“يوميا” الإنسان والتطور
31-8-2008
العدد: 366
التدريب عن بعد:
الإشراف على العلاج النفسى (16)
“التحول” Conversion المتعدد الأوجه
قبل عرض الحالة:
هذه ثانى حالة تنشر فى هذا الباب من حالات الإشراف على العلاج النفسى فى قصر العينى، وهو الإشراف الأقدم، الذى استمر حتى الآن طوال أكثر من ثلث قرن، لكن للأسف لم يكن هناك أى تسجيل كتابى منتظم، حتى التسجيلات التى كتبها الجيل الأول – أساتذة الآن – ضاعت لأسباب لا أريد ذكرها، (وطبعا لم يكن هناك تسجيل سمعى مرئى كما هو الحال الآن).
كذلك لم توجد من قبل فرصة لعرض ما يجرى على غير المشاركين فيه مباشرة. مثلما نفعل فى هذا الباب فى هذه النشرة.
وبعد نشر بضع حالات من حلقات الإشراف فى مستشفى دار المقطم للصحة النفسية انتبهنا إلى أهمية تنويع الحالات ما بين الإشراف فى دار المقطم، والإشراف فى قصر العينى بهدف عرض وتناول شرائح مختلفة طبقيا، لإمكان استيعاب الفروق الثقافية الفرعية، نتعلم منها نحن بقدر ما تتنامى خبراتنا لخدمة سائر من يحتاجون إليها، إلينا.
نعيد التنبيه أيضا إلى أن عرض الحالة ومناقشتها لا يستغرق أكثر من بضع دقائق، وأن الحوار يتخلله كثير من الألفاظ الإنجليزية (كعادة الأطباء) التى نترجمها فتتغير النوعية قليلا أو كثيرا، لهذا فالحوار ليس حرفيا تماما.
كما أن ثمة إضافات نضيفها حين نرى أنها قد تلزم للتوضيح، ونحن نضيفها بنفس لغة الحوار، ولكن بين قوسين عادة، (للتنبيه على أنها لم تجر أثناء النقاش) وذلك حتى تتضح الفكرة لمن لم يحضر النقاش، ولمن لم يتعود على ما يعرضه المشرف من آرائه وفروضه لنفس المجموعة تحت الإشراف – أو فى لقاءات آخرى – وتدريب آخر.
****
عرض الحالة:
د. عبد الكريم: عندى عيان عنده 21 سنة.، وترتيبه الوسطانى فى اخواته، فوقـه أخت أكبر منه وتحته ولد صغير وهو مسيحى الديانة..، من حوالى ست سنين قابل واحد فى سوبر ماركت كدا وخده، وقعد يكلمه فى الاديان وكدا واقنعه انه يسْلِمْ، وكدا …
د. يحيى: وهو بيتشغل إيه؟
د. عبد الكريم: بيكوى لبس فى مصنع ملابس وبيقبض حوالى 350 فى الشهر… المهم الراجل دا أقنعه انه هو يسلم وكدا .. فأسلم، وبدا يخش الجوامع وكدا
د. يحيى: أسلم فى الأزهر؟
د. عبد الكريم: لا ما أشهرش إسلامه
د. يحيى: أسلم جوه
د. عبد الكريم: آه جوه، وبدا يخش الجوامع ويصلى وكدا، وبعدين المصنع اللى بيشتغل فيه كله مسيحيين .. فلما عرفوا ضربوه وكدا
د. يحيى: عرفوا!!!؟ (مش بتقول أسلم من جوه؟)
د. عبد الكريم: آه عرفوا
د. يحيى: عرفوا إزاى؟
د. عبد الكريم: حكى لواحدة زميلته فى المصنع محجبة وهى قالتلهم
د. يحيى: يبقى مش كلهم مسيحيين.. تبقى تقول أغلبهم مسيحيين
د. عبد الكريم: آه أغلبهم .. فمسكوه ضربوه وكدا، وبعد كدا هو ساب البيت ومشى وسافر بلد فى الأرياف ناحية أسكندرية كدا
د. يحيى: هو عنده كام وعشرين؟ قلت؟
د. عبد الكريم: هو عنده دلوقتى واحد وعشرين .. وقعد هناك مع الفلاحين سنتين، بعد ما حكى لهم قصته أنه كان مسيحى وأسلم
د. يحيى: سنتين من 19 إلى 21
د. عبد الكريم: لا من 17 إلى 19 وبعدين رجع مصر لأمه وكدا..، وهو عايش مع أمه وأخوه الصغير فى البيت .. الأب سايب البيت ومش بيصرف عليهم..، و”العيان” حاليا لما رجع وكدا خدوه برضه أصحابه للقساوسة فغيروا فكره، وبقى تايه ومش عارف يروح لأى دين .. هو بيقول لى مش عارف أبقى مسلم ولا مسيحى.. وعنده مشكلة تانية أنه من وهو صغير بيحب يخش على أمه بالليل، وهى نايمة ويتحرش بيها
د. يحيى: صغير كام سنة يعنى؟ كان سنّـه كام سنة؟
د. عبد الكريم: ماعرفش بدا من أمتى
د. يحيى: يعنى سبعة؟ .. خمسة؟ حداشر؟
د. عبد الكريم: حاجة كدا.. يعنى خمسة كدا
د. يحيى: طب ولما بلغ؟
د. عبد الكريم: نفس الحكاية، قاعد برضه بيتحرش بيها
د. يحيى: يعنى من خمسة لحد تلاتاشر … أربعتاشر
د. عبد الكريم: لا .. لغاية دلوقتى
د. يحيى: لغاية دلوقتى!!!؟.. لغاية دلوقتى يعنى قعد يتحرش بيها مدة أد إيه
د. عبد الكريم: يعنى ييجى خمستاشر سنة
د. يحيى: خمستاشر سنة؟ مش كتير؟
د. عبد الكريم: إللى حصل
د. يحيى: كل تحرشايه تقعد قد إيه؟
د. عبد الكريم: هو بيخش ينام جنبها
د. يحيى: ويقعد يتحرش!!!؟
د. عبد الكريم: آه
د. يحيى: يتحرش ولا يتهرش ؟ أنا مش باقـلـّس، بس الكلمة دى عايزة توضيح لا مؤاخذة.
د. عبد الكريم: لأه..، يتحرش ..
د. يحيى: وهى إيه ؟ أمه يعنى تعمل إيه ؟
د. عبد الكريم: هى ممكن تصحى فى يوم تقوله بلاش الحركات اللى أنت بتعملها دى
د. يحيى: وممكن ماتصحاش
د. عبد الكريم: وممكن ماتصحاش
د. يحيى: طيب وبعدين؟
د. عبد الكريم: وهو كمان بيقول إنه مارس علاقة كاملة مع جدته
د. يحيى: جدته لأمه
د. عبد الكريم: آه
د. يحيى: كان عنده كام سنة ساعاتها
د. عبد الكريم: من أربع سنين..، يعنى كان عنده سبعتاشر سنة
د. يحيى: أيام ما أسلم؟
د. عبد الكريم: مش عارف
د. يحيى: يا أخى إحسبها، ومع ذلك ماشى، كمّل…
د. عبد الكريم: وحاجة كمان… أن هو أنا أول ما شفته فى العيادة كان بيهتم بشكله قوى، وبيتكلم برقة زى البنات، فأنا شكيت انه هو “مِثــْـلى، Homosexual ، بس هوه ما قالـْهاش غير فى خامس جلسة،
د. يحيى: قال إيه؟
د. عبد الكريم: قال أنه كان دايما العيال تاخده ويعملوا معاه كدا غصبن عنه،… كانوا يتهموه بسرقة حاجة، ويجرجروه لمكان مقطوع، ويعملوا معاه، وهو بيقول كان بيروح معاهم عادى، وساعات كان بيحب الحاجات دى، بس هو مبطل بقاله سنة.
د. يحيى: عيال إيه بقى!!،.. وهوا بقاله سنة يادوب مبطل، يعنى وهو عنده عشرين سنة، مش كده؟
د. عبد الكريم: أيوه، بقاله سنة …
د. يحيى: طب مش عيال بقى اللى بياخدوه، كبار بقى شوية
د. عبد الكريم: آه كبار
د. يحيى: أنت قلت عيال
د. عبد الكريم: آه، وكمان هو كان بيقول أنه بيخش على الانترنت ويصاحب بنات من النت وينزل يقابلهم .. يعنى هو بيقول غاوى يخش فى قصص حب، على النت ويقابل البنات بس عمره ما اشتهاهم جنسيا.. بيقول أن الشهوة للجنس الآخر بتيجى ناحية أمه بس
د. يحيى: أنت بتشوفه بقالك أد ايه؟
د. عبد الكريم: قعدنا مع بعض حوالى أربعتاشر مرة
د. يحيى: طب كويس..، يعنى حوالى تلات شهور، السؤال بقى، إوعى تكون نسيت إن ده إشراف
د. عبد الكريم: السؤال..!!!؟
د. يحيى: آه طبعا، هو أنت بتحكى حكاية؟ ولا عندك سؤال؟
د. عبد الكريم: ما هى الحالة كلها سؤال .. أنا مش عارف حاعمل معاه إيه .
د. يحيى: يا ابن الحلال، مش هوه بيجى فى ميعاده؟
د. عبد الكريم: آه
د. يحيى: وبيمشى فى معاده؟
د. عبد الكريم: آه
د. يحيى: وأنت بتتكلم أقل ما هوه بيتكلم؟
د. عبد الكريم: آه
د. يحيى: يبقى ده هو العلاج، بس لازم فيه حاجة عندك محددة شوية هية إللى خلتك تحكى كل ده، …دوّر على أسئلة محددة يا ابنى .. لازم تعرف إنت حكيت ليه، أنا عاذرك، الحالة فعلا شديدة، صعبة …
د. عبد الكريم: أنا مش عارف اتعامل معاه إزاى ….
د. يحيى: ما أنت بتتعامل، المسألة داخلة فى بعضها صحيح، لكن إنت بتتعامل، وبتتعامل كويس، وهوّا بييجى، هى حالة تحير بصراحة، نشتغل فى إيه ولا إيه !؟ فى حكايته مع جدته؟…، ولاّ مع الشذوذ والعيال اللى بيروح معاهم؟ ولاّ مع النت؟، ولاّ مع الشاتchat ؟ ولاّ مع الدين؟، ولا مع الأم؟ ولاّ مع المجتمع إللى حواليه؟..(المجتمَعين) لكن قل لى: مش هو رجع نفس الشغل؟
د. عبد الكريم: آه فى نفس الشغلانة
د. يحيى: اللى هما ضربوه فيها
د. عبد الكريم: آه
د. يحيى: وقال لهم بقى إنه مسيحى ولا مسلم
د. عبد الكريم: ما أعرفش
د. يحيى: بقى ده اسمه كلام!!؟ (ما تعرفشى؟) رجع إمتى؟
د. عبد الكريم: رجع من سنتين وهو عنده 19 سنة
د. يحيى: يعنى أنت دلوقتى حكيت لنا تاريخه، مش ملاحظ إنك ما حكيتشى لنا أى حاجة عن الأربعتاشر مرة إللى قعدت معاه فيها بانتظام، حصل إيه فى الأربعتاشر مرة دول؟ مش ده بقى العلاج؟
د. عبد الكريم: قصد حضرتك إللى حصل معايا؟
د. يحيى: آمال معايا؟
د. عبد الكريم: لما عرفت موضوع أمه..ما رفضتوش خالص.. وهو قعد يقول لى.. لو قلت لك انت كده هتحتقرنى.. بس قال لى، وانا لقيت نفسى ما رفضتوش خالص، واديته قرصين ستلاسيل بالليل، فالقصة هديت
د. يحيى: برافو عليك، يارب تكون قلة الرفض دى من جوّه (بس خلى بالك إنت عملت عاملة كويسة، إنك بحسك الإكلينيكى، ما خدتش الحكاية حكاوى وأحكام أخلاقية وبس، كونك إديته دوا يقلل نشاط المخ القديم فى ظروف زى دى، معنى كده إنك لقطّ حركية بيولوجية عايزة يعاد تنظيمها، الله يفتح عليك، آدى وظيفة الدوا فى الوقت المناسب، وأديك شفت النتيجة) لكن، بتقول: القصة هديت، يعنى ما انتهتشى، أنهى قصة فيهم قصدك إللى ما انتهيتشى
د. عبد الكريم: قصة أمه
د. يحيى: يعنى هو لما جالك 14 مرة.. يعنى تلات شهور.. كان لسه بيعملها مع أمه
د. عبد الكريم: آه كان لسه، ما انا قلت إنه بيعملها لحد دلوقتى..
د. يحيى: يا ابنى الحكاية دى فى سن سبعة أو سن خمسة غيرها فى سن عشرين أو واحد وعشرين…..
د. عبد الكريم: بس هو بيقول إنه مجرد تحرش، يعنى ما فيش علاقة جنسية كاملة خالص
د. يحيى: يا ابنى مش بيقعد يحتك فيها وهى نايمة من ورا أو من قدام ويمسك صدرها،….
د. عبد الكريم: آه..
د. يحيى: لمدة قد أيه؟ يعنى ثانيتين وتروح متقلبة وشاخطة فيه؟ ولا تروح فى النوم أكتر يقعد دقيقة أو عشر دقايق؟.. با ابنى الكلام ده مهم، “مهم للفهم..والعلم”، مش بس للعلاج، إحنا عايزين نعرف هل الأم دى مشاركة ولا لأ؟ قابلة ولا لأ؟، إنت عارف حكايتى مع عقدة أوديب دى، أظن أنا اتكلمت فيها عدة مرات ـ هنا، وغير هنا ـ أنا وصلت لشوية فروض تفسر الحكاية دى غير اللى قاله فرويد، (..من ضمنهم إن النداء بيبدأ بالأم .. الأم غالبا هى اللى بترسل الرسالة الأولى، غالبا من اللاشعور، ومش ضرورى تكون جنسية فى البداية، وبعدين يمكن يوصل لها أو لابنها الاستدعاء ده شعوريا، واحد من الفروض إللى انا حطيتها، وانا واخدها من كلام أمهات بحق وحقيق، مش ضرورى مريضات، وساعات مريضات، بس من أمهات المرضى أكتر بصراحة، بقول لك المسألة ما بتبقاش جنس كده حاف ومن الأول، بيبقى زى نداء، حاجة كده زى رغبة فى استرجاع الإبن للرحم، وبعدين بيتقلب جنس لأن هى دى اللغة المتاحة للاقتراب جامد حتى الاسترجاع)، كلام صعب شوية عايز شرح طويل، ومش هوه بس اللى خطر لى، المهم إنى لما كنت باسألك الأسئلة دى كلها عن تفاصيل ومدة التحرش اللى بتقول عليه، ماكنتش باتهم الأم، لأن عندى فروض أخرى كتير مش ضرورى تكون الحكاية بالضبط كده فى كل الحالات، سواء الحالات كانت سليمة أو مريضة.
(معظم الفروض اللى انا وصلت لها، ولسه ما رجحتش ولا واحد منها بتستبعد شويتن حكاية التنافس مع الأب، مع إنى فى منطقة تانية، ما باستبعدشى قتل الأب ولا عقدة الخصاء ولا الكلام ده، البنى آدم شايل تاريخ طويل مهبب ورائع جواه، والمسألة عايزة صبر وتنوع فى الرؤى)،
…… تقوم انت تيجى فى حالة علاج نفسى، مكثفة بالشكل ده ، وما تاخدشى تفصيلات كافية حول المنطقة دى، تضيع عليك حاجة مهمة اللى بنسميها العوامل المستديمة ولا المستدامة (الـ(perpetuating factors .يعنى العوامل اللى بتخلى الحدث العابر، أو العرَض المؤقت، يستمر ويستمر ويترسخ، لحد ما يبقى نوع من السمة فى الشخصية، أو يبقى مزمن والسلام، (أصل لما يكون السلوك أو العرض بيأدى وظيفة، ويحقق استكفاء بأى شكل، مش بس للمريض، لأ لحد قريب منه مشترك معاه فى الإمراضية، بتبقى الحكاية محتاجة إننا نقطع الحلقة دى، عشان المستفيد من العرض – مرضيا طبعا – يوقـّف تغذيته وتدعيمه وحرصه على استمرارية المرض)
الحكاية دى مش ثانوية خصوصا فى الحالة بتاعتك دى: إحنا هنا قدام أزمة “تحول“، إنتو ما بتسمعوش كلمة تحول دى يمكن إلا فى الهستيريا، لما الصراع والقلق اللى ناتج عنهم يتحلّ بأنه يتحول لعرض عضوى نسميه هستيريا تحولية، (Conversion Hysteria)، بصراحة أنا.. لما رحت فرنسا كنت باقضى وقت كتير فى المكتبة، وكان شاغلنى موضوع عن الهستيريا دى، فرحت أدور على كلمة “تحول”، ((conversion فإذا بالتراث كله، كله بيتكلم عن“التحول” فى الدين مش فى الهستيريا، فقعدت أقرا أقرا بقى لقيت كلام مهم، ودلالات متنوعة للتحول من دين لدين، ومن ملة لملة،… فعملية التحول فى الدين دى عملية شديدة الأهمية فى تاريخ البنى آدمين، وفى تاريخ العلاج النفسى والإمراضية (السيكوباثولوجى) برضه.
فى الحالة دى ممكن تكون هذه العملية، قصدى عملية التحول، هى الرابطة ما بين كل المظاهر اللى تبان ما لهاش علاقة ببعضها، فنكتشف إن المسألة مش مجرد تغيير دين، أو شذوذ جنسى، أو ميول محارمية، يمكن نكتشف إن المسألة هى إن العيان ده بدال ما يكبر بالطول، انقلبت الحكاية إلى حالة “تحول مستمر”، (فى المحل، زى محلك سر، حاجة كده حلت محل النمو، اللى بصحيح)، العيان ده ما اتحددتشى معالمه بعملية نمو سليمة (ما اتبلورشى: إشى جوه، وإشى بره، عشان يبقى له معالم خاصة محددة مستقرة فى وقت بذاته، وبقية تركيباته تبقى كامنة أو مكبوتة، لحد ما يعوزها يكتمل بيها فى أزمات النمو إن كان جدع، أو يقعـد كاتم على نـَفَسْها، أو تطلع بالتبادل فى الحلم أو أى حاجة).
نبتدى هنا فى الحالة دى بالموضوع الجنسى، مع إن العيان جىء يشتكى من الحيرة فى موضوع تغير الدين، بس علاقته بأمه بدأت من بدرى قوى، وأبوه غايب عن البيت، “فاكر؟” وبرضه نفتكر علاقته الأغرب بجدته، على حد قوله (ولو أنى مش مصدق قوى، فيه احتمال ولو بسيط يكون فانتازى) هوا بيقول إنه عمل علاقة حنسية كاملة معاها، وهى أم برضه، بس يجوز اللاشعور لعب لعبة كده من وراه، واعتبرها مش أمه)، المهم أبتدا الكلام ده بدرى، ومن مدة إنت مش قادر تحددها، ماشى، وقلنا ازاى أمه يمكن تكون مشتركة فى اللعبة، سواء شعورى أو تحت الشعورى أو لا شعورى، مالناش دعوة، آهى مشتركة وخلاص.
(الحكاية هنا تتفهم أكتر لما نبعد شوية عن اللغة الجنسية، بمعنى إننا نفهم ابتداء حكاية الاحتياج، وطريقة إرواؤه، لأنه لو هو روى الاحتياج ده من أمه، بالشكل ده، سواء عينات أو أكتر، واخد شكل جنسى، وهى وافقت على كده، وتثبـّتَ الحال، حاتلاقى حصل إعاقة فى عملية النمو، يعنى ما حصلشى استقطاب طبيعى بين ذاته وبين أمه جواه وبعدين براه، أو العكس، وأظن الحكاية دى امتدت فما حصلشى برضه استقطاب كفاية بين دينه والدين النقيض الغالب اجتماعيا، وبرضه ما حصلشى استقطاب كافى بين ذكورته إيجابيا وبين أنوثته الكامنة، من هنا يمكن نفهم احتمال إن التحول من دين إلى دين هو نوع من إعلان هذا التذبذب فى حركية النمو، وبرضه نفهم إن ممارسة الجنس مع الذكور ماشية مع كده، ثم احتكار الأم لاشتهائه الإناث دون بقية الحريم والبنات، يبين لك – هذا التوقف الاستقطابى الناقص فى معظم المناطق – تيجى بقى للحاجة اللى على الوش إللى هوه جى يشتكى منها، (حكاية الدين):
..هو بيقول لك “..أنا مش عارف أبقى مسلم ولا مسيحى”، حاتلاقى نفسك بقى تحدد هدفك فى التعاقد العلاجى فى النقطة دى زى ما كنت باقول لزميلتك فى الحالة إللى فاتت، إنها لازم تحدد أهداف متوسطة (فى التعاقد العلاجى، طبعا إحنا ما بنكتبشى كوتنراتو ونسجله، إنما الأهداف المتوسطة بتنط لنا أول بأول وهى ساعات إللى بتحدد المسيرة، هو بيقولك أنا مش عارف أبقى مسلم ولا مسيحى، ده بيرن جواك غصبن عنك،.. تبص تلاقيك من غير ما تدرى اتخذت هدف سرى، إنت نفسك ما تعرفوش، يبقى الهدف إيه؟ إنه يبقى مسلم ولا يبقى مسيحى..، ولا الهدف إنه يبطل تحرش بأمه، ولا الهدف إنه يقدر يعمل علاقة جيدة واقعية غير علاقات النت ومش عارف إيه؟ ولا الهدف إنه يبطل ممارسات مثلية، حاتقولى إنها كلها أهداف مهمة، حاقولك طيب أنهو قبل أنهو؟؟؟
…غالبا حاتلاقى الرد إنك ما تعرفشى، ولا انا طبعا، ممكن تستعبط تقول هو حر هوا اللى يحدد الأولويات، حاقولك لا يا شيخ!!!؟؟، دا كلام بعض الخواجات إللى بيشتغلوا مع مستوى واحد من الحرية، ثم إنت من غير ما تعرف بتحدد أهدافك وأولوياتها، أظن هنا فى مصر، لازم تحاول تحدد موقفك أنت من حكاية التحول من دين لدين، أعتقد إن ده حاينط فى “لا وعيك” أكتر من الهدف الأخلاقى إنه يبطل تحرش بأمه، وأكتر برضه من حكاية الشذوذ، إحنا بنتجنب مواجهة الحكاية دى عادة لأنها صعب علينا أحنا، لكن ما نقدرشى نمنع تأثيرها لمجرد تصور إننا فعلا نتجنبها)
هل سألت نفسك إنت إيه إحساسك يا بطل لما المسلمين يزيدوا واحد؟ حاتفرح؟ ولا لأ؟
د. عبد الكريم: لأ
د. يحيى: طيب.. ولما ينقصوا واحد..حاحتزعل، ولا لأ؟
د. عبد الكريم: لأ
د. يحيى: لأ يا شيخ ؟
د. عبد الكريم: أنا متأكد
د. يحيى: أنا أظن إنك مش متأكد، قصدى مش قوى يعنى، ويمكن تقول لنفسك، هما يعنى المسلمين دول مسلمين بحق وحقيق؟ وكلام من ده
د. عبد الكريم: يعنى
د. يحيى: مهما كانت الصعوبة، لازم تدور على الأسئلة دى جواك وأنت بتشتغل، مش تقعد تحزق يعنى، لأ، تحط احتمالات عشان تظبط نفسك وأنت بتحوّد
د. عبد الكريم: أحوّد فين؟
د. يحيى: بصراحة إنت يعنى عملت حاجة جيدة جدا.. أنك أنت وانت قدام حالة شديدة اللخبطة كده، ولها أكتر من قضية جوه وبره، قدرت إنك تحافظ على علاقتك بيه، وإنك تخليه ييجى بانتظام شديد أربعتاشر مرة.. بتقول ماغابش ولا مرة
د. عبد الكريم: لا ماغابش
د. يحيى: (لازم كان فيه جواك سماح حقيقى) أهو هوا ده العلاج النفسى، …إنك تقعد مع بنى آدم مش عارف أنت بتعمل إيه معاه، ولا عندك إجابات حاسمة فى أى اتجاه، (وعمال تشتغل مع نفسك، ومعاه، ولا بتجاوبه إجابة محددة تريّحه، ولا بترفضه فى نفس الوقت) ومع ذلك يفضل ييجى، زى ما يكون فيه عقد خفى.. ورا كل الحاجات دى، مش معنى كده إن الانتظام فى العلاج هو غاية المراد، (لكن فى معظم الحالات هو فرصة للتوجه نحو غاية المراد، مع إننا عمرنا ما نحدد غاية المراد، لأنها عملية مفتوحة النهاية، صحيح نقدر نحدد علامات على الطريق، وأهداف متوسطة، إنما غاية المراد ده بصراحة هوه نتيجة مش غاية، تصور!! المراد هو إن الدنيا تتحرك فى الاتجاه السليم وبس).
(.. فيه احتمال يكون المريض منتظم فى العلاج لأسباب سلبية، ده احتمال وارد، فى رأيى بنسبة مش أقل من عشرين أو خمسة وعشرين فى المية.. إنما كمل يابنى واصبر، وبص لنفسك، وبعدين له، وبعدين لنفسك، على طول، واطمئن باستمرار إنه بيروح شغله يوميا، حتى مع الناس إللى ضربوه دول، إياك يبطل)،
وكل ما تتزنق، أديك بترجع لنا مرة تانية وتالتة ورابعة ونقول ونعيد، ونغير أولوية الأهداف حسب الحالة، ولما بنخلص من هدف متوسط .. نشوف التانى، وهكذا، إحنا ورانا إيه؟… (مش كده برضه؟)
د. عبد الكريم: كده