رؤيـة
قــرد
سيد حفظى
أن تكتب وتنفث وتعبر
أم تبصر وتحدد فتكتب وتســـاعد ؟
أن تعترض وترفض
أم خوف من تصــادم يؤجل ؟
أن تثــــق وتخترق
أم طمــــــع الاعتماد ؟
****
اللوحــة الأولى:
تكشف عن فخديهـا، يفك أزرار سرواله ،
فأرتعــد وكأنى أسقط .
ينهمر لبن ثديها، فينساب منه العهد،
وأقف وحــدى فى مهب الريح .
لن يقتنع أحــد، وحتما سأفقد صداقة .
****
اللوحة الثانيــة:
يطعننى فى ظهرى، وأنادى بالدفاع عن النفس
يرتفع صوته معارضا، وأجدنى وحدى
أصد عنى تهمة، فأحضر تحية الصباح .
اللوحـة الثالثـــة:
يبرز كفيه وبأثرهما عرق العمل، لكنه يختبئ خلف المقصد النبيل ،
ويعلن عن تلوث ونتن، يبيعنى ابتسامة ويشترى خضوعى ،
ان طلبت نظافة وحلاوة ، أعترض وظلمنى وهجرنى ،
وكأنى لا أحبه ،
………………..
……………….
تتــــــوالى الأيام، وليس هناك ما يقيم بنيان ،
فالقرد حبيس جمجمة من الصخر، يتباكى ويدعى العنفوان .
لكنه هرم قبـــــل الزمان .
……………………….
………………………
لو أراد الخروج من هذا الكهف، سوف يشعر أن أطرافه لم تعد ملكه ،
لقد أصبحت غريبة عنه، قد يحاول أن يحطم بها، لعله يحييى ارتباطه
بهذا الجسد، قد يبصق على ما حوله، فيعود الاحساس الى شفتيه ،
سوف يرفض الاقتراب منه، لعل المشاعر لديه تستيقظ
ســــيطرد(1)………
ويقبــــسل(2)…….
فيقـــــبل(3)
……………………..
………………………
الطريق قفر وبعيدة، ودروبها وعرة، ان بدأ بالصباح ،
تهالكت عليه الصخور، وذلك من أثر الصدى، فى الشقوق العتيقة،
سيطلب حماية حتى تحسب له خطوة .
( فكيف يقبــــل اذن بالطــــرد ؟ )
****
وقفـــــــة:
فليتســــاءل قبل أن يبــدأ هجومه:
هل يمكنه أن يرى نفسه وقومه يلتحفون بذات الثياب؟!
قد يكون فى هذا سر يضمن له ألا يستمر طيلة حياته قردا .
[1] – بضم الياء.
[2] – بفتح الياء والباء.
[3] – بضم الياء وفتح الباء.