حزمة من مفاتيح السر “الآخر” (وانتَ وشطارتك!)

“يومياً” الإنسان والتطور

23-12-2007

العدد: 114

حزمة من مفاتيح السر “الآخر“

(وانتَ وشطارتك!)  

اعتذار:

…. حين راجعت يومية أمس وجدتها مجرد مقدمة طويلة، مليئة بالاستطرادات والوعود، دون أن تحدد أى  شىء واقعى بسيط  يمكن أن يُترجم إلى سلوك واعد قابل للممارسة أو على الأقل للاختبار، مع أن عنوانها كان:  المفاتيح البسيطة واختيار الحياة .

• ذكرت ما اصطحبته من كتب معى فى إجازة عيد الأضحى بنية تناول تكملة ما بدأت فى الأسابيع الأخيرة (دون أن أشير إلى محتواها وعلاقتها بما أريد كتابته)
• ثم أشرت إلى التوصية بالحرص على توجّه المنهج العلمى: من واقع الناس إلى نفع الناس، وليس من واقع الكتب إلى مصلحة رأس المال
• ثم عرجت إلى عناصر ما سوف أقدمه
• ثم نبهت إلى علاقة كل هذا بنقد البدعة الجديدة باسم “السر“، دون أن أشير بدرجة كافية ولا إلى مفتاح واحد من المفاتيح التى عثرت عليها شخصيا، بالرغم من أن أيا منها قد أتاح لى ما هو أثمن من المكاسب التى يعد بها “السر”، مع اعترافى أن نظرى فى خلفية هذه البدعة المسماة بالسر هو الذى ذكرنى بكنوزى تلك، ولابد من الاعتراف بفضل ما وصلنى من هذه البدعة برغم كل سذاجتها وسطحيتها، وبرغم أن ما وصلنى من إيجابيات،  قد لا يكون أصلا فى بؤرة اهتمام أصحاب البدعة

هذا ما كان أمس مما يستدعى اعتذارى، وهأنذا أحاول تصحيح بعض ذلك.

لستُ أقل كرما

فى مقدمة كتاب وفيلم “السر” أكد المؤلف أن عظماء العالم قد حققوا ما حققوا لأنهم عرفوا السر، وأنهم لم يقولوه لأحد (إخص عليهم!!!)، وأنه (صاحب سر السر) حين حصل عليه، وبحث عن الذين حصلوا عليه، وجدهم بلا حصر، فقرر بكل كرم، أن يمنحنه لنا بالمجان.

قلت لنفسى هل أنا أقل كرما منه؟  لقد عثرت على مفاتيح كثيرة، لا من عظماء العالم، ولكن من مرضاى، وآلامى، ووحدتى، ومحاولاتى التى لا تتوقف، مفاتيح تساعدنى أحيانا – إذا أنا أحسنت التعامل معها ففتحتْ- تساعدنى أن أعيش بشرا، وهذا مكسب عندى أثمن من كل ما عرضه علينا صاحب “السر“، هى تساعدنى كثيرا، وتتخلى عنى أحيانا، فترددت، لكننى عدت أقول:  أنا لست مقياسا، ولن أكون أقل كرما منه، وسوف أقدم ما تيسر لدى الآن من “أسماء بعض هذه المفاتيح” دون تفصيل، حتى إذا وصلنى قدر كاف من الطلبات من مجموعات من زوار الموقع، فقد ألتزم أن أقدمها (المفاتيح)  واحدا واحدا وبحذر شديد، خشية سوء الاستعمال.

ولكن تعالوا أولا نعيد الاستماع إلى كرم!!! صاحب “السر”  فى بضعة سطور لنتذكر،

قال حفظه الله، وغفر له، وجزاه حسب نيته:

….. لم أكد أصدق عدد الذين كانوا يعلمون  ذلك،  كانوا أعظم شخصيات التاريخ، لماذا لا يعلَمُ ذلك أحدٌ؟  كل ما أردته هو مشاطرة هذا السر مع العالم، بدأت أبحث عن أشخاص أحياء اليوم، ممن يعلم ذلك السر ،  واحداً تلو الآخر، بدأوا يظهرون،  وهذا السر يعطيك كل ما تريد: السعادة والصحة والغنى،  يمكنك الحصول أو فعل أو أن تصير أي شيء تريده: يمكننا أن نحصل على أي شىء نختاره لا يهمني مهما كان كبيرا  ماذا تريد حقا؟    لقد رأيت معجزات كثيرة تحصل في حياة الناس،  معجزات مالية معجزات الشفاء الجسدي، الشفاء النفساني …إلخ

قارنت هذه المكاسب بما فتح الله به علىّ بمفاتيحى المتواضعة، وقررت ألا أقل عنه كرما.

المشترك بين مفاتيحى، وما أذيع من أسرار “السر”

أن ممارسة ما أوصى به صاحب السر،  تشترك مع توصياتى العامة لاستعمال مفاتيحى  فى ضرورة ما يلى:

1. أن تثق فى الأداة والطريقة جدا، حتى لو لم تفتح هذه المرة فهى ستفتح فى مرة قادمة
2. أن تعرف أنك – وليس غيرك – (بشرا آخر أو كوْنا أو قدرا)، أنكصاحب الحق فى المبادأة باستعمالها دون استجداء أو إذن أحد.
3. ألا تتعجل نتائجها فهى ستأتى ستأتى مهما تأخرت.
4. أن تثق فى الحق سبحانه وتعالى (هو يسميه الكوْن، هو حر) وأنه وعدك بالاستجابة، فمن حقك الدعاء واثقا من الاستجابة، بل من حقك أن تقسم عليه حتى لو كنت أشعث أغبر (لو اقسم على الله لأبره)
5. أن تعرف أن علاقتك بالحق سبحانه (الكون كما يسميه) هى علاقة“ذهاب وجيئة، ورضى متبادل، وعشم لا ينقطع (أنا عند حسن ظن عبدى بى، رضى الله عنهم فرضوا عنه) .

وبعـد

ربما تكون هذه  النقط المشتركة هى ما تصورت أنها “من بين الجواهر الكريمة الملقاة بالصدفة داخل كومة القش، إنها:

 حفز المبادأة، و رفض الاستجداء، و يقين الاستجابة، و احتمالات التناغم مع الكون.

نقط الخلاف، وميزات مفاتيحنا

أما  نقط الخلاف فهى بلا حصر، وقد ذكرت بعضها فى يومية أمس وأكرر وأضيف ما يلى، كما أشير إلى بعض ما تتميز به هذه المفاتيح الجديدة:

1)  هذه المفاتيح التى عثرت عليها وأقدمها لكم اليوم لا تفتح خزائن نقود، ولا تعطى قروضا ميسرة، ولا تعد بعربة BMW ولا بالحسناء التى هى، وإنما هى تعد بأن تحقق لك  (تـُريك)  ما هو أنت ونسيتَ أن تكونه

2)  هذه المفاتيح لا تستعمل بالتركيز والتفكير باعتبار أن افكارك هى التى تسير الكون، (كما يقول صاحب السر) لكنها تقوم بتحريك تاريخ الحياة بداخلك لتـُنَشـِّـط كل (أو أغلب) ملكاتك التى حافظتْ على بقاء أجدادك، ولكنها ضمرت عندك

3)    إن السبيل الصحيح إلى الإفادة منها هو استعمال كل أدواتك المعرفية وليس فقط التفكير والتمنى جدا

4)  الثروة الحقيقية التى تحصل عليها من حسن استعمال هذه المفاتيح ليست موجودة فى المستقبل، وإنما هى إعادة اكتشاف ما هو تحت قدميك الآن، ما هو أنت فعلا.

5)  إنها تعطي الفرصة لإحياء ما ضَمُرَ منك من قدرات الحياة وإمكاناتها بعد أن  حسبت أنك استغنيت عنه بما لم يحقق لك ما أنت تستأهله بشرا.

6)    ثم هى تعلمك المعنى الإيجابى لما هو “هنا والآن“ إنسانا يحيا كما خلقه الله!

تحذير

إن هذه الهدية (حزمة المفاتيح)، التى أعلن عنها اضطرارا الآن، لضرورة  مواجهة هذا العبث التجارى والتخديرى (السر)، لا تلغى مسئوليتك عن المشاركة الفعلية الواقعية فى محاربة الظلم (فى كل مكان)، وطرد المستعمر، وإرساء العدل، واحترام من ليس عنده أدنى فرصة لاستعمال أى منها، لظروف انت تعرفها.

أنت لا تكون إنسانا حين تعرف الطريق للوعى بشرف وفرحة وإمكانيات كونك بشرا،  لتتغزل فى قدرتك أنك تحقق إنسانتيك، وإنما أنت تحققها لتكمل “حقل الحياة” البشرية الذى أنت لست إلا وحدة من وحداته [1]

هذه المفاتيح تنبهك وأنت تستعملها لتعميق كونك بشرا، تنبهك  فى نفس الوقت أن معركتك مستمرة مع قسوة ظروف الحياة، فهى ليست بديلا عن أن تحيا وأنت فى وسط هذه المعركة، وقبلها وبعدها.

أحيانا وأنا أشاهد كل هذه الدماء والأشلاء فى وسائل الإعلام أكاد أخجل أننى ما زلت حيا، أكاد أنكر على نفسى حق الحياة (التى أدعو الأن لاستعمال معظم هذه المفاتيح للحفاظ على هذا الحق والوعى به وتنميته)، ثم أفيق لأسأل: هل هذا الإنكار سيفيد هؤلاء الضحايا العزّل، أو هل هو سيحيى الموتى، أو سيمنع نطرار الظلم، أم أن مواصلة الحياة إيجابيا هى الذى قد تصنع شيئا، فأواصل السعى والتأكيد على إنسانيتى منطلقا بأقصى ما عندى إليهم دون أن أنسى.

كلمة المرور Password

حتى تحسن استعمال هذه المفاتيح لا بد أن تمتلك “كلمات للمرور” إليها،  وليس كلمة واحدة، وهى:

أولا:

أن تصدق أنها مفاتيح متاحة لأى كائن بشرى  دون مقابل، بمجرد أنه بشر.

ثانيا:

إن أى مفتاح منها هو: مضمون النتيجة، (أكثر من سر السر) برغم أنه يبدو مثاليا ، كما أنه فى نفس الوقت يبدو مستحيلا أيضا. وهذا يجعلك أكثر ثقة بقيمته،:أنت تبدأ باعتباره مستحيلا ثم تكتشف أنه  ممكن فعلا ، وانت وشطارتك، هذا كل ما فى الأمر

ثالثا:

إنها مفاتيح حقيقية لكننا لا نستعملها فى وقتها، ولا فى موضعها لأننا أهملنا استعمالها. وهى أحيانا – لذلك- “تعصلج” وعليك أن تواصل المحاولة،  واثقا مهما داعبتك!

رابعا:

 إن روعة عطائها تكمن فى أنها صالحة للاستعمال طول الوقت، لكنها تحتاج إلى ثقة من يستعملها.

ملاحظة:

 لقد تجنبت – ما أمكن ذلك- استعمال لغة دينية مباشرة (مع أن دينى يسمح بذلك فى كثير من توصياته وعطايه ، تجنبت هذه اللغة الدينية  خشية أن تترجم هذه إلى ما لم أقصد، علما  بأن كل الأديان التى لم تشوه قد اهتدت لمثلها وأعظم منها، لكن هذا لا يمنع أى قارئ أن يقوم بمهمة الترجمة كما شاء إلى منظومته الدينية،  فيمكنك أنت تقوم بهذه المهمة إن شئت، تقوم بها شخصيا وليس باستفتاء أحد، على مسئوليتك.

اعتراف:

أقر وأعترف أننى لست المثل أو القدوة الذى يمكن أن يجزم بنجاحه فى استعمال أغلب هذه المفاتيح، مع أننى حاولتها جميعا، ونفعت معى جميعها ولو مرة واحدة، كما أنها  كانت تنفعنى كثيرا جدا، فى أوقات لا أعتقد فيها أننى حذقت التعامل معها، بل إنها كانت أحيانا تفتح وحدها بمجرد أن تلوح داخلى نية استعمالها، وكأنها تعمل بالتحكم عن بعد remote control ، كما أننى كثيرا ما نسيت كلمة(كلمات المرور) إليها، ومع ذلك كانت تفتح.

أمل:

 ليس معنى أننى وقد عثرت على هذه المفاتيح (مثلما عثر عليها غيرى غالبا) ، ليس معنى أننى قد أعجز أحيانا (أو غالبا) عن أن أستعملها، أن تتنازل أنت عن حقك فيها، أو تعتبرها مسائل نظرية لا نفع منها

 عليك أن تجرب بنفسك المرة تلو الأخرى، فأنا واثق من فاعليتها تماما (إشمعنى بتوع “السر”)

 أقول لك أنه بالرغم من فشلى هذا أحيانا، فأنا واثق منك بجد

 بل إن نجاحك هو الذى يمكن أن يحفزنى ألا أتوقف أبدا عن حقى فى امتلاكها، واستمرار محاولة استعمالها، ثقة بالحق سبحانه وتعالى.

حزمة من مفاتيح “السر” الآخر (ليست كلها)

1- أن “تأخذ خبرا أنك تحيا هذه اللحظة (أى والله، هل عندك شك؟) ألف مبروك.

2- أن تختارها (الحياة/اللحظة) ، مادام الأمر كذلك.

3- أن تنتمى إليها بحقها من خلال ما يحدث فيها وما تملأها به، لا من خلال ما سمعت عنها، أو ما تنتظره منها.

4- أن تنتمى إلى دوائر الناس حولك، لتمتد فى الطبيعة تحيطك، (حقول الحياة معا: هل نحن أقل من النمل الأبيض؟)

5-  أن تثق بترابط حقول الحياة هذه معا متوجهة إلى ما يربطها محوريا، (إلى وجه الحق سبحانه،  بلا تحديد، ولا حدود ولا نهاية) أنت تملك الوعى، وهذا أفضل، وأصعب.

6-  أن تؤجل الفناء (الموت العدمى– لا الموت الولادة) حتى يحدث (ما رأيك؟)

7- أن ترى (تسمع- تدرك ..إلخ) مجدَّدا باستمرار كل ما يصل إليك من الحواس، وعبرها. (حق الدهشة)

8- أن تعرف أكثر لتفرح وتتسع، وليس فقط لتكرر ما عرفت متباهيا.

9-  أن تواصل المعرفة لتتزايد الفرحة ويتناغم الامتلاء .

10 – أن “تعرف” أكثر وأنت “”تؤدى” “تعمل“، وليس فقط وأنت تحصّل (تسمع، تقرأ)

11-  أن تُحـِب (بكسر الحاء) دون استئذان من تحب (ودون أن تخبره أحيانا)

12- أن تفهم اختلافك مع من هو ليس مثلك، وتحافظ على المسافة المتغيرة أبدا،  دون أن تدعى التسامح

13- أن تحسن استقبال  حب من حولك لك (“هو انت طايل”!!؟ )

14- أن تتحمل الاستمرار معه برغم مشقة العلاقة

15- أن تصالح جسدك (تتعرف عليه بالحركة و بالرقص  و بالعبادة، و بالجنس)

16-  أن تمتلك مؤقتا ، ما لا تملك (يعنى تقرر أن ما تحب وفى متناولك مؤقتا  هو ملكك الآن دون أن يكتب باسمك فى الشهر العقارى !: انتظر التفاصيل)

17-  أن تتمتع بما تفعل قبل ظهور نتيجته (وبعد ظهورها، حتى لو لم تكن هى)

18- أن تفرح لفرحة من لا تعرف

19- أن تتحمل مسئولية من لا تعرف  (دون منّ أو شكوى أو تضحية)

20- أن تصاحب أحلامك ( دون لزوم  أن تحكيها أو تتذكرها أو تفسرها)

21- أن تحترم الألم، وتستوعبه، ليخف ويدفع، إلى المطلق، إلى وجه الحق تعالى

22- أن تحاور الطبيعة بكل حواسك (وغير حواسك) “ببطء ما أمكن“

23- أن تفعل أحيانا، وكثيرا، ما لا تفهم، لأنك تثق فيه، أو لأنك خبرت نتيجته.

24- ألا تنتظر مقابل ما تعطى،(لأنك استلمته بفرحة العطاء).

25- أن تتألم إذا آلمت غيرك أكثر مما لحقه هو من ألم بسببك.

26- أن تتعلم من الخطأ، لا بتراجعك عنه، فقد حدث والذى كان قد كان، وإنما بأن تتغير إلى ما يتجاوزه، فيستحيل تكراره.

27- أن تثق بالعدل سبحانه، حتى لو لم يتحقق عدل البشر، ورحمته عدل آخر.

28- أن تعرف كيف تنتقل وأنت فى مكانك، وكيف تسكن إلى نفسك وأنت تتنقّل

29- أن تمتلئ بما يملأ، وبما لا يملأ

30- أن تحصل على أدوات القوة، لا لتزداد قوة، لكن لتزداد حرية، (ليس على حساب غيرك)

31- ألا تعلق وجودك على وجود غيرك، ولا تربط وجود غيرك بوجودك، فتظلا معا باختيار ما، أو تفترقان، فلا تفترقان.

32- أن تواصل الحياة (بما سبق وغيره)  طالما أنت ما زلت حيا

33- أن ترحب بالموت لكن لا تطلبه

34- أن يكون موتك بداية، فتكون حياتك بلا نهاية.

35- أن تمتد فى غيرك حيا وميتا

36- أن تصدق أن كل ما سبق هو فعلا شديد البساطة، وممكن، ومتاح مجانيا

37- أن تكتشف أن كل ما سبق هو مستحيل ولكن … لا يوجد مستحيل

38- أن تعرف أن الحياة هى الحركة بين 36 & 37 لتحقق الممكن من المستحيل

39- أن تدعو لى، وأنت على يقين من الاستجابة

40- أن تقبل دعوتى أن يكون فى تصديقك ونجاحك فى الحصول على ما وعدـُك به عونا لى أن أصدق نفسى.

وبعد

إنك حين تستعمل هذه المفاتيح بيقين الواثق، دون أن تنسيك همومك وهموم الناس، ولا صعوباتك وصعوبات الحياة، سوف تفرح أنك وجدت إنسانا-هو أنت–  له هذا الوعى الذى أوصلك إلى كل هذه المكاسب فعلا،

 بمجرد أنك انتبهت إلى ما هو أنت وما عندك الآن،  دون انتظار، أو تأجيل.

[1] – (روبرت شلدرايك: دليلك إلى العلم الثورى: سبع تجارب قد تحول وجه العالم، دار الاتشار بيروت 2001)