نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 9 – 6 – 2020
السنة الثالثة عشرة
العدد: 4665
نقلة مع مولانا النفرى في:
كتاب المخاطبات
مقتطف من: (المخاطبة رقم: 1 ):
واستلهم مولانا النفرى أنه خاطبه قائلاً:
يا عبد أنا القريب منك ولولا قربى منك ما عرفتني،
وأنا المتعرف إليك لولا تعرفى إليك ما أطعتني.
فقلت لمولانا:
يا خبر يا مولانا!! فهو البادىء بالقرب، وهو المتفضل بالتعرف ابتداءً.
هكذا يسبق الإدراك الفكر، كما يسبق التعرف الفعل،
فنحن نستقبل قربه لأنه قريب وليس لأننا سعينا للاقتراب،
ونطيعه بعد أن ينعم علينا بفضل تعرفه إلينا،
هكذا يا مولانا يتم تصعيد العلاقة: من “الوجود” إلى تفاصيل الوجود،
ومن التعرف إلى ما يترتب على يقين التعرف من عبادة هي أقرب إلى الحمد لما تفضل به علينا بهذه المباشرة اليقينية بحضوره.
منذ فترة ليست قصيرة وأنا أراجع ما وصلتُ إليه، وأنا أفحص الوظائف المعرفية فأعرف:
أن الإدراك هو غير الفهم، وأنه أسبق وأصدق،
وأن الوعى هو غير التمييز وهو أشمل وأعمق،
و”أنه” يـُـدرك ولا يـُـثبت، ويـَـحـْـضـُر ولا يـُـستدعى.