الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع مولانا النفرى (274) من: موقف “الحجاب”

حوار مع مولانا النفرى (274) من: موقف “الحجاب”

نشرة “الإنسان والتطور”

الثلاثاء:  6-2-2018

السنة الحادية عشرة

العدد:  3811 

  حوار مع مولانا النفرى (274)

من: موقف “الحجاب”

وقال مولانا النفرى أنه:

وقال لى:

أوقفنى فى الحجاب فرأيته قد احتجب عن طائفة بنفسه

واحتجب عن طائفة بخلقه، وقال لى ما بقى حجاب،

 فرأيت العيون كلها تنظر إلى وجهه شاخصة

فتراه فى كل شىء احتجب به، وإذا أطرقت رأته فيها.

فقلت لمولانا:

 حين قرأت التناقض الظاهر بين احتجابه  بكل شىء (تقريبا)  وبين أن تراه العيون كلها فى كل شىء حين تنظر إلى وجهه شاخصة، أو مطرقة، أشفقتُ على من يقرأ “الحرف”، ولا يغوص إلى إشاراته، لا أعنى بإشاراته ما وراءه من معان، ولكن ما وراءه من صورٍ واحتمالاتٍ وغيبٍ ومعرفةٍ ورؤَى.

تذكرتُ فجأة أننى منذ أكثر من ثلاثين عاما رأيته فى كل شىء، فلم اره طبعا،

وانتهى فعل الشعر إلى الاستنقاذ بدورات الحياة الواعدة، لأعاود الكرة، بلا توقف.

القصيدة التى تذكرتها عمرها أكثر من ثلث قرن، وهى بعنوان “ورأيته يسرى بأوراق الشجر” (ولم أنشرها كالعادة!): وقد كُـتبت فى  الطائف‏ 15/9/1981(1) ، بين الجبال فى الطريق إلى “أبها” حضرتنى هذه الرؤية التى أكتفى باقتطاف ما يتعلق بعمومية الرؤية، واستحالتها، معا : شخُصنا أم أطرقــْـنـَا !!  

ورأيته يسرى بأوراق الشجر!

………………………

…………………………..‏.‏

‏-7-‏

ورضعتُ‏ ‏من‏ ‏مجرى ‏عيون‏ ‏لا‏ ‏تغيض‏:‏

ورأيتُـهُ‏ ‏يسرى ‏بأوراقِ‏ ‏الشجرْ،‏

وشربتُـهُ‏ ‏قطـْـرا‏ ‏بهيجا‏ ‏فى ‏النَّـدى.‏

وطعـِمتُـهُ‏ ‏شهدا‏ ‏رحيقا‏ ‏فى ‏الثمرْ،‏

وسمعتـُه‏ ‏فى ‏صمـتِ‏ ‏طائرٍ‏ ‏شـَدَا،‏

صاحبتُـه‏ ‏صمتاً‏ ‏رصيناً‏ ‏فى ‏الحجرْ

6-2-2018

-8-‏

وِبَرغْم‏ ‏رقصِ ‏الكونِ‏ ‏من‏ ‏حَـوْلىِ ‏بِـنَـا،‏

‏ ‏قد‏ ‏عاوَدتـْنى ‏عِــــلـَّـتِى :‏

ربى ‏أنا‏ ‏؟‏ ‏أفلستَ‏ ‏ربَّ‏ ‏الناس‏ ‏؟

أين‏ ‏الناس‏ ‏؟

ورجعتُ‏ ‏أحبو‏ ‏فوق‏ ‏شـَوْكِ‏ ‏حَـنَـانهم‏ ،

‏              كدْحاً‏ ‏إلى ‏وجـْـهِ‏ الرحيمْ:

                           وسْـط  ‏البشرْ‏

‏-9-‏

يـــا‏ ‏مـُـرّ‏ ‏تاريخى ‏القديمْ‏ ‏

قد‏ ‏خِـفْـتُ‏ ‏لفّــة‏ ‏دوْرتى .‏

الطائف‏ 15/9/1981

آسف يا مولانا

بعد أن قرأت المقتطف شعرتُ  أن الرسالة ناقصة،

 فـفضلت أن أعيد نشر القصيدة مكتملة، لعل الخـــِـبرة تصل أكمل، وأكثر اتساقا ، لمن يهمه الأمر:

 ورأيته يسرى بأوراق الشجر!

-1-‏

قطعوا‏ ‏حبالى ‏بُـعْـثرت‏ْ ‏أوصالى،‏

وفُـُـطمت‏ ‏من‏ ‏قبل‏ ‏الرضَـاعْ‏.‏

فقبعتُ‏ ‏فى ‏ركــنٍ‏ ‏قصىَّ ‏مظلمِ،‏

وحبوتُ‏ ‏جذعى ‏للجدارِ: ‏ ‏تمايلت‏ْ ‏أعطافُـهُ،

 ‏فلَـزمتُ‏ ‏صـَمْـِتى.‏

‏ -2-‏

وطرقت‏ ‏باب‏ ‏أمُـومَـتى ، ‏فتنصّتت‏:‏

هل‏ ‏ياتُرى ‏قد‏ ‏أدركتْ؟

همّـتْ‏ ‏؟‏   ‏تراجعتْ؟

ماتـتْ؟‏   ‏تماوتتْ؟

فاهتاج‏ ‏جوعى ‏للحياه‏ْ،‏

‏ ‏والنَّزْفُ‏ ‏من‏ ‏وخز‏ ‏الألم‏ْ، ‏

               لايـْنقطعْ‏. ‏

‏-3-‏

وتداخلتْ‏ ‏أطرافُـناَ‏ ‏فى ‏دِفْء‏ ‏بـَعْـضهَـا‏،‏

مادتْ‏ ‏بنا‏ ‏رخاوةٌ‏ٌ ‏مهتـَرئهْ، ‏

‏( ‏الرجفةُ‏  ‏الصقيعْ‏.‏

التوبةُ‏  ‏الرجوعْ‏.)

‏-4-‏

وجمعتُ‏ ‏من‏ ‏أسبابِها‏ : ‏

ولدِى، ‏أَنَـا، ‏

يا‏ ‏لوعتـِى، ‏لستَ‏ ‏أنا،

‏-5-‏

وتسَّربتْ‏ ‏خطواتنا‏ ‏بين‏ ‏الشقوقِ‏ ‏الجائعةْ‏.‏

‏ ‏ياربنا‏ ‏ياقَـدرَى ،‏

‏ ‏جفتْ‏ ‏مَـنَـابـِعى ،‏

خُـذْنى ‏كَـفَـى ،‏

خُـذْنى ‏كـفـى .‏

‏-6-‏

فأضاء‏ ‏وعيى ‏بالمـُـنـى،‏

‏ ‏تمتد‏ ‏بعد‏ ‏المنتهى.‏

يــا‏ ‏فرحتى:  ‏لستُ‏ ‏أنــا‏:

هى ‏فرحة‏ ‏الطير‏ ‏الذى ‏تطايرت‏ ‏خميلـَتـُهْ، ‏

ثم‏ ‏الْـتَـقَـى ‏بأمّه‏ ‏

حَـمَـلـــَتْـهُ‏ ‏تحت‏ ‏جِـناحِـهَِـا،

‏وأوْدعْـته‏ ‏فى ‏الَـفـنَـنْ

هى ‏فَـرْحة‏ ‏السـَّمَـك‏ ‏الذى ‏رجع‏ ‏المياه،‏

من‏ ‏بعد‏ ‏ما‏ ‏ذاق‏ ‏الجفاف‏ ‏الموتَ‏ ‏فى ‏قــرّ‏ ‏الرمال‏ ‏الساخنهْ

‏-7-‏

ورضعتُ‏ ‏من‏ ‏مجرى ‏عيون‏ ‏لا‏ ‏تغيض‏:‏

ورأيتُـهُ‏ ‏يسرى ‏بأوراقِ‏ ‏الشجرْ،‏

وشربتُـهُ‏ ‏قطرا‏ ‏بهيجا‏ ‏فى ‏النَّـدى.‏

وطعـِمتُـهُ‏ ‏شهدا‏ ‏رحيقا‏ ‏فى ‏الثمرْ،‏

وسمعتـُه‏ ‏فى ‏صمـتِ‏ ‏طائرٍ‏ ‏شـَدَا،‏

صاحبتُـه‏ ‏صمتاً‏ ‏رصيناً‏ ‏فى ‏الحجرْ

‏ -8-‏

وِبَرغْم‏ ‏رقصٍِ‏ ‏الكونِ‏ ‏من‏ ‏حَـوْلىِ ‏بِـنَـا،‏

‏ ‏قد‏ ‏عاودتـْنى ‏عـِـلَّتِى :‏

ربــِّى ‏أنا‏ ‏؟‏ ‏أفلستَ‏ ‏ربَّ‏ ‏الناس‏ ‏؟

أين‏ ‏الناس‏ ‏؟

‏-9-‏

ورجعتُ‏ ‏أحبو‏ ‏فوق‏ ‏شـَوْكِ‏ ‏حَـنَـانهم‏ ،

‏                                   برحابهم‏ ‏

كدْحاً‏ ‏إلى ‏وجـْـهِ‏ الرحيمْ:

وسْـط  ‏البشرْ‏ ‏

‏-10-‏

يـــا‏ ‏مـُــرّ‏ ‏تاريخى ‏القديمْ‏ ‏

قد‏ ‏خِـفْـتُ‏ ‏لفّـــَّة‏ ‏دوْرتى .‏

الطائف‏ 15/9/1981

 

[1] كنت فى زيارة قصيرة لمستشفى شهار بالطائف من قبل هيئة الصحة العالميةWHO  للإسهام فى تدريب الزملاء الأصغر هناك.

 

النشرة السابقة 1النشرة التالية 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *