أخبار الأدب
نشرت بتاريخ: 16-6-2013
نبض الناس
قصة تشويه الفطرة
-1-
ما أبشعها قصة،
قصة تشويه الفطرة،
طفلٌ ‘غفلٌ’ لم يتشكلْ،
يا أبتى – بالله عليك – ماذا تفعل؟
ترفعْ … أرفعْ،
تخفضْ … أخفضْ،
تأمرْ … أحفظْ،
تسكتْ … ألعبْ،
حتى اللعب الحر رويدا ينضبْ،
يتبقى لعب الحرب وإحكام الخطة،
أو لعب الحظِّ وحبكِ الخدعةْ،
أو لعب البنكِ وترويجِ السلعة .
-2-
وسعارٌٌ جامحْ:
أنت الأوّل … أنت الأحْسن … أنت الأمْجدْ
إسحقْ، واطعنْ، واصعدْ،
إياكَ وأن تتألمْ،
وتعلـّمْْْ أن تتكلمْ،
من تحت المِقعدْ،
فإذا صرتَ الأوحدْ
فاحقدْ، واحقدْ، واحقدْ
لتكون الأعلى، والأسعـَد
………..
………..
وفتات المائدة ستكفى جوعهم الأسود
-3-
يبدو سهلاَ،
فى أوله يبدو عملاً سهلاً:
أن تفقأ عينيـْـك وتطمسَ قلبكْ
أن تنتشر الظلمةُ من حولك
ألا تختارُ، فلا تحتارْ
. . . .
لكن ويحك من نور شعاع يتسحب تحت الجلد
من مرآة تورى ما بعد الحد
من نفخ الصور إذا جَدّ الجِد
-4-
أخرجتُُ يدى سوداء بليلٍٍٍ حالكْ
يا سوء عماىْ
تتحرك كثبانُ الظلمة،
تسحق نبض الفكرةْْ.
…….
وتململ طفلٌ فى مهدهْ
يا ليت النوم يروِّضُهُ،
هيهات! الغولُ يعاندُه
طال الليل بغير نهاية …
رغم الدورة حول الشمسِ
وحتم الإيقاع الحيوى الأبلج
-5-
لم أعلم – طفلا – أنىَ أحذق فن العوم،
حين لمستُ الماء طفوتْ،
ألقيت ذراعى، فإذا بى أسبح فى بحر الخير،
يحملنى موج الفطرة
أفزعنى القوم من الحوت الوهم،
وانتشلونى أتعلم فى مدرسة الرعب،
فنَّ الموت العصرى،
وتعلمت:
أن أحذف من عقلى كل الأفكار الهائمة الحيرى
ألا أتساءل ‘لمَ..؟’ أو ‘كيف؟’
‘فـ “لماذا” تحمل خطر المعرفة الأخرى
أما ‘كيف’
فالميــِّت لا يعرف كيف يموت،
أما كيف يعيش، فإليك السر:
لا تفتحْ فمَـك يغرقك الموج
لا تسكتْ يزهق روحَكَ غول الصمت
لا تفهمْ
لا تشعرْ
لا تتألمْ
وتعلمْ ‘كم’
كم عدد الأسماء فى صفحة وفيات الأحياء الموتي؟
كم جَمَعَ الآخرُ من صخر الهرم القبر؟
كمْ دقت ساعة أمس؟
كمْ سعرُ الذهب اليوم؟
كمْ فقاعة حـُلم نفقأها فى الغد؟
كم أنت مهذبْ، إذ تلعب فى صحراء الرقـَّة:
لـُعبة ذبح الشاةِ بسكـِّينٍ باردْ
يبدو حـُلمك أبيض أسود
لا يزعجك لون الدم.
………….
(من مقدمة ديوان : سر اللعبة 1973)