“نشرة” الإنسان والتطور
17-12-2008
السنة الثانية
العدد: 474
أما قبل
عزيزى الزائر الصديق، نأمل أن تكون قد قرأت نشرة أمس قبل قراءة هذه النشرة ، وإلا فسوف تكون المتابعة، أو حتى الرسالة المستقلة عسيرة التقبل.
عن الخزى، والقهر، والذنب، والاحترام (2 من 3 أو 4)
المقابلة مع سامح
( دخل سامح نحيفا باهتا مهملا ملابسه قليلا، حانى الظهر وينظر للأرض بشكل ثابت واضح)
د.يحيى: سامح
سامح: نعم
د.يحيى: أقعد ياحبيبى على الكرسى، صباح الخير
سامح: صباح النور
( يصافح الدكتور يحيى بعد أن يهم الأخير من على الكرسى لتسهيل المصافحة عبر المكتب، خاصة وأن سامح ظل مطأطئا رأسه )
د.يحيى: إزيك يا سامح
سامح: أنا كويس الحمد لله
د.يحيى: ونِعم بالله، إنت عارف إسمى؟ أنا عرفت إسمك من الدكتورة، ا الدكتورة إسمها أيه
سامح: الدكتورة داليا
(ملحوظة: سوف تتكرر هذه المقدمة تقريبا فى معظم الحالات
وكذلك أخذ الموافقة على التصوير والتسجيل
وذلك للأهمية والتعليم، فعذرا للتكرارا)
د.يحيى: أنا بقى عرفت اسمك منها إنت عارف إسمى؟ هى قالت لك حاتقعد مع مين وحانشوفك ليه؟
سامح: الدكتورة داليا قالت لى إنى حاقعد بجانب الدكتور
د.يحيى: قالت لك حاتقابل مين، أنا مين، قالت لك إسمى؟
سامح: لأه
د.يحيى: طيب أنا حاعرفك بإسمى زى ما أنا عرفت إسمك
سامح: ماشى
د.يحيى: مادام أنا عرفت إسمك، يبقى من حقك تعرف إسمى، مش كده ؟
سامح: صح
د.يحيى: أنا إسمى يحيى، الدكتور يحيى
سامح: الد الد الد الدكتور يحيى
د.يحيى: شكراً، تحب تعرف إسمى التانى زى ما انا عرفت اسمك كامل؟ أنا اسمى يحيى الرخاوى، إنت إسمك سامح إبراهيم ،ماشى
سامح: انا أسمى سامح ابراهيم وانت إسمك الدكتور يحيى الرخاوى
د.يحيى: إوعى تنساه بقى، هه، لأنى حاسألك بعد شوية على إسمى
سامح: لأ مش حانساه
د.يحيى: الله يخليك، كتر خيرك إزيك
سامح: أنا كويس الحمد لله، أنا كويس الحمد لله
د.يحيى: الحمد لله، صباح الخير
سامح: صباح النور، صباح النور
د.يحيى: الدكتورة داليا قالت لنا الحكاية بتاعتك، حكاية مرضك يعنى، وإنك بتكرر حاجات وكلام، مثلا زى دلوقتى
سامح: آه
د.يحيى: فانت شايف دلوقتى إن هنا دكاترة كتير، مش دكتورة داليا لوحدها، أو معايا أنا بس، مش كده؟
سامح: أيوه
د.يحيى: بص لهم كده
سامح: أيوه ما انا باصص أهه
(لا يرفع رأسه من على الأرض، ولا يلتفت)
د.يحيى: هه ؟؟
سامح: ما أنا شفتهم
د.يحيى: طب شوفهم تانى عشان تتأكد، عشان بعد كده حاقول لك إحنا بنعمل إيه وأستأذنك فيه، بص للدكاترة يا سامح، مش ضرورى تبص وراك، كفاية تبص للناحية دى، والناحية دى، شوف الدكاترة، لازم، بص لهم يا سامح
سامح: نعم
د.يحيى: لأ والنبى الله يخليك، إرفع راسك وبص لى بقى وخلى بالك ما اللى حاقوله ده، عشان أنا حاقولك إحنا بنعمل إيه دلوقتى
سامح: حاضر
د.يحيى: لأ والنبى، لو سمحت، زعق شوية عشان أنا ماباسمعش أوى يعنى
سامح: هما كلهم كويسين كلهم حلوين
د.يحيى: مش ضرورى حكاية كلهم دى، أهم دكاترة وخلاص، بيتعلموا وقاعدين، اللى حلو حلو، واللى وحش وحش، اللى حلو حلو لنفسه
سامح: صح، والوحش وحش لنفسه
د.يحيى: طيب يبقى إيه كلهم حلوين دى، بتفرَّق بونبونى؟ خليك واعى مش أى كلام،
سامح: حاضر
د.يحيى: فيهم الحلو وفيهم الوحش، والحساب على الله، ماشى؟
سامح: ماشى
د.يحيى: ياللاه، ه إحنا بنتقابل الصبح بدرى هنا عشان نشوف الحالات الصعبة شوية، يعنى معلشى، الحالات اللى زى حالتك، نقوم ناخد وندى مع بعض، عشان إحنا مسئولين عنهم، عن علاجهم يعنى
سامح: ربنا يجعلكم سبب لشفائى
د.يحيى: كتر خيرك كتر خيرك، فاحنا بنتكلم قدام بعض يعنى عن حالتك، عندك مانع؟
سامح: ماشى
د.يحيى: بس شايف الكاميرات دى
(يشير إلى الكاميرات)
سامح: آه
د.يحيى: فاحنا بنصور بيها عشان نرجع لها، عشان العلم، عشان بنتعلم أحسن، وفى نفس الوقت اللى بنتعلمه نتعشم انه يرجع بفايدة ليك وللى زيك، واخد بالك؟
سامح: آه
د.يحيى: مصدّقنى
سامح: أيوه أيوه
د.يحيى: لأزم نستأذنك على حاجتين: إننا نتكلم قدام الناس دول، وإننا نصور علشان العلم والتعليم وعلاجك إنت واللى زيك ، مش عشان التلفزيون بتاع البيوت، فهمت؟ تأذن بقى ولا ماتأذنش؟
سامح: أأذ..، بس …
د.يحيى: هه…، بس إيه، دا من حقك ،
سامح: بس..
د. يحيى: قول اللى انت عايزه، إنت من حقك ما تردش على أى سؤال محرج، أو شايف إنه محرج، واخد بالك، وبرضه الأهم حكاية التصوير ، هه…، يعنى تسمح ولا ماتسمحش، تسمح إن إحنا نعمل الحاجتين دول
سامح: آه ماشى
د.يحيى: طيب بس خلى بالك ، إنت لك خبرة سيئة مع التصوير، الدكتورة داليا لمّحت لنا عليها، إحنا مش حا نتكلم فيها قوى إلا باللى انت عايزه، وانا بصراحة خايف لحسن التصوير ده يفكـّرك بيها ولاّحاجة، داليا قالت لينا شوية من اللى انت قلته لها ، قالته بأدب شديد وذوق، فانا خايف إن يكون التصوير ده يكون فيه أى ألم يعنى، إذا ربطُّـُّـه بالتصوير دكهه
سامح: آه، آه، صح، آه صح..
د.يحيى: فبالنسبة لك بالذات دى حاجة فيها حرج شوية
سامح: أيوه
د.يحيى: طب أكرر تانى عليك تسمح ولا ماتسمحشى، نصور عشان العلم والتعليم وبعدين يصب فى علاجك إنت واللى زيك؟ ولا ما نصوّرشى؟
سامح:أيوه ، أنا أسمح بس أنا بس أنا..، حضرتك بس أنا حضرتك محروج دلوقتى
د.يحيى: طبعا ده حقك ،
سامح: آه
د.يحيى: أنا عارف ، عشان كده كررت عليك طلب السماح ده ، تسمح ولا ماتسمحش بالتصوير، وبرضه تسمح بالكلام قدام الدكاترة
سامح: أسمح
د.يحيى: كتر خيرك، الدكتورة داليا بنت طيبة
سامح: آه ، قوى قوى، بنت حلال
د.يحيى: الحمد لله رب العالمين، ربنا يبارك لها، إنت عارف إنها متجوزة وهى صغنطوطة كده؟ عارف إنها متجوزة ولا ما قالتش لك؟
سامح: لأ
د.يحيى: (للدكتورة داليا،) إنت مخبية عليه ليه؟ ورّى له الدبلة ياشيخة، طلعى إيدك على المكتب إنتِ مكسوفة؟ هوّا الجواز عيب؟
د.داليا: وإيه المشكلة ؟ ما انا قاعده معاه بقالى كام يوم
سامح: أنا شفت الدبلة حضرتـ َك
د.يحيى: طيب إمال بتقول لسه ما اتجوزتشى ليه ؟
سامح: ما خدتش بالى وانا بارُدّ
د.يحيى: يبقى متجوزة ولا مش متجوزة ؟ لأ وإيه !! دبلة إيه !! دبلة فيها ألماظ
سامح: الحمد لله
د.يحيى: إسمى إيه بقى
سامح: الله يسلمك يا أستاذ
د.يحيى: أنا مش باقول لك ازيك، أنا باقول لك: إسمى إيه
سامح: أسمك الدكتور يحيى
د.يحيى: لا، برافوا عليك، ميه ميه، تعرف تكتب بقى ؟
سامح: آه باعرف أكتب الحمد لله
د.يحيى: ياللا ورينا كده إكتب أى حاجة
(يعطيه ورقة وقلما)
سامح: بس خطى
د.يحيى: إستنى بس، خطك إيه وبتاع إيه، هوا احنا بنحسّن الخط؟ ياراجل اكتب هنا
سامح: ماشى أكتب إيه يادكتور
د.يحيى: أى حاجة
سامح: أكتب قرآن؟
د.يحيى: زى ما انت عايز، (يكتب سامح فينظر الدكتور فيما كتب ….) باسم الله ، ما شاء الله، والله خطك أحسن من خط الدكتورة داليا، طب اكتب اسمها بالكامل
سامح: ما اعرفوش
د.يحيى: إسألها يا أخى
سامح: طيب يادكتورة داليا حضرتك إسمك الدكتورة داليا إيه
د.داليا الشافعى: داليا الشافعى
د.يحيى: داليا إيه؟
سامح: داليا الشافعى
(المريض يكتب)
د.يحيى: إنت كاتب الشافعى من غير ألف ليه بعد الشين، الشفعى، أنا شاكر عموما، إنت عفريت، طيب إكتب بقى جمله مفيده هنا، يعنى إيه جمله مفيده يعنى جملة ليها معنى
سامح: ماشى
د.يحيى: (ينظر فى الورقة): دى جمله ليها معنى فعلا ، بس إقراها كده
سامح: سامح يشرب اللبن
د.يحيى: لبن إيه يا جدع انت على الصبح يافتاح ياعليم، هو إنت لسه عندك اربع سنين، هو مين اللى بيشرب اللبن فى سنة ثانيه إبتدائى، إستنى يا شيخ علشان نسأل العيال دول لحسن يكونوا نسيوا مين اللى بيشرب اللبن
د.عدلى: كان”أشرف” على أيامنا
د.داليا الشافعى: كان فيه كمان “أمل” و”عمر”
د.يحيى: مين؟ “أمل” و”عمر”، انا فاكر أسامى تانية، ما كانوش علينا، إحنا كنا بنخش على طول على ألف ب، ت، ث: ، ألف لا شىّ عليها، والبيه واحده من تحتيها، والتيه إتنين من فوقها والحا لا شىّ عليها (يقولها منغّمة)، كنا بنغنيها صم، بس أظن بعد كده كان زمان اتنين غير أمل وعمر، باين انهم “عادل” و “سعاد” مش كده؟
سامح: ماشى، كله ماشى
د.يحيى: إقرا الجمله التانيه اللى انت كتبتها يا سامح، كتبت إيه
سامح: سامح يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق
د.يحيى: ويمشى فى الأسواق؟ ياولد ده النبى عليه الصلاة والسلام هو اللى كان بيمشى فى الأسواق، أكتب جمله فيها داليا
سامح: حاضر
د.يحيى: سيب سطرين علشان مايلزقوش فى بعض
سامح: داليا
د.يحيى: هه؟ هه؟
سامح: تشرب
د.يحيى: لأه خليها تشرب حاجة تانية، دى متجوزة
سامح: داليا تشرب البيبسى
د.يحيى: بالذمة دى (ينظر فى الورقة) تتنطق ببسى؟
سامح: أيوه هى ديه البيبسى،
(يطأطئ سامح رأسه أكثر، ويبدو ساهما ويتوقف)
د.يحيى: رحت فين يا سامح، ما احنا بناخذ وندى مع بعضينا أهه ، جرى إيه؟
سامح: حاضر
د.يحيى: إنت عارف حاجة تتشرب غير الببسى ؟
………..
سامح: أنا دقت الفيروز
د.يحيى: فيروز ؟ طيب ، كويس الفيروز؟ أى نوع؟ أناناس؟ ولا تفاح؟ ولا توت؟ ولا إيه؟
سامح: بأى حاجه، بالأناناس
د.يحيى: بالأناناس بتحب مين فيهم، دقت الفيروز بطعم التوت
سامح: آه ماهما الإثنين كويسين هما الإثنين حلوين
د.يحيى: (للأطباء) تلاقيكم ماأكلتوش توت، الظاهر اللى ماكلش الخبيزه ما يعرفشى حاجة اسمها توت
سامح: … أنا عارف التوت
د.يحيى: فيه توت اسود وفيه توت ابيض، بتحب أنهوه أكتر
سامح: أنا باحب الأبيض
د.يحيى: وأنا باحب الإسود، أصل الإسود، بيبقى مزز، الفيروز طعمها طعم الاسود مش طعم الأبيض والإشى لما يبقى التوت الاسود معمول بيه الأيس كريم
سامح: آه ، أنا باحب الجيلاتى، أنا باحب كل الطعام
د.يحيى: كل الطعام ؟؟ يا شيخ روح وانت بطلت تاكل من أصله
سامح: آه ماهو انا ماباكلش
د.يحيى: إمال بتحب كل الطعام من بعيد لبعيد، حب مع وقف التنفيذ
سامح: بس….، هو أنا عاوز أروح أفطر
د.يحيى: إنت عارف إنك جدع
سامح: آه…
د.يحيى: سامح…، الكلام اللى انت كاتبه ده يكتبه طفل عنده سبع سنين، إكتب كلام كبير بقى بتاع واحد عنده 17 سنة، مثلا كلام فيه حب وحاجات كده
سامح: حب وحاجات كده ؟ ؟
د.يحيى: يعنى
سامح: قصه مثلا ؟
(سامح يكتب كلمة “قصة” )
د.يحيى: جرى إيه يا جدع انت، الدكاترة حايقولوا عليك تفكير “عيانى” (concrete) وكلام من بتاعهم ده، يا واد اكتب حدوته، يعنى راحَ، ذهَبَ، خرج ثم وجدها ثم قبـّلها فى عينيها، فقالت له: بلاش تبوسنى فى عينيـّا دى البوسة فى العين تفرّق ، كلام من ده،
(سامح كتبَ ثم رفع رأسه)
د. يحيى: إقرا اللى كتبته
سامح: “خرج ثم عاد إلى البيت”
د.يحيى: هوه مين اللى خرج وعاد قوام كده؟
سامح: سامح
د.يحيى: أنا كنت متوقع كده
سامح: خلاص
د.يحيى: خلصت القصة بقى كده خلاص ؟
سامح: ايوه خلصت
د.يحيى: أحسن حاجه والله، بلا وجع دماغ، خرج ثم عاد إلى البيت، باقول لك انا كنت متوقع كده بصراحة، ياللا سوا نكمل القصه بس نخلى سامح يخرج ومايعودش إلى البيت، ونشوف حايروح فين
سامح: مين
د.يحيى: سامح
سامح: خرج ثم عاد إلى البيت
د.يحيى: ما خلاص ماهو عاد مرتين، هو حايفضل يعود يعود ؟ مش كفاية مرتين؟ شوف خرج وما ترجعهوش البيت، وكمل الحكاية من غير “عاد إلى البيت”
سامح: بعد كده حايروح فين؟
د.يحيى: أنا مالى، هو خرج وبس، وانا مانعـُه إنه يرجع البيت، إنت تكمل بقى وشوف حايروح فى أنهى حتة، ياللا امال ورينا
سامح: بس، ثم خرج تانى
د.يحيى: ماهو خرج وماعدش إلى البيت، حايخرج تانى من الخروج، الله!!! ثم عارف يا سامح…،: إنت بتكتب بطريقة ظريفة بشكل، بتنقط اول بأول، يعنى بتكتب “الثيه” وتروح حاطط التلات نقط فورا قبل ما تكمل الكلمة، وبعدين تكمل، حاجة ما شفتهاش قبل كده، أو يمكن انا نسيت، (ينظر د. يحيى فى الورقة، ويقرأ صامتا) ياخبر !!! إنت بتهبب إيه تانى؟ إنت بتكتب إيه؟ إنت رجـّعته البيت تانى؟ إنت عارف إنت كتبت إيه؟ كتبت سامح خرج ثم عاد إلى البيت ثم عاد إلى البيت من غير مايخرج، الله يخيبك، مش احنا إتفقنا إنه عاد إلى البيت، ومن ساعتها بنخرّج فيه مش قادرين، رحت انت كاتبها ثم عاد إلى البيت، ثم عاد إلى البيت، مش ده اللى انت بتعمله بالضبط بعياك ؟
سامح: آه
د.يحيى: آه إيه
سامح: أنا عاوز اروح أفطر
د.يحيى: بالهنا وبالشفا ياللا روح
سامح: طيب بس حضرتك عاوزنى؟؟
د.يحيى: آه طبعاً، كنت عايز أكمل معاك،
سامح: بس أنا كنت عاوز اروح أفطر، بس أنا محروج
د.يحيى: طيب اختار بقى، إنت عاوز تروح تفطر، بتقول يعنى كده، نعمل إيه؟ نصدقك وتصدق نفسك، ولا نشوف إيه اللى خلاك تقول كده؟ يعنى من كتر أكلك ياخىْ، إنت مابتاكلش يا سامح خالص، إنت خاسس جدا (ينظر سامح إلى الأرض أكثر فأكثر)، إنت مابتبصليش ليه يا سامح
سامح: ماهو أنا باصص لحضرتك أهه (دون أن يرفع رأسه)
د.يحيى: إنت فى أول الكلام كنت بتبص وزى الفل، إنت ليه مابتبصليش دلوقتى؟ إيه اللى حصل ؟
سامح: ما أنا بابص لحضرتك
د.يحيى: لأه ، الأول بصيت، وبعدين أول ما جينا لحكاية عاوز اروح أفطر، وسامح رجّعته البيت ييجى ميت مرة، رحت باصص فى الأرض، كمّل الحكاية كده يا سامح، ….بس من غير “ثم عاد إلى البيت”، ماينفعش
سامح: ثم راح إلى المستشفى
د.يحيى: ماشى، إنت بتكتب بسرعة اهه ، وزى الفل اهه
سامح: ثم راح إلى المستشفى هو ووالده الساعة حوالى ستة ونص، أو سبعة إلا ربع
د.يحيى: وبعدين ؟ (يكمل بعد ذلك بالكلام دون الكتابة)
سامح: ثم بعد ذلك راحوا إلى القصر العينى لمعالجة سامح من المرض المصاب بيه
د.يحيى: اللى هو إيه بقى ؟
سامح: اللى هو إنى أنا بقعد لوحدى كتير، وماباتعشاش مع أهلى، ماكنتش باكل مع أهلى، وإن أهلى بيندهوا عليا كتير وماباردش عليهم
د.يحيى: يا سامح يابنى أنا متشكر جداً
سامح: على إيه يادكتور
د.يحيى: إنك كنت جعان وعاوز تفطر ومع ذلك كمـّلت معايا أهه
سامح: حاضر يادكتور، أنا باعرف أكتب وأقرا يادكتور وكل حاجه، وباعرف أقرا قرآن أكتر حاجه، وباحب أسمع الراديو
د.يحيى: كلمنى وإنت باصصلى علشان نحترم بعض، مايمكن نحب بعض يا أخى .
سامح: علشان أنا كنت باسمع الراديو وكنت باقرا قرآن، وباعرف اكتب وكل حاجه والحمد لله
د.يحيى: عارف يا سامح يعنى إيه “احترام” ؟؟
سامح: آه
د.يحيى: أنا قلت لك كلمنى علشان نحترم بعض، ويمكن نحب بعض وهما الاثنين عندى زى بعض، الحب والاحترام، ما فيش واحد من غير التانى، إيه رأيك ؟
سامح: حاضر يادكتور
د.يحيى: الله يحضرلك الخير، يعنى إيه بقى اللى انا باقوله ده، يعنى إيه نحترم بعض
سامح: يعنى أنا أحترم حضرتك علشان حضرتك أكبر منى
د.يحيى: طيب وهو أنا حاحترمك ازاى مع إنك أصغر منى؟ ينفع؟
سامح: لأه
د.يحيى: أنا كنت متوقع إنك حاتربط الإحترام بالسن ويمكن بالمركز
سامح: آه بالمركز
د.يحيى: وانت صغير وماعندكش مركز ، يبقى ما احترمكشى بقى ولا إيه ؟
سامح: آه
د.يحيى: آه ازاى؟ ازاى مااحترمكشى، وليه ؟
سامح: لأه ، طبعا ما تحترمنيش
د.يحيى: يعنى أستنَّـى كام عشر سنين كده لما تبقى تكبر ويبقى عندك مركز عشان احترمك
سامح: ماهو أنا حاخد الدبلومة
د.يحيى: من غير ما تاخذ الدبلومه، ماتبقاش محترم
سامح: آه من غير ما آخذ الدبلومه مابقاش محترم
د.يحيى: ما ينفعشى، دا مجرد إن ربنا خلقك تبقى محترم ؟
سامح: ما هو أنا لو اسيب الدبلوم واشتغل، … بس الجيش حايطبّ عليا
(يضع يده على رأسه قرب عينيه وهو مطأطئ، وكأنه يخفى بها عينيه)
د.يحيى: ..هوه انت حاتط لى إيدك على راسك ليه؟ هو فيه شمس؟ كنا بنقول: ماينفعش أحترمك من غير دبلومة
سامح: مافيه ناس بتشتغل و بتبقى فى الشارع…
د.يحيى: رد علىّ الأول، هوه ما ينفعش أحترمك علشان ربنا خلقك زى ما خلقنى؟
سامح: لأه ينفع
د.يحيى: طيب نبتدى كده وبعدين تـُفرج، ربنا خلقك وخلقنى، وانت ليك حق ما دام اتخلقنا، وانا لى حق زيك، نبتدى كده، وبعدين نشوف
سامح: إنت حضرتك ليك حق تاخذه منى، إنما أنا مالياش حق عند حد أكبر منى
د.يحيى: إزاى ده بقى ؟! دا الصغيـّر هو اللى ليه حق عند الكبير إن الكبير ياخد باله منه، إزاى مالكش حق يابنى؟
سامح: ما هو كده بقى وخلاص
د.يحيى: كده وخلاص إزاى؟ الناس تكبر إزاى وتتربى إزاى؟
سامح: طيب بعد إذنك يادكتور علشان حاروح أكمل فطار
د.يحيى: ماتجيبه هنا
سامح: لأه
د.يحيى: لأه ليه؟
سامح: علشان أنا قاعد محروج
د.يحيى: قاعد محروج !! آه ، قول كده بقى، أول ما بيزيد الحرج، هُـبْ: تقول عاوز أفطر، يا واد أنا فاقسك، إنت عاوز تقعد معايا، بس محروج، مش كده؟
سامح: أيوه أنا عاوز أقعد مع حضرتك
د.يحيى: ما أنا عارف، فا بتقول عاوز افطر وتتحجج بأى حجه كده
سامح: صح
د.يحيى: صح ؟ والله لو قاصدها تبقى جميل
سامح: ده سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
د.يحيى: عليه الصلاة والسلام ، سيدنا محمد ماله؟
سامح: لأه ده هو اللى فيه الصفات دية
د.يحيى: صفات إيه اللى قلناها ديه فى سيدنا محمد، عليه الصلاة والسلام
سامح: هو اللى جميل شوية
د.يحيى: إن هو جميل شوية، دا جميل كتير، بس انت جميل برضة
سامح: لأه لأه، مش حابقى أحسن من حضرتك
د.يحيى: وهو أنا جميل
سامح: آه
د.يحيى: طيب متشكرين يارب يخليك، ( ينظر سامح فى الأرض، وينحنى أكثر) لأه ماتغطسشى تانى الله يخليك، إحنا ماصدقنا بصينا لبعضينا، أعزم عليك عزومة بس صعبة يا سامح؟
سامح: علىّ انا ؟!!
د.يحيى: حاعزم عليك إنك تخف
سامح: ماشى
د.يحيى: باقول لك صعبة
سامح: صعبة إنى أنا أخف ؟؟
د.يحيى: آه طبعاً ، تخف يعنى حاتلاقى نفسك يا بتروح المدرسة علشان الجيش يبقى سنتين بس، يابتروح تشتغل، وانت لاعاوز ده ولا ده، إنت عاوز ترضع وتقعد فى البيت، ومع ذلك لا بترضع ولا بتاكل، ولا بتتنيل، أنا عاوز أعزم عليك إن المرض ده مانـْـفـِعْـشِى، فياللا تشوف حاجة تنفع مع الدكتورة الحلوة دى، هى حلوة ولا مش حلوة.
سامح: الله أعلم
د.يحيى: ماهى قدامك اهه، اللهم ماصلى على النبى، الدكتورة أمورة، قول ورايا:
سامح: آه الدكتورة أمورة
د.يحيى: وهو انا الدكتورة، بتبص لى ليه وانت بتقولها، ما تبص لها يا أخى، البنية قاعده معاك ساعتين ثلاثة، وأول ما قدمت الحالة النهاردة قالت إنها بتحبك، وعايزاك تخف، واهى قاعدة معانا أهه.
سامح: ما هى الدكتورة أمورة
د.يحيى: الدكتورة مين
سامح: الدكتورة داليا
د.يحيى: مالها
سامح: الدكتورة داليا أمورة
د.يحيى: إنت شفتها أمورة وانت باصص فى الأرض، هى صورتها مرسومة على الأرض؟
سامح: ما هو أنا مش حابصـّلها
د.يحيى: ليه
سامح: ما انا مش حابص لأى حد
د.يحيى: ليه ما انت باصص لى أهه زى الفل
سامح: ما انا باصص لحضرتك علشان
د.يحيى: آه، علشان إيه
سامح: علشان أنا عاوز أخلـّص على طول
د.يحيى: لأ يا شيخ، مش باين!! ده إنت عاوز تقعد معايا
سامح: علشان أروح أكمل فطار
د.يحيى: تانى !! الفطار، ؟
سامح: طيب أنا محروج
د.يحيى: خلى بالك تالت مرة حكاية الفطار يطلع معاها على طول ” أنا محروج”، أنا عارف، والله عندك حق، والله والله عندك حق، ده الى جاى حايحرجك أكتر، بس من حقك تجاوب أو ماتجاوبش، أنا بقولها لك بصراحة اهه، إللى مش عايز تجاوب عليه ماتجاوبشى.
سامح: ماشى، حاضر
د.يحيى: …بصراحة يابنى الدكتورة داليا قالت لنا شوية حاجات كده صعبان عليّا منهم، صعبان علىّ اللى ولاد الكلب دول عملوه فيك، بقلة الأدب ديه، صعبان علىّ بجد
سامح: آه..، آه…
د.يحيى: عاوز اقف معاك يا أخى، من دلوقتى، إنت ما تقدرشى تمسح كل د ه لوحدك
سامح: أيوه صح بس هما فيه ناس شغاله فى المدرسه دلوقتى اللى هما مش عاوزين حد ينفع، مش عاوزين أى حد ينفع إلا هما، فتقريباً واحد فى المدرسة ديه دلوقتى، والتانى آه فى المدرسة برضه، بس فى الإجازة هما بيقعدوا يلفوا وكده
د.يحيى: مين هما
سامح: ده فلان الفلانى، وفلان (ذكر اسمين)
د.يحيى: لأه ماتقوليش أسامى هما دول اللى قـلوا أدبهم عليك
سامح: آه
د.يحيى: اللى صوّروك
سامح: آه
د.يحيى: طيب حانعمل إية فيهم دلوقتى
سامح: دى حكايه من زمان، دى حكايه حضرتك بقالها كام سنة، وأنا فى ثالثة إعدادى
د.يحيى: استمرت لحد إمتى
سامح: ده فى أيام الامتحانات
د.يحيى: لحد إمتى، يعنى إستمرت لحد إمتى، يعنى قعدت قد إية ؟
سامح: إستمرت 36 مرة
د.يحيى: يابنى هوّا إنت بتعد الصور ولا السنين، الصور صحيح 36 إنما هى الحكاية كلها استمرت أد إيه
سامح: ما هى 36
د.يحيى: هما 36 صورة، مش 36 مرة
سامح: ما هو قال لى أنا حاقطع صورك، هو قالى آدى ألبوم اهه 36 صورة، هو قالى كده، تيجى النهارده، وحاحرق الصورة ديه، ويحرقها، وتانى يوم يقول النهارده وبس، وحاحرق الصورة، ويحرق الصورة، لحد ماخلصنا الـ 36، ونوبه حضرتك “فلان الفلانى” حرق صورتين مع بعض
د.يحيى: يا سامح
سامح: نعم
د.يحيى: أنا موجوع من الحكايه دى أوى
سامح: موجوع
د.يحيى: آه
سامح: لأه ألف سلامة
د.يحيى: عارف ليه موجوع، أنا خايف أضايقك أكتر من كده، إنما حاقول لك واللى يحصل يحصل، مايمكن يا سامح عندهم نسخه تانية من الفيلم ده، دول ولاد كلب
سامح: آه صح
د.يحيى: مافكرتش فى الحكاية دى؟
سامح: لأه أنا فكرت فى الحكايه دى قبل كده وأنا فى الحمام باعمل حمام، حسيت إن فيه حاجة كده فى بطنى
د.يحيى: حاجة إيه ؟
سامح: حسيت إن فيه حاجة كده حاتيجى بس مفيش حاجة جت
د.يحيى: حاجة إيه اللى حاتيجى
سامح: حاجه زى ولد مثلاً أو أى حاجة
د.يحيى: ولد إيه منين
سامح: ولد منهم هما الإثنين
د.يحيى: حايجيلك فى الحمام
سامح: هما واحد من الإثنين
د.يحيى: مالهم
سامح: لأه اللى حايجيلى فى الحمام ده وأنا باعمل حمام
د.يحيى: حسيت إن حاجة حاتيجى منين؟ من بطنك؟
سامح: أيوه
د.يحيى: حاتولد يعنى؟
سامح: آه
د.يحيى: هو كان بيحصل الحاجات دى كاملة يابنى ؟
سامح: آه
د.يحيى: كل مرة ؟ كل مرة؟
سامح: آه
د.يحيى: ماكانشى بيوجع
سامح: كان بيوجع ساعات
د.يحيى: كنت عاوزها ساعات ساعات
سامح: لأه
د.يحيى: ساعات ساعات يعنى
سامح: ده غصب عنى
د.يحيى: ساعات ساعات
سامح: ساعات ساعات إيه حضرتك
د.يحيى: كنت عاوز
سامح: ساعات حضرتك آه، كان برضايا الأول قبل مايقولوا الصور فى الكاميرا والكاميرا فيها 36
د.يحيى: باقولك إيه
سامح: نعم
د.يحيى: عاوزين نربط الكلام اللى احنا بنقوله ده بالإحترام، هوا انا أقدر أحترمك، حتى لو كنت ساعات كنت عاوز غصبن عنك يعنى ؟
سامح: آه
د.يحيى: يا ريت يابنى ده يوصل لك بصحيح، ما هو ما إذا كنت باحاول اقبلك أو أصاحبك، لازم اعمل كده وانا عارف كل ده، ومع ذلك أدينى باحاول اهه يا بنى قدامك إننا نتصاحب، أنا باحترمك وموجوع معاك، مش مسألة صعبانية، أنا شخصيا مش فاهم إزاى باتكلم بالشكل ده، حتى بصراحة وانا باتكلم باحاول اصدق نفسى، وعايزك تصدقنى، إنت مصدقنى؟
سامح: لأه
د.يحيى: طيب ماشى، أنا مصدق إنك مش مصدقنى، إنما اللى حصل إن وصلنى إنك محترم أعمل فى ده إيه ؟
سامح: لأه أنا مصدق حضرتك
د.يحيى: مصدقنى إن إيه
سامح: إن حضرتك محترمنى
د.يحيى: حتى لو انت كنت عاوز اللى حصل، برضه باحترمك، واللى عاجبه، (يغطس بوجهه إلى الأرض أكثر) دقيقة واحده الله يخليك، والنبى يا سامح الله يخليك ما تبعدش، دقيقة واحدة علشان تصدق يمكن إذا ما صدقتشى كلامى، تصدق وشى
سامح: آه صح، حتى حصل..
د.يحيى: خلاص اللى حصل حصل، إنت محترم وخلاص، محترم غصبن عنك، إيه رأيك؟
سامح: آه
د.يحيى: خلى بالك ، الحكاية مش صعبانية
سامح: يعنى الحكاية انتهت من زمان ؟
د.يحيى: لأ ما انتهتش ولا حاجه، الحكاية لسه جواك، منيله بستين نيله زى الخراج المدود
سامح: وانا ؟
د.يحيى: إنت موجوع ؟
سامح: جوايه فى بطنى؟
د.يحيى: لأ أنا مش باتكلم على اللى بطنك، ده حا نرجع له بعدين، أنا ما بتكلمشى عن الولد اللى خفت لينزل وانت بتحزق.
سامح: ليه ؟ هو أنا فيـّا ولد؟
د.يحيى: مش أنت اللى بتقول؟ ما دام قلت يبقى نصدق، ونركنها على جنب لحد ما نعرف أصلها وفصلها.
سامح: حاضر يا دكتور
د.يحيى: يا رب حضَّرك الخير يا ابنى، الخبرة اللى بتوصفها دى مش هزار، إنت حاتألف ليه؟ يبقى لازم نصدقها ونشوف لها حل، جت منين، الإحساس ده يعنى وانت تبحزق، مش من أنهم لما ناموا معاك بقى جواك ولد ، يمكن جت من المخ ولاّ حاجة.
سامح: صح
د.يحيى: حانشوف لها حل سوا، بس انت عمال تقول صح صح، هوا إيه اللى صح ؟
سامح: حانشوف لها حل ؟، ياه
د.يحيى: سوا، باقول سوا، أنا وانت وداليا، قصدى إنت وداليا وانا
سامح: آه حانشوف لها حل سوا
د.يحيى: مش عايزين بقى حكاية محروج وعاوز افطر وبتاع، مش كل ما نقرب تبعد، وتقول عايز افطر.
سامح: باسمع ناس بتقعد تكح كتير
د.يحيى: لأ سيبك من الناس وصوت العربيات دلوقتى، ده كلام كله تكملة للموضوع، المهم الموضوع اللى فى بطنك، قصدى الإحساس ده، ولو احنا حليناه يبقى حاتسمع خبط ليه، وكحة وكلام من ده ؟ لو صحيح لقينا إنه جى من مخك مش من اللى حصل، تبقى الحكاية فى إيدنا، بس مع بعض، أنا ما اعرفش أشتغل لوحدى، عاوزين شلة: إنت وداليا وانا، وأى حد بيعرف وعايز يشوف معانا حل
سامح: حاضر يا دكتور
د.يحيى: يا رب حضّرلك الخير، ( سامح ينحنى أكثر حتى تكاد رأسه تختفى تحت سطح المكتب) لأه يا سامح مش حينفع كل شوية توطى كده، بُصْ لداليا يا أخى
سامح: آه ما أنا عارف الدكتوره داليا
د.يحيى: قول لها أى حاجة من اللى احنا اتفقنا عليه (يلتف د, يحيى للدكتورة داليا) يا بنتى إنت قاعدة هنا وراء الكاميرا، تعالى أقعدى هنا، هاتى كرسيكى جنبى، أهه يا سامح، شوف داليا الأول، كلم داليا وبعدين كلمنى، كلم داليا وبعدين كلمنى، لازم تصدق إن احنا مع بعض
سامح: يعنى أقول لداليا أى حاجة
د.يحيى: أى حاجة زى ما احنا بنتكلم سوا كده
سامح: طب أنا محروج شوية
د.يحيى: طب ما انا عارف إنك محروج، ما هى حاجة تحرج، هوا احنا قلنا لأه، والله حاجة تحرج، الله يسامحك هو فيه حد يقول الكلام ده ومايبقاش محروج، يابنى إنت عايز تحرم نفسك حتى من الحرج.
سامح: يعنى أنا….، حانقعد قعدة لوحدنا كده يعنى
د.يحيى: ليه؟
سامح: علشان أعرف أتكلم
د.يحيى: إنت وداليا ولا إيه؟
سامح: آه أنا والدكتوره داليا علشان أعرف أتكلم بس
د.يحيى: إنت أتكلمت معاها كتير، قلت لها الكلمتين اللى عندك، المسألة مش حانقعد نعيد ونزيد فيها وخلاص، فاضل بقى الصحوبية والاحترام والكلام ده، وعشان مااكذبش عليك ، الحكاية صعبة قوى
سامح: أنا ؟
د.يحيى:لا إنت مش صعب، اللى احنا بنعمله ده هوه اللى صعب صعب
سامح: صعب أوى، صعب أوى أوى ؟
د.يحيى: أوى
سامح: يعنى ممكن مايخلصْشى على طول؟ ياخد وقت؟ طب ياخد وقت يعنى أنا أقعد فى المستشفى كتير؟
د.يحيى: لا لأ مش المسألة المستشفى؟ الصحوبية والاحترام هما اللى صعب، اللى بنقوله ده بياخد وقت على ما نصدقه، وعلى ما نستعملة، وعلى ما نستفيد منه، بياخد وقت يا سامح، (يخفض سامح رأسه أكثر) إرفع رأسك يا ابنى، بص لداليا يا ابنى
سامح: أنا حاقول للدكتورة داليا
د.يحيى: قول لها، بس تبص لها زى ما بتبص لى، ولما تيجى تكلمنى تبصلى، ولما تيجى تكلمها تبص لها، يبقى بتحرك راسك ما بينى وما بينها، ناحية اللى بتكلمه، يبقى ابتدينـا،
سامح: ما انا مش عارف أقول إيه للدكتوره داليا
د.يحيى: أنُكشيه يا دكتوره داليا، زى ما انا بانكشه، هو انا صعب إن أنا أحرّك فيكى الاحترام اللى باحكى عنه ده، مع إنه خلقة ربنا، أصل أخاف أطلبه منك يطلع لى حب ما للى بدأتى بيه، وصعبانية وشفقة وكلام من ده، مش ده اللى سامح محتاجة بصراحة، أنا مش رافض المشاعر دى، بس مش هى الى هيه هنا ودلوقتى، انا كل شويه أشك فى نفسى، واخاف لاكون باكذب وإنى مش قد الكلام ده، عارف يا سامح أنا باحترمك ليه، عشان: أول حاجة خلقة ربنا، وتانى حاجة عشان إنت مكافح.
سامح: أنا مكافح ؟؟!!!
د.يحيى: إنت صحيح خايب فى المدرسة، وخايب فى الشغل
سامح: إمال مكافح في إيه بقى؟
د.يحيى: بصراحة فى إنك عييت، يعنى بعد الإهانات دى واللى حصل، والرغبة، والرعب ، والتهديد، قمت رافضها كلها حتى بالعيا .
سامح: آه
د.يحيى: آه إيه يا شيخ، هوا الحكاية إيه، دانا باقول الكلام ده، زى ما اكون أنا نفسى مش فاهمة قوى، تقوم تقول آه
سامح: يعنى أستمر فى الحكايه اللى أنا فيها دى ؟
د.يحيى: لأه الحكايه الوسخه، لأ، لأ طبعا، ما انت ما اقدرتش تستمر، فيه ناس بيستمروا، وما بيعيوش
سامح: آه
د.يحيى: إنت رحت عيان، فبيتهيأ لى العيا ده هو اللى أنقذك، تبقى مكافح ولا لأه؟ بس الحكاية تبقى صحيح كفاح لو كملنا وعدّينا سوا سوا، إنت مكافح عملت حاجة جوة وبرة، جوة وبرة، قعدت تحارب جامد، وبعدين تعبت اتكسرت، إنما مااستسلمتش، لا للى جوة، ولا للى برة.
سامح: جوه وبره فى الشارع ؟؟؟
د.يحيى: لأ جواك وبراك، قمت موقف كل حاجة بالعيا ، بالنظرات اللى فى الأرض، وبالقعاد فى البيت وبكل حاجة
سامح: أيوه أيوه الكلام ده من حضرتك ، يعنى، وأنا أنشاء الله حاتخلص منه
د.يحيى: يا أخى ما تستعجلشى ، إنت تعبت
سامح: أنا حاخلـّص بقى علشان عاوز انام
د.يحيى: مره عاوز أفطر، ومره عاوز أنام، وكله بيظهر مع الحرج أو المقاومة، أول لما تتحرج يجيلك يا بالنوم يا بالجوع، يا بمرواح البيت، أى حاجه ، بصراحة أنا فاقسك، يالله، بس عندك حق والله
سامح: عندى حق في إيه؟؟
د.يحيى: فى الحرج
سامح: آه أنا عندى حق ؟؟
(يقوم سامح فجأة ، ويهم بالخروج)
د.يحيى: إيه فيه إيه، رايح فين؟ الله !! هوه لعب عيال ولا إيه؟
سامح: ما هو أنا عندى حرج، طب تسمح لى حضرتك؟ إتفضل حضرتك على السرير هناك علشان آخد راحتى في الكلام
د.يحيى: مش أنا قلت لك فى الأول بص للدكاترة، وقلت لك أنا باجى هنا علشان أشوف الحالات الصعبة، وربنا يكرمنا معاها ونساعدها كلنا
سامح: آه، آه، بس دى حاجة جديدة ماحدش يعرفها
د.يحيى: صح
سامح: ياه بس أنا أطلع منها ازاى؟ ده أنا على كده ممكن ماطلعش؟
د.يحيى: لأه، عندك، ما دام ربنا موجود، وعايزنا زى ما خلقنا، يبقى حاتطلع ونص، يبقى لازم حاتطلع مية مية، أصل ربنا ده بيحب الخير، وإننا نرجع زى ما خلقنا
سامح: ربنا يقول للشئ كن فيكون
د.يحيى: بس بيهيأ الأسباب، واحنا أسباب، مش كده ولا إيه؟
سامح: آه بيهيأ الأسباب، يعنى واحد زى حضرتك يكون سبب لشفايا والدكتورة داليا والدكتور عمرو ودكتور أسامه تقريباً وكل الدكاترة الموجودين
د.يحيى: وانت وانت، إنت تكون سبب فى شفاك
سامح: وانا أكون سبب فى شفايا
د.يحيى: بس كده بقينا فرقة، خمسة اهم باسم الله ماشاء الله، رايح فين بقى ما دام ربنا بيحب الخير وبيهيأ الأسباب بقينا خمسة ، مش واحد ولا اتنين، يبقى ما تقدرشى ترقد فى الخط بقى.
سامح: ما اقدرشى ؟
د.يحيى: حمد الله عاالسلامة سمعتنى يا واد يا سامح
سامح: نعم
د.يحيى: سمعتنى
سامح: آه
د.يحيى: بقول لك أيه
سامح: نعم ؟؟
د.يحيى: بقول لك إيه؟
سامح: نعم ؟
د.يحيى: بقول لك إيه، الجملة الأخرانية؟ أنا قلت لك حمد الله على السلامة
سامح: حمد الله على السلامة ؟؟؟ ! الله يسلمك
د.يحيى: بس كده ، حمد الله على السلامه بقى على إيه؟
سامح: على إنى انا جيت القصر ده
د.يحيى: لأ ، لأ، جيت دى خطوه أولى، حمد الله على السلامة على إيه ؟ إمتى يتقال حمد الله على السلامه
سامح: لما واحد يكون لسه جاى من الشغل تعبان أو أى حاجه نقول له حمد الله على السلامه
د.يحيى: ده فى الشغل هو احنا فى الشغل دلوقتى؟ إمتى يقولوا حمد الله على السلامه تانى
سامح: آه لما الواحد يصحى من المرض
د.يحيى: بالظبط، إيه اللى خلانى أقول لك حمد الله على السلامه دلوقتى
سامح: علشان أنا صحيت من المرض؟
د.يحيى: آه
سامح: يعنى أقوم أروّح دلوقتى
د.يحيى: آه
سامح: بس أبقى أروّح مع أبويا
د.يحيى: لأ
سامح: علشان معاه جنيه بس
د.يحيى: لأ كلمة أروّح عندى حاجة تانية، أروّح يعنى تشتغل وتكسب وتكمل وانت مش لوحدك
سامح: آه..، أنا ؟
د.يحيى: إستنى بس، ما احنا معاك زى ما اتفقنا،
سامح: يعنى حاكمل الدراسة وكل حاجة
د.يحيى: مش عارف، يا الدراسة يا الشغل، إحنا وشطارتنا كلنا مع بعضينا، حمد الله على السلامة، وبعدين نرجع للحاجات التانية واحدة واحدة، إذا كان لازم، حمد الله على السلامة.
سامح: الله يسلمك
د.يحيى: بس خلاص شفت رديت المرة دى على طول ازاى
سامح: علشان بعد كده أبقى عارفها
د.يحيى: تبقى عارف إيه
سامح: أبقى عرفت الحكاية وأنا عارفها من زمان
د. يحيى: على الله ، الحمد لله
* * * *
وبعد
كان العنوان لهذه الحلقة الثانية والأخيرة:
المقابلة مع سامح والتعقيب الختامى
لكننى فوجئت أن المقابلة استغرقت 21 صفحة كبيرة، كما أننى لاحظت، سواء فى الحلقة الأولى، أثناء النقاش مع د. داليا، أو فى هذه الحلقة ، أثناء الحوار مع سامح، أن المسألة قد تحتاج وقفات متعددة، وليس فقط تعقيب ختامى، ففضلت – كارها، لكن مضطرا – أن أؤجل التعقيب النهائى إلى نشرة مكمـّلة، أو أن أسبقه حتى بشرح على بعض مقتطفات من الحلقتين ، هذه والسابقة.
أعرف أن المسألة أصبحت مملة، وأن التتبع أصبح صعبا، وأننى أغير رأيى كثيراحتى أزعج كل من ينتظر منى كلاما حاسما نهائيا ، لكن ماذا أفعل، وهذا هوالمنهج الذى اخترته، أو الذى فرضته على هذه النشرات، وتلك التسجيلات الموضحة لفروضى السابقة التى كنت أحسبها فروضا حالمة، ولكن يبدو أنها تثبت أولا بأول أنها فروضا عاملة، ولعلها تكون الشواهد الإكلينيكية التى يمكن أن تدعم التنظير الذى يلح فى إصداره، الإبن الصديق الأستاذ الدكتور جمال التركى وآخرون.
ربما
عذرا
وإلى الأسبوع القادم
تعقيبات وتفسيرات إمراضية Psychopathological
(نشرة أو اثنين)
المقالة التالية | المقالة السابقة |