نقلة مع مولانا النفرى: من: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم: 5)
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 29-3-2022
السنة الخامسة عشر
العدد: 5323
نقلة مع مولانا النفرى:
من: كتاب المخاطبات
مقتطف من: (المخاطبة رقم: 5):
قال لى:
يا عبد، إن لم تؤثرنى على كل مجهول ومعلوم:
فكيف تنتسب إلى عبوديتى
فقلت لمولانا:
طبعا طبعا، ولكن!!
وهل هناك احتمال آخر؟
أؤثره عن كل معلوم، هذا وارد، بل هذا واجب: فلا أحد ولا شئ يتطاول لقدره
أما أن أؤثره على كل مجهول فهذا ليس في مقدورى غالبا لأننى لا أعرف ما أجهل، لكنه أمر جائز بالقياس،
أما بهذا الحسم والجزم فإنى أخشى التقريب،
المجهول يا مولانا محيط لا أعرف أبعاده، لا أصله ولا منتهاه، فوجب دوام السعي إليه.
المجهول عندى يا مولانا أكبر كثيرا من المعلوم، لكننى أعترف به وأحترمه.
وارد طبعا أن أؤثره عن كل شئ،
هذا غاية التكريم وهو هو نبض التوحيد،
أؤثره عن كل آخر، وكل حى نابض، وكل جماد جامد
لا إله إلا هو، ولم يكن له كفوا أحد
لكننى خفت أن أضيع في التعميم الغامض
أؤمن به، وبالغيب، وبالمطلق، واللامحدود
أنا يا مولانا حين أعيش عمق توحيده أوثره عن كل موجود ومعلوم،
ثم عن كل مجهول وحاضر غائب
هكذا أنتسب بالتوحيد المطلق إلى عبوديته
” لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ”
2022-03-29
كبف أؤثر مالاأعرف على ماأعرف ..لست أطلب منك جوابا بل كان هذا التساؤل الذي ورد في ذهني ..وورد بعدها ( فإن لم تكن تراه فهو يراك)…
هل أوثره لانه يعرفني ولا اعرفه ..طمعا في معرفته …
كل شىء جايْز
بحور المعرفة ليس لها حدود
طبت مولانا الحكيم و طابت أمانة تقواك التى تنبض فى عبارتك ” لكنني خفت أن أضيع فى التعميم الغامض ”
من تحمل مسؤولية كيف يؤثره على كل معلوم خشي منها فى المجهول فالمحك حين يصير المجهول معلوم
عايزة أقول إنه ربما يظن من ظن غرورا إنه اذا كان قد استطاع أن يؤثره فى المعلوم فايثاره فى المجهول أيسر و لكن كما قلت حضرتك رغم كونه جائز بالقياس إلا أنه يجب خشية التقريب بهذا الحسم و الجزم و ذلك اعترافا بالمجهول و احتراما له و أسمح لي أن أضيف أيضا احتراما لقدرة استيعابي التى لا أعرف مقدما كيف لها أن تحتويه ……
عايزة أقول لحضرتك حاجة ربنا مطلع عليها أنا لما بقرأ الآن الآية ” و ألقى فى الأرض رواسي أن تميد بكم ” يقع فى قلبي أن حضرتك يا معلمنا الحكيم من تلك الرواسي ربنا يبارك وجودك و يديم نفعك …..آمين
آخر تعقيبك يا سحر أفحمنى وأخجلنى
بارك الله فيك وفى يقظتك وفى بصيرتك وفى تقواك
أما بالنسبة لبداية تعقيبك فقد ترددت طويلا أن أرد عليه لعلى لم أفهمه جيدا.
ثم صالحنى تعقيبك حين وصلت إلى نهايته
وأريد أن أنتهز الفرصة للتأكيد على ما يصلنى من مولانا النفرى، فيصالحنى على المجهول، وعلى الغيب، وعلى المابعد، وعلى الرحلة المفتوحة النهاية
شكرا
والحمدلله