الدستور:20/7/1997
(4) حرف الدال: ديمقراطية 3/1
حين دعانى رئيس التحرير لكتابة هذا العمود، كنت أتصور أن على أن أبذل جهدا خاصا لإيضاح ما أعنية بالعنوان” تعتعة” , ولكنى فوجئت بأن هيئة تحرير هذه الصحيفة قد كتبت بحروف مفردة ( ت ع ت ع ة ) هكذا دون الرجوع إلي، فأنست إلى أنهم لقطوا المسألة بهذه السرعة وهذا الذكاء، ووجدت إنه لا داعى امزيد من الشرح، لكننى فوجئت ببعض القراء:الأصدقاء منهم والقرباء – بما فيهم بعض شباب كناب الدستور – فوجئت وهم يفهمون التعتعة بمعنى ” تهتهة” , أو ثقل النطق، أو صعوبة الحركة، فكانت لازما أن أعيد التأكيد على ما أقصد بالتعتعة والقصد هو دعوة للقراءة الثانية قبل التسليم بظاهرة القوول، والقصد هو حمل مسئولية ما نتلقى من فتاو دون الاسراع باتباعها فاغرى الأفقواه مغمضى العينين ( حتى الحواجب لا ترتفع) والقصد هو تمحيص اللغة المستعملة للتأكد مما تعنيه، أو ليعنى فعلا (ما تشير إليه، وربما يكون مناسبا – لمزيد من الإيضاح – أن نتعتع معا بطريقة مباشرة – كل فترة وفترة – صنما من أصنام الموسوعة المرصوصة فوق رؤوسنا، الكاسية على حركة وعينا، ولنبدأ اليوم بالصنم الأكبر وربنا يجعل كلامنا خفيف على كل من حضر التعتعة وهو شهيد .
دال كسرة دي، دى دي، ديمقراطية، كل الناس تتحدث عنها، وتقدسها، وتقف أمام نصبها أو تدور حول ضريحها أو تأمل فى ظهورها ( مثل المهدى المنتظر:الله حى سيدنا ديمقراطيس جى ) , استعملها الشيوعيون فأسموا بالادهم بأسماء ديمقراطية ( كوريا الديمقراطية – كان الله فى عونها – المانيا الديمقراطية – الله يرحمها . . إلخ)، ويقول عنها الذين عينوا أنفسهم وصاه على الاسلام كلاما حلوا مثل العسل وهم يلوحون بها باعتبارها اسم” الدلع” العصرى لما هو” شورى ” فإذا حصل ما يرسمون له، فخذ عندك:لا شورى ولا ديمقراطية إلا فى حدود شرحهم للنص، بل فى حدود عبادتهم لله على حرف، ثم خذ عندك جمهوريات جماهيريات العالم الثالث العسكرى العشائرى بالصلاة على النبى ; تلك الجمهوريات الديمقراطيات الشعبيات الكويسات الحلوات القادارت القابضات الباسطات الفاتحات مستوصف السبع بنات للعلاج السريع للجروح والكسور الناجمة عن مخالب وأنياب الديمقراطيات المتربصات المتسلحات بأخلاق القرية وجماعات السلام الآن:
ترى هل أثارك هذا الصنم لدرجة تدفعك لانتظار التكملة فى العدد القادم إن كان الجواب نعم فاسمح ءن أدعو لك قائلا” تسلم يارب” عائد أنا لتوى من سوريا، وإلى العدد القادم.