نبذة: قصيدة على نهج مقطع من شعر صلاح عبد الصبور يقول رعب أكبر من هذا سوف يجئ لن ينجيكم أن يقتحموا منه بأعالى جبال الصمت “توجهت تضيف القصيدة إلى مستعملى الدين للارهاب وقمع الابداع ” لن ينجيكم أن تخبئوا خلف كلام الله يفسره فقهاء الأوراق الصفراء لوأد الابداع وقهر الناس، أما الصنف الأخر فللمغيرين القتلة أهل القوة الغاشمة “لن ينجيكم نيران مدافعكم تقتل أطفالا ما كانوا قدموا هذا العالم لو علموا أنكم أنتم جنس البشر الباقى… الخ
الاهرام: 21-4-2003
رعب أكبر من هذا سوف يجيئ
…’ رعب أكبر من هذا سوف يجيئ، لن ينجيـكم أن تعتصموا منه بأعالى جبال الصمت، أو ببطون الغابات، لن ينجيـكم أن تختبئوا فى حجراتكم أو تحت وسائدكم، أو فى بالوعات الحمامات، لن ينجيـكم أن تلتصقوا بالجدران، إلى أن يصبح كل منكم ظلا مشبوحا عانق ظلا،… لن ينجيـكم أن تقصر هاماتكمو حتى تلتصقوا بالأرض، أو أن تنكمشوا حتى يدخل أحدكمو فى سم الإبرة. لن ينجيـكم أن تضعوا أقنعة القردة، لن ينجيـكم أن تندمجوا أو تندغموا حتى تتكون من أجسادكمو كومة قاذورات….’
هذا ما قاله صلاح عبد الصبور من ثلث قرن فى ‘ليلى والمجنون ‘، لست متيقنا من كان يخاطب. راحت هذه الكلمات تتردد فى وعيى وأنا أتابع كيف أن حكام العراق الظلمة لم ينجهم أن يوافقوا، ثم يوافقوا، ثم يوافقوا، ثم يتنازلوا، ثم يكذبوا، ثم يتمسحوا، ثم يتصايحوا، ثم يختفوا هكذا فى ستين داهية. ليس يعنينى أين ولا كيف.
رحت أسأل صلاح بإلحاح: إذن ما الذى ينجينا نحن؟ لم يرد، فوجدتنى أتوجه إلى الفرقاء على الجانبين بدءا بالفريق الأول، قلت:
لن ينجيـكم أن تنتسبوا لجدود دنستم بسفاهتكم كل فخار معاركهم دون حياء. لن ينجيكم أن تختبئوا خلف كلام الله يفسره فقهاء الأوراق الصفراء لوأد الإبداع وقهر الناس، لن ينجيـكم مؤتمر صحفى يتشدق فيه مأفون هزلى لا يعرف معنى الكلمات، لن تنجيـكم مؤتمرات القمه. قمة ماذا بالله عليكم؟ والكل يغوص إلى ما تحت القاع فلا تسمع منه إلا حشرجة الشجب وبيانات الجلسات المغلقة على طرقعة القبل الجوفاء وأسرار الصفقات. لن ينجيـكم توقيع بيان الخارطة لطريق زلج مرصوف بالغدر وبالطغيان. لن ينجيـكم تغيير وزيرالضبط بوزيرالربط، أو تسليم مفاتيح الأقصى لمساخيط المبكى، أوتغيير السلطة حتى يتولى الأمر شريك يحسن توقيع التسليم وتلميع شروط الترتيبات.
ثم رحت أتوجه للفريق الثانى وأنا أشعر أن خطرهم أكبر،لأنه خطر على الناس كافة، لكنهم سيكونون أول الهالكين فهم فى مقدمة طابور انقراض الجنس البشرى، والبركة فى غبائهم:
لن تـنجيـكم نيران مدافعكم تقتل أطفالا ما كانوا قدموا هذا العالم لو علموا أنكمو أنتم جنس البشرالباقى فوق الأرض بلا شرف أو عدل أو ميثاق. لن تنجيـكم صفقات النفط أو أموال الإعمار لخراب صنعته قنابلكم بذكاء يحسده من سرب إشعاع الموت من شيرنوبل يا أرحم من قتل بمحض الصدفة واعتذر بحلو الكلمات. لن تنجيكم أصوات الناخب مذهولا عما يجرى فى العالم لا يعرف من أحوال الدنيا إلا إعلانا عن قرص رفاهية أو قضمة ‘ماك ‘. لن ينجيكم الاستشهاد بأساطير تبرر طرد الأحفاد من الأرض المولود عليها جد الجد، أو هدم بيوت الناس نياما، أو تصحير البيارات. لن ينجيكم توريد فتات بقايا الحرية فى أكياس قـمامة فضلات الجنرالات.
عذرا صلاح، ولسوف نعرف ماذا ينجينا نحن.