نقلة مع مولانا النفرى في: كتاب المخاطبات مقتطف من: (مخاطبة 16):
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 5-5-2020
السنة الثالثة عشرة
العدد: 4630
نقلة مع مولانا النفرى في:
كتاب المخاطبات
مقتطف من: (مخاطبة 16):
يا عبد اخرج من بين الحروف تنجُ من السجن
فقلت لمولانا:
بعد أن نبهتنا يا مولانا إلى فراغ الحرف، وخداع الحرف، وألعاب الحرف، بل ومناوراته، كل ذلك بعض ما وصلنى من مقاماتك وأنت تستلهمه، تضيف إلينا اليوم تنبيها جديداً كيف يكون الحرف “سجنا”،
هذه حقيقة، كنت استشعرها ولا أجرؤ أن أعلنها، اللهم إلا حين أقرض الشعر/الشعر أحيانا أو اقرأه.
تخلـّـق الحرف يا مولانا ليحتوى المعنى ويوصله، وزادت هذه الوظيفة أهمية وتقدمت الصفوف بعد أن تراجع تواصلنا عبر لغات الوعى مباشرة: سواء الوعى “البينشخصى” أم “الجمعى”، أم “الكونى”، وانتهزها الحرف فرصة ليشارك المعنى، ثم ليطمس المعنى، وقد يزيحه، ونحن غافلون إلا قليلاً.
كانت لغة الصمت كما وصلتنى من مواقفك يا مولانا، هى بعض ما يعيننا على الاستغناء، عن الحروف، لكنها كانت تعجز عن أن تكافىء بلاغتها وطلاقتها وتشكيلاتها، وإن كانت أحيانا تتجاوزها إلى الحقيقة دون أن تضطر لاستعمال الحروف.
ها هو اليوم يوصيك يا مولانا – لتوصينا – بالخروج من هذا السجن المحاط بأعمدة الحروف الصلبة، وأن تلاحظ ما بين هذه الأعمدة الجامدة من فروج تسمح لك أن تخطط خطة هربك بالخروج من بينها، فإن نجحتْ فقد أطلقتَ سراحك من سجن الحروف إلى رحاب “الوعى” و”النغم” و”الصورة” و”الحركة”….، إلى رحاب المطلق دون قيود أو حواجز أو أسوار أو وصاية أو وسائل.
2020-05-05