اليوم السابع
الأحد: 15-9-2013
الفرسانُ الجُدد
هذه قصيدة قديمة (كتبتها منذ اثنين وثلاثين سنة!!)، لعلها أصلح هذه الأيام بعد أن غيرتُ فيها بضع عشرة كلمة،
القصيدة:
(1)
(ترتفع ستارة خوف الناس من الشمس الوجـِلة)
[المنظر: وقف الجيشان قبالة بعضهما البعض، قد أعطى كلُّ فريقِ للأخر ظهره، وانشغل الفارسُ فى أحد الجنبين بملء الزمبرك اللامع، وانهمك الأخر فى وضع حجارة بطاريهْ، تــُملأ تلقائيا.
يتقدم أحد الفرسان من الجيش الأول للخلف، يمسكُ بشِمالهْ: مِقوَد فرسٍ لـُعبهْ، ويلوِّحُ بيمينهْ، بذراع الزمبرك المخلوع:]
أنا فارس عصر الأزرارْ..، الأقنعة الأسرار، والطائرة بلا طيّار،
قمرى أخدودُ ظلامٍ من صلبٍ منصهرٍ باردْ
ليلاىَ من الأليافِ الممطوطهْ…، والزرعُ قمامهْ.
حوتـِى يفتح فاهْ،..ألقمه البشرَ، بقايا القمحِ الكلماتْ
أنا فارس كل الأزماتْ
(2)
[يأتى دور الفارس من جيش الأعداءْ، فيكوّرُ كلماتٍ مصقولهْ، يطلقها ذاهلة مذهولة:]
أنا سيد كل الأجواءْ..، أرسمُ قدرَ الناس بمِطواهْ،
وأحوّل سير الأيامْ، بالطلقة والألغْام
أحتجز جنينا فى رحمِ امرأةٍ خرساءْ، ..أجعلها تتكلمْ،
أنتزع النصرَ من الطفل الأعزل
(3)
[يقفز من جيش الأول شخصٌ يـُدعى المغوارُ الفهـَّـامهْ:]
أنا فارس عصرى الحرْ، أفهمها وهى تمرّ
[يأخذهُ الزهوُ فينطلقُ يعيدْ:]
أنا فارس عصرى الحر الثائرْ..، أفهمها وهى تمر بسر الخاطرْ.
أنظم بيتاً مكسوراً تسكنـُهُ الأشباحْ
أعشق بدني،..أفترش امرأتى ”ذاتي”،
ألتهمُ اللذةَ أتقايأ، أشربُ من ماءٍ مالحْ
وأعود، ولا أُرْوَى أبدا..
أقهر غانيةَ الحانهْ، تضحكُ منـِّى إهلاسا،
فأضاعفُ كأسى، أنا سيـّدُ نفسي
(4)
[يأتيه الردُّ من الرجلِ الرادارِ الإعصارْ:]
أنا فارس خطِّى الساخنْ..، “وأعدُّوا . .”
القرشُ أمان الثورهْ، والكذِبُ غطاءُ العورهْ
والمرأه حاملة الرايهْ، تغنجُ بشعاراتِ الساعهْ، فأشاركُهـَا
(5)
[يقفز مـَنْ يلـْقمُهُ قولاً أمضَى:]
أنا فارس ليلى المِقدْامْ
ألعب فى ساحةِ حـُلمي، أتمنطق بالأيامْ.
أبحثُ عن ذاتى بين حقول الألغامْ
أهتزُّ على عجـُـز أريكهْ
أتداعى “حرَّا”
ففروسية هذا العصرْ..: هى حـِذقُ ألاعيبِ القهر
(6)
[يخرج مـَنْ عقصَ الرأسَ بِعَلَم القرصانْ،
ليؤذِّن فى الناس بقولٍ فصلٍ فى خــُلق الفرسان:]
أنا فارس غَدِنا السلفِ الثائر،
من يعصى أمرى زنديقٌ كافرْ
أعدو فرِحا معصوبَ العينينْ
نحو الهاويةِ المتساوِى فيها كلُّ الناس:
من يملكُ زرًّاًً أو يحمِلُ مِطواهْ
من يكتبُ فوق الحائطِ أشعارَ الملهاهْ
بدماءِ ضحايا المأساهْ،
أو يستغرق فى الإغماءِ النشوانْ،
بالغَـَلـَبة والسلطانْ
فالكلُّ يمارس دورهْ
فى الإسهام بإزكاءِ المعركةِ العوْرةْ
[تنسدلُ ستارة وعى العدم على أفـِق الرؤية]