“يوميا” الإنسان والتطور
4-5-2008
العدد: 247
المقامة الثانية
نبضةُ قلب
تـضـاءل حرفُ الأمانِ القديمِ, تضاءلَ حـتـى اضـمـحلَّ الضياءُ ولكنّ فى جوفِهِ نبضةٌ تأبّـت فآبـت تـعـانـى من السـُّكر حدَّ الإماتة, ماتتْ, فقامتْ, فراحتْ تغازلُ سؤرَ الحطامِ الذى ظلَّ يسرى بليلِ الكلامِ الـذى لـمْ يــُـقلْ.
وحين ارتـوى الحـرفُ- بعد الضياعِ – بماءِ السرابِ: تمدَّدَ خلف المنال إلى أن تخطـَّى البُراقَ ليمضى بلا صاحـبٍ يـرتـدى مِسْحَةَ القتل تحت الحجاب الذى ظل يغشى النعاسَ, فيصحو انتباهً إلى غـسـقِ الوعـىِ حين اسـتـطالْ,
وماطـال إلا الحـفـاةُ العراةُ رعـاء قطيعِ الـذئابِ المشـتـّت أسمالُهـا فى نعيق القــرَبْْ.
تمادى بخطو اليقين ولمـّـا استبانـتْ معابـرُ من جـيدهَـا المشرئِبَِ إلى ما تجاوز حد الأفق.
ولما تبين خيطُ الظـلام وفـاتـتْـهُ سـجـدة سـهـو صـلاةَ المـودّع بـيـن يـديـهِ دليل الهـداة, ولا وقتََ !!, حان الضياع بإذن حديث المآقى الأُخـَــرْ.
وما إنْ تولّى.. تولى .
بربى الذى ليس ربا سواه: اشرأبت عليه السنون ولما انتبه, تمطّى…كأنْ لم ينمْ،.. تولى.
تولّى,
ولما تولى تدلي, دنا فتدنى,
وقوسين حول الكلام المؤجـَّلِ حتى الصباح بلا أصبح الناس ناسا, ولما يحقـــق حلم المنى والأرب.
بدا من على الشاطئ المختفي,
بدا من قبيل المجاز,
بدا فى حديث المساء الطلىّ,
بدا وكأن المراد تحقق لما تمنطق سيف البراق,
وماكان يبغى المرادََ، لأن المراد بدا ليس مثل الـمُنَى والأرَبْ, بدا فتبدد حتى التلاشى فزاد رُواءَا.
ولما تسحّبَ تحت الوسادة قبل المنابتِ جوفِ الجذوع بغيرجذورٍ, نـمَى واستطالَ.. تمادَى.
فقلت له: العفو عند الكرام إذا قــدَرُوا الناسَ حقَّ الحياةِ, وحقَّ المماتِ, وحقَّ الوجودِ العدمْ,
وماردَّ بعدُ التحيةَ أصلاً,
وليست “سلاما” كتلك التى قلتـَـهَا قبل أمسٍ,
ولا مثل “عِمْتَ صباحا”
ولا مثل “أهلا وسهلا”
ولا مثل شئ.
وراحتْ تذوبُ بحد الأفقْ,
وما كنتُـها.
ولكنَّـكَ ارتبتَ فاشتقتَ فاستسلمتْ لحفيفِ النغمْ.
وهمسُ الرموز, تُــباهى,
فتاهت أوائلـــه فى ثنايا المثانى: زوايا الدروب،ِ مقابِضها صَدِئت والمزالجُ زيدت بغير التواءٍٍ جديدْ,
وقبل الظلام ارتدى شاربين فأرخوا اللحَى، دونـما شذبت.
وآهٍٍ لو الناسُ ناسٌ,
لو الله خلقٌ كثيرٌ,
لو الناسُ آلهةٌٌ طيبون,
لو الكلُّ عاش الحقيقةَ مثل زمانٍ يولـّد نبضَ الخلاصِ الذى مثله ليس منه اثنتين!!!
المقطم 9/11/1990