… وحين جاءنى المكلف بالموقع الذى لا يتطلع إليه طماع، ولا ينظر إليه ذوو الطموح، وسألنى عن هويتى، قلت له: أنت أدرى بها، قال: أنت رجل طيب انسحبت رعبا من اختبار حمل أمانة مادية حياتية خائبة، ونسيت أنك تصديت لحمل الأمانة الأصل بأقل قدر من المسئولية، قلت له: لم يكن لى خيار، أنا تنازلت عن حظى خوفا من عجزى، فأكملوا على خيبتى بطردى، قال لى هل ترغب أن تعود؟ قلت: أعود إلى أين؟ قال: تجرب حظك مرة أخرى قلت: أجرب حظى فى ماذا؟ فى الجائزة أم فى الوظيفة؟ قال: فى أى منهما، أو فيهما معا، قال ذلك واختفى، فرحت أتحسس الرطوبة من تحتى والظلام من حولى، ولاح لى بريق شعاع يظهر ويختفى، يتسحب من شق قديم فى جدار حولى، وصرخت بأعلى صوتى “لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين”