نشرة “الإنسان والتطور”
8 – 5 – 2012
السنة الخامسة
العدد: 1712
الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (73)
الإدراك (34)
“العين الداخلية” (5)
و”عملية اعتمال (معالجة) المعلومات” (4)
Information Processing
تصادم المعلومات وصعوبة تنظيمها
مقدمة:
مرة أخرى: مازلنا مع رشاد الذى عاودته نوبه المرض، وشخص “فصام بارنوى”، ومع ذلك لم ينفصم بمعنى التفسخ والميل إلى التدهور، بل احتدت يقظته (درايته) الداخلية، وسبق أن نشرنا حالته كاملة (نشرة 21- 4- 2009)، (نشرة 22 – 4 – 2009) ومازلنا ننصح بالرجوع إليها لمن شاء.
الأسبوع الماضى تم نشر بعض شكواه وهو يعلمنا الحركية الإمراضية التى حلت بعملية اعتمال المعلومات حتى صار يرصد صعوبة تمثيلها assimilation أو تخزينها فى أى مستوى من الذاكرة لحين اجترارها لاستكمال تشكيلها كما ذكرنا.
سوف أواصل ما بدأته فى نشرة الأربعاء (2-5-2012) تاركا الأمر لمن يريد أن يرجع إلى المقابلة الكاملة بالرابط السابق، وقد أكملت قراءة الحالة حاليا بتعديل التعليق السابق بما يفيد الفرض الحالى فى إظهار نشاط “العين الداخلية” وطبيعة الإدراك فى علاقته باعتمال المعلومات، وقد يجد القارئ بعض الأقواس فى متن نص المقابلة، وقد أضفتها حالا بما لا يخل بالسياق حتى أعوض المحذوف نسبيا لأوصّل الرسالة.
(ملحوظة: الأفضل إعادة قراءة نشرتَىْ الأسبوع الماضى أولاً، شكراً)
وصْل ما انقطع
كان آخر ما جاء فى الحوار الأسبوع الماضى ما يلى:
“د. يحيى: نكمل بقى، إنت بتقول للدكتورة (د.م) إن فيه مِجرى، بتتفتح فى مخك، هى نطقتها صح كده بكسر الميم، بس ما هو نفس المعنى ، ولاّ حتى بفتحها حاجة كده زى مَجرى العيون، بس اما تتقال بالعامى توصّل المعنى اللى بتقصده فى الغالب
رشاد: مظبوط”.
(ثم نكمل الآن)
د.يحيي: بتقول بالحرف الواحد إنك (يقرأ): “كل ما تعلم حاجه، فيه مَجْرى بتتفتح ، العلم بيصب فى المجرى وبتتملي”
رشاد: مظبوط
د.يحيي: طب ياريت تقول لنا كده ايه العيب اللى يخليها تعمل كده ؟
(*) نلاحظ تعبيره “كل ما اتعلم حاجة، ولم يقل كل ما أشوف أو أعرف فعملية “اعتمال المعلومات” هى تعلم تلقائى مستمر، أما رصده لمداخل المعلومات، وقنواتها، والمجارى التى تجرى فيها، فهذا هو ما نربطه بما يحدث تقريبا فى مُدْخلات المعلومات فالتعامل معها وإن كنا لا نشعر به إطلاقا فى الأحوال العادية لا بهذا الوصف ولا بغير هذا الوصف.
رشاد: العيب ان هو بيجى عند نقطه معينه وخلاص
د.يحيي: خلاص إيه وهوه مين، وهى بقى بتتملى ولا بتتسرب
رشاد: لأ بتتملي، وبتتحول بعد كده لمجرى تانيه، الزياده بتخش فى مجرى تانيه
د.يحيي: مجرى تانية؟
رشاد: بتتفتح مجرى جديده
د.يحيي: وبعد ما تتفتح مجرى جديده بتروح فين؟
رشاد: تصب برضه فيها
د.يحيي: وبعدين ؟
رشاد: لحد ما المجارى اللى عندى كلها اتقفلت
د.يحيي: اتقفلت ؟
رشاد: آه
(*) قد يشكو مرضى آخرون من النتيجة التى خلص إليها رشاد بقوله “المجارى كلها اتقفلت” ويسمى هذا العرض أحيانا “عرقلة التفكير Block of Thoughts وإن كان يمكن أن تكون إمراضية هذا العرض لأسباب أخرى بآليات أخرى أما رصد رشاد لهذه الخطوات فإنها إشارة إلى هذه الخلخلة فى تنظيم العملية حتى الازدحام وربما الاصطدام فالإنغلاق والذى شبهته فى مكان آخر بقفلة مرور السيارات فى غياب شرطة المرور عن ميدان كبير.
د.يحيي: خلاص كده يبقى إزاى دى تمشى مع الجملة اللى هى قبلها كنت بتقول “انا حسيت ان مخى انفتح وانشق نصّينَ، حاجة غريبه عقلى مقفول، رجعت دلوقتى تقول” فدلوقتى بييجى على المجرى وتتملى بتتملى لحد ما تتقفل وتتحول مجرى تانيه
رشاد: بتتفتح مجرى تانيه
د.يحيي:يعنى إيه بتتفتح مجرى تانيه، ويعنى إيه وتتملى لحد ما تتقفل؟ قصدك إيه؟
رشاد: بس الكلام ده فى البدايه يا دكتور
د.يحيي: ماهى البدايات دى هى المهمه، المصيبه اللى وصلنا لها إنهم بيخلونا ننسى نفحّر فى البداية، نقوم نهمل الكلام اللى بنسمعه من العيان، ونستسهل ونختم أى عيان بالختم اللى ينفع له، وخلاص، بس لو احنا بنعالج يبقى لازم نسمع ونصدق عشان نشوف، يمكن نقدر نبتدى من القفله الأولانية، ونسلّكها زى ما بيسلكوا أى حاجة ملانة أو مقفولة، ونشوفها اتملت ليه، وبتحود فين، ونرجع ناخد المعلومات اللى كانت بتتحشر زى ما بيقول، ونشوف إزاى يبقى لها معنى تانى، بدل ما تزحم تزحم وتحود فى أيها حتة والسلام
رشاد: كده وصّلت لِى إن ازاى هى حقيقة
(*) موافقة رشاد هنا بدت لى مهمة ودالة، وأرجو ألا يعتبرها القارئ موافقة سطحية.
والشرح هنا للحاضرين له علاقة بعملية تفعيل المعلومات وإن كان أخذ شكلا تقريبيا وعاما ويمكن أن يتصف بأنه غير علمى، فهو تقريب حتى لو كان رؤية بصيرية وكأننا نسلك أنابيب مسدودة، لكن الممارسة الإكلينيكية يمكن أن تقوم بهذه العملية من خلال العلاقة العلاجية التى تحمل كلا من الرؤية، والإحاطة، والسماح، وتأجيل الحكم، وتقريب المسافة حتى دون ألفاظ.
د.يحيي: ايوه
رشاد: بس فى نفس الوقت:هوا انا اللى عامل كده ؟
د.يحيي: ايوه
رشاد: صح كده
د.يحيي: بس مش انت عاملها بمعنى إنك انت عايز كده وخلاص، صحيح إنت مسئول دلوقتى معانا إنك تساعدنا، بس لا انت غلطان ولا قاصدها، إنت لا بتتصنع ولا حتقدر تصححها لوحدك، اللى حصل حصل، كنت لوحدك وحصل، يا للا بقى نشوف لها حل سوا سوا
(*)لا أريد أن أفتح الآن من جديد قضية: أن المرض النفسى (بما فى ذلك الجنون) هو اختيار فى مستوى معين من مستويات الوعى، انظر نشرة “زخم الطاقة، والإيقاع الحيوى، واختيار الجنون”، ونحن إذ نعرض هذه الفكرة على المريض ينبغى ألا تكون فى شكل اتهام، بل بمعنى إشراكه فى مسئولية العودة، إلى السواء أو الإبداع، مادام هو الذى ذهب إلى الحل المرضى كما ظهر فى نص كلام الطبيب هنا.
رشاد: إزاى ؟
د.يحيي: حا نشوف سوا، وحانحلها سوا، بس مش بالكلام والشرح، لا ، الحكاية أكبر من كده، حانشوف ايه اللى يخلى المجرى ما تتقفلش، ايه اللى يخليها ماتتملاش بالشكل ده، إيه اللى يخلى المخ يستوعب اللى بيوصل له يحطه فى مكانه عشان ماتزحمشى، حانعمل ده كله سوا مع شوية شغل مع ربنا، مع شوية دواء طبعا وحاجات كده، ولاَ عايزين اسامى أمراض، ولا عايزين نحقق ونختم بختم الحكومة المتستتة، ولا حاجة.
(*) الكلام هنا أيضا لا يعنى حرفيته، لكنه من واقع كلام المريض فعلا، وأيضا هو قريب تماما من لغة عملية “اعتمال المعلومات” لاحظ مثلا تعبير “إيه اللى يخلى المخ يستوعب اللى بيوصل له ويحطه فى مكانه عشان ما تتزحمش” أما تعبير “شوية شغل مع ربنا” فهو ليس تعبيرا دينيا مغتربا بقدر ما هو متفق مع الفرض الذى يتبناه المعالج من حيث أن العلاقة البينشخصية خصوصا العلاقة العلاجية تتم من خلال الوعى المشترك الذى يتكون بينهما تناسقا مع الوعى الأكبر فالأكبر حتى الوعى الكونى إلى وجه الله، من منطلق بيولوجى أساسا.
رشاد: يعنى نعمل إيه
د. يحيى: إستنى بس واحدة واحدة ، نكمل الأول نشوف إنت قلت إيه للدكتورة ملك
د. يحيى: ….. بتقول (يقرأ)
” … من 3 سنوات ونص اما خدت كورس كمبيوتر مخى انشق نصين”،
…. هوا مخك انشق نصين كام مرة؟ مش قلت قبل كده إنه انشق وانت عندك عشرين سنة ؟
المريض: دى تانى مره دى
د.يحيى: تانى مره ؟
المريض: أيوه: تانى مره
د.يحيى: إمال أول مره دى إيه ؟ وانت عندك 20 سنه.
المريض: صح كده 19 – 20 يعنى
د.يحيى: اول مره دى قعدت قد ايه
المريض: خدت 5 سنين متهيأ لى
(*) ليس بالضرورة أن يكون تحديد الوقت هكذا هو ما يريده المريض تماما، لأن ظاهرة “سبق التوقيت” Antedating قد تسمح لهذه البصيرة الحادة (بالعين الداخلية) أن ترصد الماضى إلى أى مدة ربما كنموذج لما يسمى فلاش باك، ولكن ليس على مستوى الذاكرة بقدر ما هو على مستوى رصد المعايشة.
د.يحيى: يا نهار ابيض!! 5 سنين والمجرى تودى للمجريى وتتملا، وتتقفل وعايش ورايح وجاى وبتشتغل
المريض: انا رحت مره لدكتور حسيت ان هو مش فاهم حاجه
د.يحيى: يا أخى ، يا أخى !! قصدك إيه، انت مش لسه قايل الدكاترة ممتازين
المريض: آه
د.يحيى: أصل بيزعلوا منا لما نقول كلمة زى دي، ولهم حق، همّ ذنبهم إيه! بيزعلوا منا بصحيح والله باكلمك جد
المريض: بس مش كل الدكاتره يعنى
د.يحيى: .. طيب قعدتْ 5 سنين والحكاية راحت مش كده؟ راحت ازاى يعنى؟
المريض: ما اعرفشى، بصيت لقيتها راحت لدرجة ان انا نسيتها
د.يحيى: لدرجة انك نسيتها بعد قد إيه من بدايتها
المريض: هو من اول ما رحت للدكتور
د.يحيى: ما انت قلت لاقيته مش فاهم حاجه
المريض: آه نسيتها خالص
د.يحيى: الله ينور، طب ما هو كويس ان هو مش فاهم حاجه وخلاك تنساها، إمال إيش عرفك انها قعدت 5 سنين، مع إنك نسيها
المريض: لما اتفتحت تانى مره ، عرفت إنها قعدت المدة دى
(*) تأكيد لما ذهبنا إليه حالا فى التعقيب السابق، فتقدير خمس سنين هو بأثر رجعى، وهو جزء مما أسميناه “سبق التوقيت”.
د.يحيى: يا نهار ابيض لأ انت لخبطنى دلوقتي، طيب من ساعة ما اتفتحت لحد ما نسيتها، فات قد ايه؟ ؟ أسبوعين لحد ما رحت للدكتور يعني؟
المريض: يعنى ممكن تدى سنه
(*) مرة أخرى نلاحظ المدد المختلفة التى تتغير فى حكى المريض، بالنسبة للأحداث، هنا مثلا من خمس سنين إلى سنة، حتى أن الطبيب حاول أن يستدرجه إلى احتمالات أخرى: مرة اسبوعين، ومرة سنتين، ليحقق فرضا يتعلق بهذا “التباين فى علاقته بالزمن دون خلل فى الذاكرة”.، وامتدادا لهذا الفرض، نعتقد أنه مع بداية التفكيك ينقلب الزمن إلى مكان يقبل التجوال فيه، فتختلف تقديرات “الوقت” باختلاف لحظة الوعى وأسلوب التعبير وفحوى الألفاظ.
د.يحيى: يا نهار ابيض
المريض: هى ما راحتشى على طول
د.يحيى: يعنى قعدت معاك سنتين
المريض: آه
د.يحيى: كنت بتشتغل إيه فى السنتين دول
المريض: كنت باجرى ورا لعب الكورة.. كان فيه مسابقة كورة، قدمت فيها، كان اللى يعدى منها يخش دورى ممتاز اللى هو بيتلعب ده، بس ما حصلش نصيب يعنى
د.يحيى: إن ايه؟
المريض: ان انا دخلت فى الدورى
د.يحيى: يا رشاد، يا رشاد، الأمور عايزه تترتب بطريقه هاديه لحسن نتلخبط زى ما مخَّك اتخلبط، وزى ما انا كمان متلخبط دلوقتى، عايزين نعرف اللى حصل الأول وبعدين التانى وكده. من 13 سنه يعنى كان سنك عشرين سنه مش كده؟
المريض: تمام
د.يحيى: عايزين نعرف الحكاية حصلت إمتى، واتنست إمتى، ومباراة كرة القدم بعدها بكام اسبوع أو كام شهر ورحت للدكتور امتى واتنستْ بعد ما رحت له ازاى، بتقول قعدت ييجى سنة، وقعدتْ منسيه 4 سنين ولا 4 سنين ونص، وظهرت تانى امتي؟ واكتشفت انت إنها كانت موجوده طول الخمس سنين دول؟ كل كلمه قلتها لها قيمه، بتعرّفنا ايه اللى جرى وازاى ولمدة قد إيه، (من وجهة نظرك اللى عماله تتغير) وبعدين نرجع نعرف اللى جرى ده اختفى ازاى، واتزق لجوه ازاى، وعشت بيه ازاى، وبعدين نرجع تانى نشوف إيه اللى جرى من تلات سنين ونص، وهل هو بنفس الشكل الأولانى ولا بشكل تاني، ونقعد كده لحد ما نوصل، لحاجة تساعدنا، أنا متأكد إن الزمن اتلخبط عندك، وإن صعب نفتكر الحاجات بالتحديد، ما لكشى دعوة، قول اللى تقدر عليه، وأنا حاحاول أرتبها، نرتبها سوا سوا انا وانت و(د.م)، وربنا معانا، ماشى؟
(*) يبدو أن هذا التلخيص كان المقصود به نوع من التذكرة، لكن لا يستبعد أن يكون هناك دافع آخر هو شرح وتوصيل الموقف كما يجرى للزملاء الدارسين، حيث علينا أن نتذكر أن المقابلة هى “تعليمية” “تدريبية” “علمية” “علاجية” معا.
المريض: ماشى
د.يحيى: الظاهر حا نحتاج قعدة تانية نرتب فيها الحاجات دى من غير تحقيق زى الشوية الأخرانيين دول، ما هو أصل انا واخد كلامك كله صح (على انه حقيقة) مهما اتعارض بعضه مع بعضه، حتى لو قلت حاجه مره كده ومره كده يبقو الاتنين صح، فهمت، ومش حانستعمل أى لفظ من اللى بيستعملوه الدكاتره مثلا مش حانسمىِّ أيها حاجة ما نفهمهاش تهيؤات، حا نخليها على جنب وبعدين نفسرها سوا سوا ولاّ ان شالله ما اتفسرت، يعنى خلينا نبتدى من الأول: التعب ابتدى، بلاش نسميه مرض دلوقتى، التعب ابتدا بإن حاجه غريبه حصلت، وقعدت سنتين على ما رحت للدكتور ولاقيته مش فاهم مش كده؟
(*) نلاحظ هنا أن الألفاظ تكاد تصف ظاهرة “تعليق الحكم” (فينومينولوجيا) كما تمارس حرفيا.
المريض: عقبال ما روحت للدكتور كان سنه واحده
د.يحيى: سنة سنتين، يمكن أنا اللى نسيت
المريض: انا قلت سنه
د.يحيى: يبقى انا نسيت، المهم: وبعدين بتقول لقيته مش فاهم حاجه رحت ناسى اللى حصل، قعدت اربع سنين ولا 3 سنين ناسي، وبعدين حصل بقى حاجه تانيه اللى هى من 3 سنين ونص تقريبا، راح حصل شق تانى بعد كورس الكمبيوتر، أنا آسف ، مضطر أستفسر وأدقق قوى كده، هى دى الطريقه اللى نقدر نتعرف بيها على اللى جرى واللى جارى يابنى ولا ايه رأيك.
(*) تعبير “الدكتور مش فاهم حاجة” أحيانا يطمئن المريض إلى صدق الطبيب وجدية اجتهاده، أكثر من أنه يشكك المريض فى مهارة طبيبه، فعلينا أن نتذكر دائما أن المريض يحكم علينا، كما نحكم عليه، سواء، كان حكمه صوابا أم خطأ.
المريض: تمام
د.يحيى: لما مخك انشق نصين، بتقول “البرامج على هيئة كلام “، أنا شايف إن الجملة دى علمية شوية، إنت سالفها من الكمبيوتر ولا إيه، أنا باستعمل كلمة برنامج اليومين دول وأنا باوصف الغرائز، والوراثة ساعات، أصل كنت اقول زمان الغرائز ومش عارف ايه، دلوقتى باسمح لنفسى أسميها البرامج، وباسمى اللى بيحصل لنا ويتثبت ويحركنا بعد كده زى خبرتك دى، باسميها برضه البرامج، إنت بتقول: ” البرامج على هيئة كلام كانت تدخل فى المجرى اللى فى مخي”، يا ترى هى كانت المجارى لسه مفتوحه؟ انت قولت انها اتسدت واتقفلت ، إنت عارف يا رشاد لما حاجى أقول لزملائى وتلامذتى كلامك ده، ولاّ اكتبه، حايقولولى إنت محفّظه الكلام ده، أى والله، ما حدش حا يصدق إنك قلته لوحدك، وإننى اتعلمته بالوضوح ده منك، مش العكس، المهم .. كفايه النهارده ونكمل الجمعه الجايه
المريض: لأ ياريت نكمل دلوقتى
د.يحيى: نكمل ايه، هوا فيه حاجة بتكمل؟
المريض: لأ نكمل دلوقتى، أصل انا عايز بصراحه ما اكدبش عليك انا عايز اخلص من الموضوع ده دلوقتى
د.يحيى: وانا كمان عايزك تخلص
المريض: عايز الاقى له حل معين
د.يحيى: وانا والله، بس ساعات اسأل نفسى يا رشاد سؤال غريب جدا هو الأحسن عند ربنا يعنى إن انا اركز على انك تخلص، ولا الأحسن إن احنا زى ما بنعمل كده نوصل للى جارى عشان ننفع ناس كتير؟
(*) المقصود هنا هو بيان تداخل تعدد أهداف هذا اللقاء التدريبى، حيث يتحقق من خلاله كل من (1) “العلم” (2)”والتدريب” (3)”والعلاج”، وعادة ما ترجح كفة إحداها على كفة الأخرى، وهو أمر لايمكن تجنبه، وفى نفس الوقت هو موقف يصعب حله، وإعلان ذلك للمريض هو ضمن محاولة إشراكه بأمانة فى الالمام بالمأزق (تذكر أنه فصامى!! هل تصدق).
المريض: هو الاتنين احسن من بعض
د.يحيى: الله يخليك هى دى بتخدم دى ودى بتخدم دى ، أنا شايف كده برضه
* * * *
ونكمل غدًا بإذن الله.