قبل الافتتاحية

ليس فجأة تماما: أن أخطو خطوتين للخلف، أو الى جانب، أنظر من بعد هادئ، وأعطى الفرصة لمن هو أكثر حماسا، وأقل رؤية، وأنا لا أنسى وأنا أفعل ذلك، تحذيرات الأديب الناقد علاء الديب منذ أول عدد لهذه المجلة، ولا تهديدات ومصارحة الدكتور ماهر شفيق فريد، وفى نفس الوقت لا أخشاهما أيضا، مازلت.

لكننى لا أستطيع أن أحدد تفصيلا ما هى مسئوليتى كرئيس تحرير أثناء هذه الأجازة الطويلة (اتفقنا على أن تكون عاما: أربعة أعداد)، وكل ما أعد به: أنى سأفعل ما يطلب منى تماما، وقد أقترح اقتراحا غير ملزم، كما أنى سأكون قارئا جيدا لما يصدر، فهل يكفى هذا لأظل أحتل موقعى؟ رغم الأجازة؟

ورغم يقين الذين يعرفوننى بأنى “راجع” لا محالة، ورغم عدم رفضى لهذا اليقين، فأنى آمل – بشكل ما – أن يخيب تقديرهم وتقديرى، ففرحتى بهذا الانسحاب واعية، وان كنت لا أستبعد اختلاطها بخدر يأس زاحف، ودغدغة وحدة خبيثة، فأقول ليس أمامى إلا التجربة.

وبعد،

فالبلد يغلى أكثر فأكثر، والابداع يتحرك أبطأ، والأدهى أن ابداع الشباب لا يختبر، لأن عمره شديد القصر رغم الصياح المنذر عقب خفوت طلق الولادة، ودمتم، والسيوف الخشبية ترتفع تلهينا معاركها الجوفاء عن السيارات الملغومة على جانبى الطريق – والاغارة المادية تنتشر، وادعاء التخصص يبرر الجهل، والشهادات تغيب الوعى.

مع دعواتى لنا ولكم بالتوفيق.

“من يدرى؟”

يحيى الرخاوى