نشرة “الإنسان والتطور”
26-7-2009
السنة الثانية
العدد: 695
التدريب عن بعد: (57)
(من العلاج الجمعى)
ياه ..!!! دى طلعت صعبة بشكل، ولكن ..،
(الحلقة الخامسة والأخيرة: فروض وتجميع)
مقدمة
من لعبة واحدة، على مستويات مختلفة حصلنا على كل هذه المادة التى تصلح كتابا هو منهج يستأهل النظر، بدلا من “أنا رأيى”/ و “فى الحقيقة”، و”فى الواقع”؟
انتهينا يوم الأحد الماضى من عرض ما تبقى لدينا من عينات تصلح للبحث، وهى عينة المشاركة الأخيرة التى لعبها مجموعة من المشاهدين الحضور خارج دائرة المجموعة، وتساءلنا: كيف يمكن الاستفادة من كل هذه المادة؟
ثم طرحت عدة اقتراحات تبعتها تساؤلات، ولم أطلب الإجابة عنها، لأننى أعتقد أن المرحلة لا تحتمل أكثر من وضع فروض، تحتاج إلى مزيد من التقصى والتجريب حتى يمكن اختبارها كما ينبغى.
كل ذلك هو بعيد عن قدرة هذه النشرة فى هذه المرحلة، بل إنه قد يقلل من قيمة التحريك الذى يتم بطرح التساؤلات أكثر مما يتحقق بالوصول إلى نتائج.
سوف أقصر محاولة اليوم على إعادة عرض التساؤلات الثلاثة عشر، أستلهم منها ما تيسر من فروض، أو مشاريع فروض
(وقد ألحقت الاستجابات فى الحلقات السابقة، وكذلك فى بريد الجمعة، والتعقيب عليها كملحق لهذه النشرة، حتى تكون فى متناول من يريد أن يقوم بالبحث فيها، وذلك بعد طرح الفروض المستلهمة من كل سؤال سبق نشره فى الحلقة السابقة، كما يلى:
1- ماذا أثارت اللعبة فى المشاركين بصفة عامة؟
الفرض العام:
- أن هناك أكثر من مسألة فى الحياة صعبة،
- أننا قد نستشعرالصعوبة دون أن نحدد المسألة التى هى صعبة
- أن الصعوبة قد تتعلق بموضوع بذاته نتفق عليه، (مثلما اقترحنا على د. أميمة رفعت، ود.جمال التركى، ثم شخصى، آخر الملحق)، أو قد تتجه إلى إجمال الحياة مثل كثير من المستجيبين الذين أكدوا أنها “الحية”
- أننا لا نتبين حجم الصعوبة إلا بعد الممارسة “..دى طلعت..إلخ”
- أنه مهما كانت الصعوبة، فهناك احتمال أنها
- ليست هكذا جدا جدا
- أن لها حلا
2- ماذا أثارت اللعبة فى كل مجموعة فرعية على حدة؟ (مرضى؟ أطباء متدربين داخل المجموعة؟ متدربين ومشاهدين خارج المجموعة؟)
الفرض:
- الأرجح أن استجابة المرضى فى المجموعة العلاجية كانت تشير إلى:
- صعوبة الخبرة المرضية (مع أن الفرض أن المرض ظهر كحل محتمل، وهذا ما نسميه الحل المرضى، برغم أنه سلبى إلا أن العلاج أظهر أن ثمنه غال فهو صعب)
- صعوبة الخروج من المرض، أو بتعبير أدق: صعوبة الشفاء، بما يستتبعه من تحمل مسئولية ومواجهة الواقع ..إلخ
- أما استجابة الأطباء الأصغر المتدربين داخل المجموعة، فبدت أنها اتفقت على خبرة هذا النوع من العلاج، ربما مقارنة بسهولة التشخيص ووصف دواء مسكن، أو مهدئ أو شاف (ولن أعرج على استجابة المدرب لأنه فرد، وقد تناولناها فى حينها بما يكفى)
- أما استجابة المشاهدين (الأسبوع الماضى) فيصعب التعقيب عليها بدون استفسارات لاحقة، وإن بدت لى أنها أكثر تعميما، وهناك احتمال أن بعضه يتعلق بخبرة هذا النوع من العلاج، والآخر بالحياة عموما
- بقيت استجابة أصدقا الموق وقد علقنا عليها فى بريد الجمعة أولا بأول.
3- كيف اختلفت دلالة لفظة “دى..” (دى طلعت صعبة..) عند كل مستجيب؟
الفرض:
بالإضافة إلى الإجابة المتضمنة فيما سبق (1 & 2) يمكن افتراض أن لفظ “دى…” قام بوظيفته على مستويين: الأول: ما قفز إلى سطح الشعور لتحديد “مسألة بذاته”، والثانى: هو توجه عام للصعوبة ذاتها فى مواجهة ما كنا نحسبه سهلا.
4- هل وكيف اختلفت دلالة نفس اللفظ عند مخاطبة أحد المشاركين عنها عند مخاطبة آخر؟
الفرض:
هذا الاختلاف لا يقتصر فقط على لفظ “دى”، وإنما قد يمتد إلى لفظ “بشاااااكل، الذى يساعد التمثيل فى تحديد حجم الصعوبة،
5- إلى أى مدى أثارت كلمة “ولكن ..، ..” التحدى، أو التفاؤل، أو الأمل، أو عكس ذلك؟
الفرض:
من مجمل الاستجابات يمكن ملاحظة أنه قام بعدة وظائف من بينها على سبيل المثال:
- تخفيف الصعوبة
- البحث عن حل للصعوبة
- تعميق الوعى بالجانب الآخر للقضية
- فتح باب الأمل
الاستعانة، بما يلى (كأمثلة):
o بالله أساسا،
o وبالزمن
o وبالقدرات الشخصية الخفية،
o وبآخر معين
o وبالاحتمالات الطيبة المجهولة
ثم بالنسبة لبعض احتمالات “التواتر” و”المقارنة”
6- ما هو الفرق بين الاستجابة فى الحلقة الأخيرة، والحلقة قبل الأخيرة؟
الفرض:
لا يوجد فروق كبير
يحتمل أن تكون اللعبة فى الحلقة قبل الأخيرة أكثر طلاقة وإبداعا
7- كم مرة استعمل المشاركون اللفظ الكريم: “ربنا” بعد “ولكن ..،…”؟ فى مجموع العينات، وفى العينات الفرعية، وكذلك فى الأفراد؟
الفرض:
مرات كثيرة جدا، ليست بالضورة أكثر من توقعنا من ثقافتنا الخاصة جدا
ويحتاج الأمر إلى إحصاء كمى، بالرغم من أن هناك احتمالات لدلالات عكسية كما سيرد فى تساؤل لاحق
8- هل يمكن استنباط دلالة استعمال هذا اللفظ الكريم “ربنا” إن كانت إيجابية أم سلبية من سائر استجابات نفس الشخص؟
الفرض:
يوجد فرق، بل وفروق، قد تصل إلى حد العكس، بمعنى:
- أنه قد يفيد معنى التواكل والسلبية (وقد بدا لى ذلك الاحتمال الأقل)
- أنه قد يفيد معنى الثقة وقدرته أن يجعل الصعب سهلا فعلا
- أنه قد يفيد انتظار حل من قوى بعيدة لكنها قادرة
- بالنسبة للمجموعة العلاجية بالذات: أنه قد يفيد ما افترضناه من قبل من أن طبيعة هذا العلاج تخلّق “قوة ضامة مركزية”، هى نوع من الوعى الجمعى، الذى يتصاعد تلقائيا إلى التناغم مع وعى أعلى فأعلى إلى الوعى العام، ثم إلى الوعى الكونى توجه إلى وجه الحق تعالى.
9- ما هو الفرق بين مخاطبة المشارك لكل من: زميل؟، نفسه؟، مريض؟، (إن وجد)؟ المدرِّب؟.
الفرض:
توجد فروق وتفاصيل، تحتاج إلى تحليل دقيق، مع فروض فرعية كثيرة، تختلف فى كل مجوعة عن الأخرى، بمعنى أن مخاطبة المريض لنفسه، غير مخاطبته لمريض زميل، غير مخاطبته للمعالج، وهكذا بالنسبة للمعلاج الأصغر، حتى المدرب، وقد شرحنا بعض ذلك فى التعقيب على استجابات المرضى، فى الجلستين الأخيرة وقبل الأخيرة، أكثر من استجابات ضيوف الموقع الذين لا نعرف عن كثير منه إلى هذه الاستجابات.
10- هل توجد علاقة ذات دلالة بين لعب المشارك المتدرب مع نفسه ولعبه مع المدرب مثلا؟
الفرض:
هذا التساؤل قد حدد موضوع المقارنة أكثر من التساؤل السابق، وهو يتعلق ببحث طبيعة التدريب، ومرحلة التدريب، ويمكن أن تتفرع منه فروض أخرى كثيرة تفيد الوعى بطبيعة التدريب وتطور العلاقة بين المدرب والتدرب.
11- هل ثمة فروق بين الاستجابة مشافهة وجها لوجه، وبين الاستجابة كتابة (أصدقاء الموقع)؟
الفرض:
توجد فروق، ويمكن رصدها أكثر لو طلبنا من أصدقاء الموقع أن يسجلوا استجاباته بالصوت مثلا، ثم يتركوها يوما أو أكثر ثم يعودون إليها، فيشاركون بالقلم والورقة، وينظرون فى الفرق أو يرسلونه للنقاش، بل لقد خطر ببالى أن الاستجابة يمكن أن تختلف بالذات لو أن المشارك وضع مرآة أمامه وهو يخاطل نفسه باسمه فى التساؤل الأخير عادة.
12- هل توجد فائدة علاجية أو وقائية بشكل مباشر أو غير مباشر لهذه اللعبة؟
الفرض:
لا يمكن تقييم الفائدة العلاجية للعبة بذاتها منفصلة عن باقى السياق وباقى العوامل العلاجية، يصدق هذا أكثر واللعبة قد لعبت فى نهاية العام (الجلسة الأخيرة وقبل الأخيرة)، وبالتالى لا يمكن تقييم للفائدة العلاجية بشكل منفصل (مثلها مثل كل العوامل العلاجية التى تجرى فى هذا النوع من العلاج)
أما الفائدة الوقائية، فهى واردة، خاصة لو أننا أمعنا النظر فى استجابات أصدقاء الموقع، يمكن التقاط بعض العوامل الإيجابية كأمثلة على الوجه التالى:
- أثارت اللعبة لكثير منهم صعوبات كانت خافية عنه،
- بدا أنها ساعدت أخرين على اكتشاف حجم صعوبة مسألة ما (أو صعوبة عامة: الحياة مثلا)، لم يكن يتصور أنها “بلغت” هذه الدرجة من الشدة.
- كشفت لفريق ثالثا على أن الوعى بالصعوبة لا يعنى الاستسلام لها.
- أرجعت لآخرين ثقتهم فى قدرة ربنا على العون مهما كانت الصعوبة.
- كشفت لغيرهم عن إمكانيات وقدرات كامنة يمكن أن تتفجر إذا هو انتبه إلى رفض الاستسلام للصعوبة مهما بلغت.
13- هل يمكن الاعتماد على منهج “التحريك باللعب” مكملا لمناهج أخرى مثل السؤال والجواب، وغيره من المناهج؟
الفرض:
لا ينبغى أن يحدنا منهج واحد فيحول بيننا وبين التفكير والمعرفة الأشمل، بأى وسيلة ممكنة، بمعنى – كما ذكرنا الأسبوع الماضى – أنه لا ينبغى أن نخنق الخبرة داخل إطار المنهج المتاح، وأن المناهج تكمل بعضه البعض غالبا.
توصية
نوصى من يريد أن يلم بقيمة المنهج، أو محتوى المحاولة، أو أن يجرى ماشاء من إحصاء أو تفسير، أن ينقر على ما يسمى “ملحق: مجموع استجابات لعبة طلعت صعبة بشااااكل .. ولكن…”، فى الموقع، فقد جمعت فيها كل الاستجابات مع بعض التعقيبات، بما فى ذلك ما جاء فى بريد الجمعة.
لرؤية وقراءة الملحق أضغط هـنـا