فى القومية الواحدة والوطن الواحد – تختلف، وأيضا مع وضع الفروق الفردية فى الاعتبار، وكذلك مراحل النضج، فقد انتهى المؤلف آنذاك إلى وضع فرض يقول بوجود ثلاث مستويات متصاعدة يغلب على كل منها نوع من آليات التوازن التى هى بمثابة برامج جاهزة منذ الولادة، وإن اختلف توقيت وغلبة إطلاق كل منها حسب مرحلة النمو، وقد حدد الفرض هذه الآليات، وبالتالى المستويات (شكل1) كما يلى:

(1) آليات الدفاع، وهى برامج ميكانيزمات الضبط والربط التى نولد بها بشراً، وهى التى تجرى لا شعوريا، وفى نفس الوقت تساعد على الانضباط للتكيف غالبا، وهى آليات لازمة فى مرحلة ضرورية قبل الجرأة على الكشف الممكن لما ينبغى كشفه واستيعابه لاستمرار مسيرة النمو ويسمى هذا المستوى “الدفاعى”.

Untitled-1 copy

(شكل 1: يبين مسار آليات التوازن ذهابا وإيابا وبالتالى مستويات الصحة النفسية المتصاعدة، ثم الآن : المتبادلة)

فإذا استقر التوازن على هذا المستوى، واستمر إلى نهاية العمر(فى حالة الاغتراب الكامل)، فقد توقف النمو (تقريبا) أما إذا استنفدت هذه الآليات أغراضها بعد فترة مناسبة فإن أزمة نمو تلوح فى الأفق، ثم تحدث تمهيدا لنقلة إلى مستوى أعلى من التوازن، لا يستغنى تماما عن هذه الميكانزمات وإنما يستعمل منها ما تيسر ولزم، بالإضافة إلى غلبة الآليات الأرقى (الأكثر وعياً) للتوازن، وهى:

(2) آليات البصيرة: وهى البرامج التى يمكن أن تحقق التوازن بالمواجهة وقبول الداخل (والخارج) بدرجة تحّمل وقدرة تجاوز، بما يمكن معه الاستغناء عن الإفراط فى استعمال ميكانزمات الدفاع دون التخلى عنها تماماً، هذه الرؤية (البصيرة) صحيحة ومفيدة بقدر ما هى مؤلمة وحافزة، ويتحقق بها التوازن دون التخلى عن قدر من الميكانزمات كما قلت، وأيضا دون الإلتزام بإعادة التشكيل (وهو ما يجرى فى المستوى التالى: الإبداعى) نتيجة هذه الرؤية التى تساهم فى دفع يقظة الوعى وحفز الألم ويسمى هذا المستوى “البصيرى”.

defense creative copy

(شكل 2: يبين إحدى النقلات المحتملة من المستوى البصيرى إلى المستوى الإبداعى والدالة على حفز البصيرة ودفع ألم الرؤية)

فإذا استمر الوضع واستقر عند غلبة هذا المستوى تحقق التوزان بغلبة البصيرة الواعية مهما بلغ الألم، ويقل الأمر كذلك، أو يتذبذب (أنظر بعد) حتى تعجز هذه البصيرة عن مواصلة قدرتها على التوازن، فإما أن تتراجع قدراتها أو يزيد الألم لدرجة تهدد بالتعجيز وليس بالدفع، وإما أن تلوح أزمة نمو جديدة، لنقلة جديدة، تحتوى البصيرة، لتصبح وعيا أعلى، وتستغل دفع الألم لإطلاق برنامج التوازن الأرقى وهو إعادة التشكيل بآليات الإبداع الخلاقه.

(3) آليات الإبداع، وهى برامج بشرية موجودة عند كل الناس، وليس عند المبدعين فحسب، فهى لا تقتصر على حفز الانتاج الإبداعى، وإنما تشير هذه الآليات إلى البرامج الموجودة منذ البداية مثلها مثل البرامج الدفاعية (الميكانزمات) والبصيرية، وهذه البرامج الإبداعية هى القادرة على تحقيق التوازن فى هذه المرحلة الأرقى من النمو وذلك بإعادة التشكيل بديلا عن الإفراط فى استعمال ميكانزمات الدفاع (المستوى الأول)، وأيضا لتتجاوز احتمال التوقف عند آليات الرؤية بما تحمل من ضرورة الصبر وتحمل الألم (المستوى الثانى)، وهذه الآليات تتخلص أيضا من قدر من آليات الدفاع، (وليس كلها)، كما تستغنى عن قدر من حدة الرؤية للرؤية، والألم للصبر، لتحل محلها حركية إعادة تشكيل ما أتاحته الرؤية، وماانكشف بتراجع ميكانزمات الإبداع، وهنا، فى هذا المستوى، يتحقق التوازن بغلبة آليات الإبداع مع قدر مناسب من الرؤية الدافعة وميكانزمات الدفاع المخففة، ويسمى هذا المستوى المستوى الإبداعى.

وعادة لا تستمر هذه الآلية بقدر يمكن رصده إلا من خلال إيجابية إعادة تشكيل الذات كما يحدث فى دورات اليقظة/النوم/الحلم (وهو ما سيرد فى علاقة الصحة النفسية بالإيقاع الحيوى حالا).

هذا علما بأن النقلات فى أزمات النمو ليست بالضرورة بالترتيب، فيمكن الانتقال من المستوى البصيرى إلى المستوى الإبداعى ، أو من المستوى الدفاعى إلى المستوى الإبداعى مباشرة وهكذا.

defense insight

(شكل 3 : يشير إلى إلى نقلة تسلسلية من المستوى الدفاعى إلى المستوى البصيرى)

وبعد

انتهت الخطوط العريضة للفرض الباكر الذى يبدو أنه طرح وهو يحتاج إلى مزيد من الإيضاح والتحذيرات، وهو ما سمح بالنقد الذى نقدمه فى هذا الجزء الآن،

ولكن قبل ذلك نذكر بأن هذا الفرض لا يتعارض إطلاقاً مع المقاييس والمحكات التى نقيِّم بها الصحة النفسية وهى “التكيف” و”الرضا” و”العمل“، والتى تتغير مضامينها حسب المستوى الغالب فى كل مرحلة كما يلى:

ثانيا: الصحة‏ ‏النفسية‏ ‏من‏ ‏منظور‏ ‏عملى (‏نفعى، تطورى أيضا‏)

‏(مرتبط‏ ‏بثقافتنا‏ ‏خاصة‏)

يحتاج‏ ‏التعامل‏ ‏مع‏ ‏فرض‏ ‏تعدد‏ ‏مستويات‏ ‏الصحة‏ ‏النفسية‏ ‏إلى ‏تحديد‏ ‏تعريف‏ ‏ما‏ ‏يسمى ‏محكات‏ ‏الصحة‏ ‏النفسية‏ (‏الرضا‏- ‏والتكيف‏- ‏والعمل‏) ‏لكل‏ ‏مستوى ‏على ‏حدة‏. (‏جدول‏ ‏1). ‏إن‏ ‏ذلك‏ ‏يعنى ‏أن‏ ‏يختلف‏ ‏مضمون (تعريف) كل لفظ من هذه الألفاظ‏ ‏من‏ ‏مستوى ‏إلى ‏مستوى، ‏كما‏ ‏يختلف‏ ‏أيضا‏ ‏ترتيب‏ ‏الأولويات‏

 ‏فيأتى ‏العمل‏ التشكيلى ‏على ‏القمة‏ ‏فى ‏المستوى ‏الإبداعى

 ‏فى حين يأتى التكيف أولا فى المستوى الدفاعى

 أما فى المستوى البصيرى، فيتقدم محك الرضا الإيجابى أولا

جدول (1) تعدد مضامين محكات الصحة النفسيية حسب المستوى

المستوى الدفاعي 

المستوى البصيرى (الدراية)

المستوى الإبداعى            
التكيفويعنى­هنا­ التشكل مع المجتمع ومجـــاراة القيـــم  الســائـــدة كما هى الرضاويتميز­هنا­ بالفهم، وتحوير الألم وتفريغ القلق، والحصول  على قدرمن اللذة العقلية والحسية مع تحمل ألم مناسب العملويتميز ­هنا­ بالعمل الإبداعى فى واقع الحياة، مما يظهر أساسا فى إعادة تشكيل “الذات” باستمرار
العملويتجه ­هنا­ أساسا لإرضاء الدوافع الأولية، والاستغراق  فى اقتناء الممتلكات الرمزية والتأمينية التكيفويشمل­هنا­ التكيف مع داخل  النفس وقبول الواقع معا الرضاويعنى­ هنا­ الشعور بالسعادة الايجابية وبالحرية والمسئولية معاً، كما يشمل ممارسة القلق الكينونى لصالح حركية النمو
الرضاويتصف ­هنا­ بتجنب الألم، والحصول على اللذة الحسية أساسا العملويتجه ­هنا­ لإرضاء الدوافع الأولية، وكذلك لإطلاق الطاقة فى ممارسة

 النشاطات العقلية  والإنتاج الذهنى

التكيفويكون التلاؤم­ هنا­ مع البيئة  المباشرة وما بعدها  إلى المجتمع البشرى فالكون

 

يمكن الرجوع بالتفصيل إلى الفرض الأصلى حيرة طبيب نفسى(هامش ص 2)

 tables levels

طبيعة النقلة فى أزمات النمو

‏ ‏يتهدد‏ ‏التوازن‏ على فترات بشكل طبيعى نتيجة ‏لاستمرار‏ ‏مسيرة‏ ‏النمو على مراحل، بما يتيح فرص ‏‏ ‏الانتقال‏ ‏من‏ ‏مستوى ‏إلى ‏آخر‏، أو بتعبير أدق من غلبة مستوى إلى غلبة مستوى آخر.

 ‏إن‏ ‏الفرد‏ ‏ينتقل‏ ‏من‏ ‏مرحلة‏ ‏إلى ‏مرحلة‏ حين تتوفر أى من الظروف التالية، واحدة أو أكثر:

‏(1) ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏المرحلة‏ ‏الأولى ‏قد‏ ‏استنفدت‏ ‏أغراضها‏، ‏بمعنى ‏أنها‏ ‏حققت‏ ‏غاية‏ ‏ما‏ ‏يمكن‏ ‏تحقيقه‏ ‏”بما هى”‏، ‏مع‏ ‏استمرار‏ ‏النمو‏ ‏تلقائيا‏. ‏مثلا‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏الحيل‏ ‏الدفاعية‏ ‏قد‏ ‏نجحت‏ ‏أن‏ ‏تحمى ‏الفرد‏ ‏من‏ ‏التوتر‏ ‏والمواجهة‏ ‏بدرجة‏ ‏أعطته‏ ‏جرعة‏ ‏كافية‏ ‏من‏ ‏الأمان‏ ، ‏تسمح‏ ‏بالإغراء‏ ‏بنقلة‏ ‏تقدمية‏، ‏وفى ‏نفس‏ ‏الوقت‏ ‏لم‏ ‏تعد‏ ‏تصلح‏ ‏أن‏ ‏تستمر‏ ‏الدفاعات‏ ‏بنفس‏ ‏الدرجة‏ ‏التى ‏كانَـتْها‏.‏ (مثال).

‏(2) ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏المرحلة‏ ‏الأولى ‏قد‏ ‏أنهكت‏، ‏ربما‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏فرط‏ ‏استعمال نفس البرنامج‏، ‏فتضعف‏ ‏آلياتها‏، ‏وبالتالى ‏تحتاج‏ ‏إلى ‏نقلة‏ ‏تستعمل‏ ‏فيها‏ ‏آليات‏ ‏أخرى، ‏ربما‏ ‏أقدر‏، ‏وإن‏ ‏كانت‏ ‏أكثر‏ ‏مخاطرة‏ ‏وإيلاما‏.‏

‏(3) ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏قوى ‏النمو‏ ‏الطبيعية‏ ‏قد‏ ‏تحركت‏ ‏تصعيدا‏ ‏بحيث‏ ‏تصبح‏ ‏الحاجة‏ ‏إلى ‏نوع‏ ‏أعلى ‏من‏ ‏التوازن‏ ‏أمرا‏ ‏بدهيا‏.‏ يتم‏ ‏كل‏ ‏هذا‏ ‏بسلامة‏ ‏نسبية‏ ‏إذا‏ ‏حدث فى الظروف التالية:

‏(‏ا‏) ‏فى ‏الوقت‏ ‏المناسب

(‏ب‏) ‏بجرعات‏ ‏محتملة

(‏جـ‏) ‏فى “‏وسط‏” ‏محيط إيجابى بمعنى تناسب الفرص، والسماح، والرعاية.

 فإذا‏ ‏حدث‏ ‏عدم‏ ‏تناسب‏ ‏بين‏ ‏هذه‏ ‏المتطلبات‏ ‏وبين‏ ‏اندفاعة‏ ‏التغير،‏ ‏أو‏ ‏إذا‏ ‏حدث‏ ‏سوء‏ ‏توقيت‏ ‏لظهور ‏أزمة‏ ‏التطور‏ ‏ومن ثم مساره‏،

‏ ‏فإن‏ ‏فشلا‏ً ‏محتملاً‏ ‏يصبح‏ ‏مسئولا‏ عن :‏

 (‏ا‏) ‏عن‏ ‏فرط‏ ‏التخلخل‏ ‏والمعاناة‏ ‏أثناء‏ ‏الأزمة‏ ‏

‏(‏ب‏) ‏عن‏ ‏فشل‏ ‏النقلة‏ ‏والتراجع‏ ‏عنها إلى المرحلة السابقة

أو عن ظهور البديل‏ ‏المرضى ‏لنفس‏ ‏المرحلة‏ (‏مثلا‏ ‏الاكتئاب‏ ‏بدلا‏ ‏من‏ ‏التوازن‏ ‏البصيرى ‏المتألم‏). ‏

أزمة مفترق الطرق

لا‏ ‏تعلن‏ ‏أزمة‏ ‏التطور (النمو)‏ ‏عن‏ ‏نفسها‏ ‏باعتبارها‏ ‏إيجابية‏ ‏التوجه‏ ‏من‏ ‏حيث‏ ‏المبدأ‏، ‏ذلك‏ ‏أن‏ ‏عشرات‏ ‏العوامل‏ ‏تتداخل‏ ‏لتسمح‏ ‏أو‏ ‏لا‏ ‏تسمح‏ ‏بظهور‏ ‏مظاهرها‏ ‏وتوجهاتها، هذه الأزمة هى أهم ما هدتنى إليها هذه الفروض الباكرة حتى جعلتنى أصنف الأمراض ما بين هذه المرحلة التى اسميتها الاضطرابات المفترقية، وبين مراحل المرض التى تمثل المآل السلبى لهذه الأزمة.

تعبير الاضطرابات المفترقية Cross-Roads Disorders لا يخص مرضا بذاته، وإنما هو يشير إلى بداية لم تتميز بعد ، وإن كانت شديدة الدلالة والأهمية، لأنها ليست فقط فى مفترق طرق لأمراض مختلفة، لكنها فى مفترق طرق بين المرض والنمو، بما فى ذلك إبداع الذات. من هنا تأتى أهميتها ومسؤولية الطبيب – بشكل مباشر أو غير مباشر- عن مألها (إلى أى طرق تسير) ومن أهم تجليات الأزمة المفترقة هو ما يسمى الفصام المبتدئ Incipient Schizophrenia (الذى هو فى الحقيقة ليس فصاما بعد، وقد يكون، أو يحوّل إلى ، أزمة نمو المراهقة لا أكثر

مثلا)، وكذلك أزمة اكتئاب منتصف العمر الحيوى Biologically Active Middle Age Depression  الذى قد يكون مجرد إعلان لأزمة منتصف العمر الإيجابية.

2-11-2010

(شكل 4 : يشير إلى احتمالات فشل النقلة ومن ثَّم المآل المرضى المقابل)

بكلمات أخرى: إن‏ ‏النقلة‏ ‏نفسها (‏أزمة‏ ‏التطور‏)  ‏قد‏ ‏تظهر‏ ‏باعتبارها‏ ‏مرضا‏ ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏تفشل‏ ‏أوتنجح‏، ‏لذلك‏ ‏تسمى “مفترقية”،  ‏طالما‏ نحن ‏لا‏ ‏نعرف‏ ‏مآلها‏ ‏مقدما‏ إذ أننا فى مفترق الطرق بين النمو، والنكوص، والتشويه.

بلغ من اهتمامى بهذه الأزمة وثبات فائدة التركيز عليها أن اعتبرت الوعى بها وحسن مواجهتها بمثابة مفتاح الوقاية الباكرة من مآل المرض السلبى، وقد مارست التعامل معها بالعلاج الفعال الذى يمكن أن يعتبر وقائيا حتى ولو بدأ التوجه إلى طريق المرض من خلالها، وهو نوع من العلاج المسئول القادر على تحويل المرض (فى بداياته) إلى مسارات نمائية خلاقة، وعلى ذلك يكون الإسراع بالتخلص من مظاهر هذه الأزمة هو مخاطرة باحتمال التخلص من أزمة النمو اللازمة لاضطراد مسيرة التطور الفردى (مما سأرجع إليه فى الكتاب الثانى: فصل التصنيف غالبا)

 إلى هنا أتوقف عن عرض مزيد من هذا الفرض لأتقدم خطوة نحو ما وصلنى من نقد بناء لهذه الفروض الباكرة، وأكثر من ذلك لأشير إلى بعض ما تكشف لى أثناء الممارسة العملية خلال أربعة عقود على الوجه التالى.

الخطوط العامة لنقد هذه المرحلة

أولا: وصل للبعض أن هذه المستويات تمثل مراحل نمو يمر بها كل فرد المرحلة تلو الأخرى، ربما بما يقابل مراحل النمو الثمانى عند إريكسون (أنظر بعد)، وهو ما لم أقصده ابتداء، ولم يرد فى الفرض تحديدا مثل ذلك، ولكن للأمانة أنا لم أنبه إلى ضرورة الحذر من الانزلاق إلى هذا الحسم بالفصل بين المستويات كأنها مراحل نمو، وليست آليات تتبادل لحفظ التوازن فى أى وقت، وباستمرار.

كما تبين لى أثناء مراحل العلاج الجمعى بوجه خاص أن المريض، والمعالج يمكن أن ينتقل  من مستوى إلى مستوى فى وحدة زمنية صغيرة، أثناء الجلسة الواحدة (ساعة ونصف) بل وحدات زمنية أصغر من ذلك سوف نعود إليها. وبالتالى، لزم التأكد الآن على أن ما يسمى أزمة النمو المفترقيه ليست بالضرورة هى أزمة بين مرحلة نمو عمرية وأخرى تالية (كما هو الحال فى أزمات نمو إريك إريكسون) وإنما هى أزمة متجددة، واردة فى أى وقت وبأشكال مختلفة، صحيح أن ثمة أزمات طبيعية ممتده على مسار النمو يتصف بها النمو الطبيعى، مثل أزمة المراهقة، وأزمة منتصف العمر، وأزمة الشيخوخة، وأزمة الموت، (انظر بعد جدا) لكن هذه الأزمات الطبيعية لا تشير أصلا إلى احتمال أن ترجح فى أيها كفة طريقة معينة من التوازن على الأخرى، وكل من هذه الأزمات قد تقترب أكثر أو أقل من مستوى من مستويات التوازن التى أشرنا إليها هنا حالا، فمثلا أزمة منتصف العمر يغلب فيها التوازن فى الأحوال الطبيعية من خلال الرؤية (البصيرة الناضجة) ، فى حين أن أزمة المراهقة يغلب فيها التوازن بإعادة التشكيل (الإبداع) مع أنها أزمة باكرة فهى تعلن مرحلة إبداعية أسبق مع أن الفرض – فى ظاهرة – يضع التوازن بالإبداع فى مرحلة متأخرة من النضج.

2-11-2010---

(شكل 5: يبين كيف يمكن الانتقال من المستوى الدفاعى إلى الإبداعى مباشرةً  “إبداع الذات”)

 (مثلا: أزمة المراهقة)

مزيد من النقد من واقع الممارسة:

(1) ‏ ‏أن‏ ‏ثمة‏ ‏إشكالا‏ ‏إكلينيكيا‏ ‏يواجه‏ ‏الفاحص‏ ‏لاختلاف‏ ‏المفاهيم‏ ‏وصعوبة‏ ‏الاتفاق‏ ‏على ‏المحكات

(2) ‏ ‏إن‏ ‏افتراض‏ ‏وجود‏ ‏هذه‏ ‏الآليات‏ (‏الدفاعية‏ ‏والبصيرية‏ ‏والإبداعية‏)  ‏هكذا‏ ‏منذ‏ ‏الولادة‏ ‏قد‏ ‏أسيء‏ ‏فهمه‏ ‏باعتباره‏ ‏حتما‏ ‏وراثيا‏، ‏وهو‏ ‏ليس‏ ‏كذلك‏، بل هى برامج تكونت عبر تاريخ التطور حتى مرحلة الإنسان العاقل.

(3) ‏ إن التسليم بهذه المستويات التصاعدية يحمل ‏مظنة‏ ‏ترتيب‏ ‏الناس‏ ‏ترتيبا‏ ‏هيراركيا‏ ‏باعتبار‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏تميز‏ ‏طبقى ‏بشكل‏ ‏أو‏ ‏بآخر‏، ‏بما يلزم أن نؤكد هنا الآن أنها آليات حركية مستمرة ‏ذهابا‏ ‏وإيابا، نموًّا ونكوصا فهى ‏مفتوحة‏ ‏لكل‏ ‏الناس‏ ‏دون‏ ‏استثناء طول الوقت‏.‏

ثالثا: الصحة‏ ‏العقلية‏ ‏من‏ ‏منظور‏ ‏الإبداع‏‏ والإيقاع‏ ‏الحيوى

من هذا النقد الهام، حاولت أن يحتوى فكرى اللاحق المنتمى إلى الإيقاع الحيوى هذه المستويات بشكل ما، ليس باعتبارها مراحل نمو أساسا، وإنما باعتبارها أطوارا فى نبض الايقاع الحيوى، وهكذا تم التزاوج‏ ‏بين‏ ‏منظومتىْ ‏الإنسان‏ ‏ككيان‏ ‏نابض‏ ‏مبدع‏ ‏بالضرورة‏، ‏وبين‏ ‏فكرة‏ ‏استمرار‏ ‏النمو‏ ‏طول‏ ‏العمر (التطور الذاتى) مع تنوع المستويات وتبادلها.

فكرة‏ ‏هذا‏ ‏الفرض الإيقاعى الحيوى ‏ ‏الأساسية‏ هى أنه‏ ‏يمكن‏ ‏اعتبار‏ ‏أن‏ ‏الصحة‏ ‏النفسية‏ ‏تتوقف‏ ‏على ‏مدى ‏هارمونية‏ ‏وسلامة‏ ‏هذا‏ ‏التزاوج‏ ‏بين‏ ‏العلاقة‏ ‏بين‏ ‏الإيقاع‏ ‏الحيوى ‏على ‏مستوياته‏ ‏المختلفة‏ ‏وبين‏ ‏الإبداع‏ ‏المتحقق‏ ‏فى ‏النمو‏ ‏ ‏على ‏مسار‏ ‏تطور‏ ‏الفرد‏ ‏طول‏ ‏حياته‏،

 ‏وفيما‏ ‏يلى ‏خطوط هذا الفرض‏ ‏الأخير (حتى الآن)‏‏:‏

‏ ‏تتحقق‏ ‏الصحة‏ ‏النفسية‏ – من منظور الإيقاع الحيوى – ‏إذا‏ ‏توفر‏ ‏ما‏ ‏يلى:‏

‏1- ‏أن‏ ‏يستمر‏ ‏النمو‏ ‏طول‏ ‏العمر‏ ‏فى ‏تناوب‏ ‏نابض‏ ‏بين‏ ‏الاستيعاب‏ ‏والبسط‏، ‏وكل‏ ‏مرحلة‏ ‏تحقق‏ ‏توازناتها‏ ‏بخصائصها‏ ‏الخاصة‏ ‏. ‏معنى ‏ذلك‏ ‏أنها‏ ‏ليست‏ ‏فقط‏ ‏مراحل‏ ‏عمرية‏ ‏يتلو‏ ‏بعضها‏ ‏بعضا‏، ‏وإنما‏ ‏هى ‏مراحل‏ ‏متكررة‏ ‏بتكرار‏ ‏النبض‏ ‏الحيوى ‏باستمرار‏، بدءا من دورات اليقظة/النوم/الأحلام(2) وتتوقف الصحة النفسية على كفاءة ‏دورات‏ “‏النوم‏/‏اليقظة‏”& “‏الحلم‏ /‏اللاحلم‏” ‏فى ‏أداء‏ ‏وظائفها‏ ‏الإراحية‏ ‏والتنظيمية‏ ‏والتعليمية‏ ‏معا‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏هذه‏ ‏العملية‏ ‏العادية‏ ‏اليوماوية‏(‏السركادية‏)(3).‏

‏2- ‏أن‏ ‏تحقق‏ ‏كل‏ ‏خطوة‏ (‏وأحيانا‏ كل ‏لحظة‏)  ‏من‏ ‏خطوات‏ ‏النمو‏ ‏توازنها‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏كفاءة‏ ‏النبض‏ ‏الحيوى ‏المنتظم‏ ‏المستمر‏. ‏

‏3- ‏أن‏ ‏تعمل‏ ‏وظائف‏ ‏المخ‏ ‏وفقا‏ ‏لسلامة‏ ‏النبض‏ ‏الحيوى ‏متناوبة‏ ‏مع‏ ‏بعضها‏ ‏البعض‏، ‏ومع‏ ‏نبضات‏ ‏النمو‏ ‏ما‏ ‏بين‏ ‏الملء‏ (‏اعتمال/فعلنة(4)‏ ‏المعلومات‏)، ‏والإبداع‏ (‏بمعناه‏ ‏العام لإعادة تشكيل‏ ‏الشخص‏ ‏العادى باستمرار)

2-11-2010-

(شكل 6 : الإيقاع اليوماوى بالتبادل للتكامل)

‏4- ‏أن‏ ‏يكتسب‏ ‏الفرد‏ ‏مع‏ ‏كل‏ ‏نبضة‏ ‏حيوية‏ ‏من‏ ‏نبضات‏ ‏المخ/الكيان الحيوى عامة، ‏ ‏قدرات‏ ‏أعلى ‏تمكنه‏ ‏من‏ ‏التعامل‏ ‏بكفاءة‏ ‏مع‏ ‏موضوعات‏ ‏الواقع‏ ‏الحقيقية‏ ‏من‏ ‏حوله، باستمرار متغير‏. ‏

‏5- ‏إن‏ ‏هذا‏ ‏يعنى ‏أنه‏ ‏بمزيد‏ ‏من‏ ‏اكتساب‏ ‏هذه‏ ‏الكفاءة‏ ‏الحيوية الناتجة من سلامة أداء الإيقاع أن‏ ‏‏يزداد‏ الفرد ‏وعيا‏ ‏باستمرار‏، ‏حتى‏ ‏يستغنى ‏أكثر‏ ‏فأكثر‏ ‏عن‏ ‏الإفراط‏ ‏فى ‏استعمال‏ ‏الحيل‏ ‏النفسية‏ ‏العامِيَـْة‏،(5) ‏ليتقدم‏ ‏نحو‏ ‏مزيد‏ ‏من‏ ‏الابداع‏. ‏وهكذا‏ ‏يتزواج‏ ‏الفرض‏ ‏الباكر‏ ‏مع‏ ‏هذا‏ ‏الفرض‏ (‏الأخير مع‏ تذكر ‏اختلاف‏ ‏وحدة‏ ‏الزمن)‏.‏

‏6- ‏أن‏ ‏يتعامل‏ الشخص تلقائيا ‏مع‏ ‏كل‏ ‏طور‏ ‏من‏ ‏أطوار‏ ‏النبض‏ ‏الحيوى ‏بما‏ ‏يناسبه‏ ‏من‏ ‏قواعد‏ ‏ومقومات‏. ‏إن‏ ‏هذا‏ ‏يعنى ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏الفرد‏ ‏مستعدا لتلقى ‏المعلومات‏ ‏برحابة‏ ‏تناسب‏ ‏طور‏ ‏الملء‏ ‏فى ‏النبضة‏ ‏الحيوية‏، ‏وأن‏ ‏يكون‏ ‏قادرا‏ ‏على ‏إعادة‏ ‏التنظيم‏ ‏فى ‏مرحلة‏ ‏البسط‏ ‏من‏ ‏نفس‏ ‏النبضة وباستمرار‏ ‏هكذا‏.‏

‏7- ‏إن‏ ‏يتبع ذلك‏ ‏امتداد‏ ‏ ‏التناغم‏ ‏مع‏ ‏دوائر‏ ‏أوسع‏ ‏فأوسع‏ ‏من‏ ‏دوائر‏ ‏الوجود‏، ‏بدءا‏ ‏بمجتمعه‏ ‏الأصغر‏، ‏أسرته‏ ‏الصغيرة‏، ‏امتدادا‏ ‏إلى ‏المجتمع‏ ‏الكبير‏، ‏ثم‏ ‏مع‏ ‏سائر‏ ‏البشر‏ ‏حتى ‏التناغم‏ ‏مع‏ ‏دورات‏ ‏الكون‏ ‏فى ‏صورة‏ ‏التناغم‏ ‏الإيمانى ‏(أو‏ ‏ما‏ ‏شئت من تسميات)‏. ‏شرط‏ ‏ألا‏ ‏تتخطر‏ ‏الدوائر‏ ‏الأبعد‏ ‏تلك‏ ‏الأقرب‏ ‏على ‏أرض‏ ‏الواقع‏، أى ألا تقفز فوقها.‏

 

خلاصة القول:

إن‏ ‏الشخص‏ ‏السليم‏ ‏نفسيا‏ ‏هو‏ ‏الذى ‏لديه‏ ‏القدرة (التلقائية، وليست بالضرورة الإرادية الواعية)‏ ‏على ‏أن‏ ‏يعيد‏ ‏تنظيم‏ ‏ذاته‏، ‏سلوكيا‏ ‏وبيولوجيا‏، ‏وكذلك على‏ ‏تنظيم‏ ‏المعلومات‏ ‏التى ‏يتحصل‏ ‏عليها‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏النبض‏ ‏الحيوى ‏المنتظم‏. ‏وهذا‏ ‏يتم‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏كفاءة‏ ‏النبض‏ ‏الحيوى ‏الجارى ‏كل‏ ‏يوم‏ ‏دون‏ ‏انقطاع‏، ‏وهو‏ ‏ما‏ ‏أشرنا إليه‏ ‏بشأن‏ ‏كفاءة‏ ‏دورات‏ ‏النوم‏ /‏الحلم‏/ ‏اليقظة‏، ‏وكذلك‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏نشاطات‏ ‏الإبدا‏ع‏ ‏الإدراكى، ‏والإبداع‏ ‏السلوكى ‏المنتج‏ ، ‏ثم‏ ‏إبداع‏ ‏الذات‏ ‏المستمر‏ ‏باستمرار‏ ‏التناوب‏ ‏الناجح‏ ‏مع‏ ‏النبض‏ ‏الحيوى. (مما يحتاج لتفصيل فى عمل منفصل).

 هذا‏ ‏وسوف‏ ‏نعاود‏ ‏تناول‏ ‏هذا‏ ‏البعد‏ ‏الإيقاعى ‏بالتفصيل‏ ‏حين‏ ‏عرضنا‏ ‏للنظرية‏ ‏الإيقاعية‏ ‏التطورية‏ ‏للمؤلف‏ ‏فى ‏فصل‏ ‏لاحق، أو عمل لاحق.

 

[1] – ملحق كتاب “حيرة طبيب نفسى” (مستويات الصحة النفسية على طريق التطور الفردى) دار الغد للثفافة والنشر، 1972

[2] – وظيفة النوم-الحلم الإيقاعية لتحقيق الصحة النفسية:هى تمكين ‏التبادل‏ ‏بين‏ ‏مستويات‏ ‏الوعى ‏أثناء‏ ‏النوم‏، ‏وبالذات‏ ‏أثناء‏ ‏نشاط‏ ‏الحلم‏ ‏الراتب‏ ‏، وهو ما يتعلق‏ ‏بتلقائية‏ ‏الإيقاع‏ ‏الحيوى، ‏حيث‏ ‏يجرى ‏تنشيط‏ “الوعى ‏الآخر‏” ‏بشكل‏ ‏منتظم‏ ‏أثناء‏ ‏النوم‏ ‏لمدة‏ ‏عشرين‏ ‏دقيقة‏ ‏كل‏ ‏تسعين‏ ‏دقيقة‏. ‏هذا‏ ‏هو‏ ‏النظام‏ ‏الطبيعى‏ ‏لتبادل‏ ‏التنشيط‏ ‏المتكامل‏ ‏بين‏ ‏مستويات‏ ‏الوعى (ولندع‏ ‏جانبا‏ ‏الآن‏ ‏عملية‏ ‏التكامل‏ ‏للتوليف‏ ‏بين‏ ‏مستويات‏ ‏الوعى ‏المختلفة‏ ‏عبر‏ ‏عملية‏ ‏النمو‏ ‏المتسلسل لنعود إليها لاحقا فى فصل مستقل‏)‏.

[3] – Circadian ترجمنا هذه الكلمة إلى”يوماوية” لأنها تشير إلى دورة الإيقاع الحيوى خلال 24 ساعة (ليلة ونهار)، أما الدورة الأقل من 24 ساعة Ultradian، والأكثر Infradian، فلم نجد لها ترجمة فى الوقت الحالى، وحتى يحين استعمالها ننتظر الفرج.

[4] – Information processing

[5] – العامية من العمى البصيرى، حيث أن الحيل النفسية إذا أفرط فى استعمالها فهى تطمس البصيرة بدرجة معوِّقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *