نشرت فى الدستور
7/8/1997
(6) كلا كيت آخر مرة: ديمقراطية 3/3
شيخنا الجليل نجيب محفوظ هو اعظم ديمقراطى لقيته فى حياتى، بقدر ما لأن كارل بوبر هو أعظم ديمقراطى قرأته حتى كاد يصالحنى على ما يجرى فى الغرب والعياذ بالله، وكلما جاءت سيرة الديمقراطية فى مجلس شيخنا، ولوحت بمثل ما ذكرت فى العددين السابقين، وأن المسألة فيها كلام، انطلقت الصيحات توقفنى وترفضنى وتنبهنى وتحذرنى، دون استثناء شيخنا الجليل الذى أفحمنى ذات مرة بعد أن اضطرنى أن أقول: إن الديمقراطية هى أحسن السيئى، فرد قائلا: أليس أحسن السئ هو الأحسن (مادام يوجد حسن صرف)، وأبحث عن هذا الحسن” فلا أجده، فأكاد أقتنع بالديمقراطية حتى لو كانت غربية أمريكية اسرائيلية يلتسينية والعياذ بالله، لكن أبدا، فالى ان نجد البديل: أنت أو أنا أو كلينا عزيزى القارئ، علينا أن نستعدله على الوجه التالي:
أولا: لابد أن نرفض الديمقراطية المشاع التى تحركها أصابع سرية تختفى وراء ما يسمى النظام العالمى الجديد ويفضحها ألا بأول كل ….. من إياهم
ثانيا: لابد أن نرفض الديمقراطية الانابة، لأن أحدا لا يصلح، ولا يمكنه أن ينوب عنى أو عنك هكذا فى كل الأمور كل هذا العدد من السنين.
ثالثا: لابد أن نحذر من دعادى الديمقراطية المرحلة (التكتيك) التى تستعمل من الظاهر للوصول إلى حكم شمولي(دينى أو أيديولوجي) لا يلبث أن ينقض عليها عند أول فرصة، حتى قبل أن تختبر.
رابعا: لابد من تعدد وتنوع فرص المشاركة فى اتخاذ القرارات بطريقة لامركزية تسمح لكل “من يهمه أمر” بذاته فى موقع بذاته لفعل بذاته أن يشارك فى اتخاذ القرار فى ما يخص “هذا الامر” ومن ثم تحمل مسئولية ما يترتب عليه مباشرة وسريعا.
خامسا: متى أمكن ذلك (ذلك هو: رابعا) فإن ثورة التوصيل المعاصرة سوف تتيح سرعة تصغير القرارات الصغيرة – ببرمجة محكمة – لتتكامل الدوائر تدريجيا بتنظيمات تسمح بالوصول إلى قرارات أعلى فأعلى، قرارات واقعيه ومسئولة وقابلة للاختبار.
باختصار: الأمل هو استقلال ثورة المعلومات فى إتاحة الفرصة للجميع (لكل واحد يعني) مثل أننا زمان، أن يتحمل مسئولية مشاركته فى اتخاذ القرارات التى تؤثر فيه، مع تسهيل فرص التواصل السريع من الأدنى إلى الأعلى، ومن الكثرة إلى الصفوة،
والآن: هل فهمت حاجة؟
ليس مهما، لأننى شخصيا مثلك تماما (سواء فهمت أم لم تفهم) ولكن أليس من حقنا أن نتعتع، نرى ونحلم، ونقترح حتى دون تفاصيل؟