نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 26-12-2017
السنة الحادية عشرة
العدد: 3769
حوار مع مولانا النفرى (268)
من موقف “وراء المواقف”
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
إنْ بقيتْ للباطن عليك إمرة
فقد بقيت للظاهر عليك فتنة
فقلت لمولانا:
يامولانا، يا مولانا، أدعو الله أن يعيننا على تحمل مسئولية ما قاله لك، فتقوله لنا:
أمـّـا ألا يكون للظاهر علىّ فتنة: فهذا ممكن بالرغم مما يحتاج من جهاد ومجاهدة، وبالرغم من ألاعيب الظاهر وخداعه، وبالرغم من إغراءاته ووعوده، لكن يظل من الممكن ألا يكون له علىّ فتنة، لاسيما أنه من الممكن أن أحول دون ذلك ولو فى آخر لحظة، أو أن أتوب وأنوب فيغفر لى.
أمـّـا ألا يكون للباطن علىّ إمرة: فهذا يحتاج إلى بصيرة تستطيع أن تخترق كل طبقات الباطن، وهى ليست مجرد اللاشعور كما يزعمون، أو يتصورون، – ولكنها طبقات فوق طبقات وتاريخ بعد تاريخ-
ومع ذلك ولعلمى بضرورة الضرورة، ولثقتى فى رحمته وعفوه، فكل ما هو ممكن هو أن نواصل إنارة الباطن طول الوقت حتى نرصد إمرته ظاهرة وخفية وهى جائما خفية لأنه باطن، ونظل نحاول ذلك حتى لو لم نستطع أن نتأكد أنه لم يعد له علينا إمرة، فمن ثقتى برحمته أرى أن السعى الجاد، وهو وحده الذى يعرف مدى جديته، هو الممكن الوحيد، على شرط استمراره.