نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 15-8-2017
السنة العاشرة
العدد: 3636
حوار مع مولانا النفرى (249)
من موقف “التذكرة”
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
أنا الله لا يدخل إلى بالأجسام، ولا تدرك معرفتى بالأوهام.
فقلت لمولانا:
الحمد لله والشكر لك، طمأنتنأ يا مولانا.
ذات رؤية رأيت الموت نقلة من الوعى الشخصى إلى الوعى الكونى إليه، ولأننى لا أعرف حقيقة ما هو الوعى، لا أنا ولا غيرى، لا فيمن أعرف ولا فيما وصلنى من معارف، فإننى لا أستطيع أن أوضح ما وصل إلىّ هكذا.
ثم حين اشتغلت فى محيط الإدراك الشامل تأكدت أن الله إنما يـُدْرك، وهو لا يـُثبتَ بالتفكير أو البرهان واطمأننت أكثر، ذلك أنهم يا مولانا قد حاولوا اثباته بالمنطق، وعلم الكلام، وعلوم السلطة بما فى ذلك تلك البدعة الجديدة المسماه بالعلوم الحديثة، وكأنها دليل عليه!
اطمأننت يا مولانا من أننا لا ندخل إليه بالأجسام ولا تدرك معرفته بالأوهام، فالوعى الشخصى، وهو بعض تجليات الإدراك، فى كدحه الدؤوب للتوازن مع دوائر الوعى الممتدة فى الداخل وإلى الخارج على طول المدى: هو السبيل إلى المشى فى نوره، أما الأجسام فهى لا تتواصل مع دوائر الوعى إلا إذا صارت وعيا متعَـيـِّـنـًا أقرب إلى النور منها إلى اللحم والعظام.
أنا آسف يا مولانا، غفر الله لنا.
رحمن رحيم.