الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / يوم إبداعى الشخصى عن الخير والشر 2 من 2 من حكمة المجانين 1980 (تحديث محدود 2009)

يوم إبداعى الشخصى عن الخير والشر 2 من 2 من حكمة المجانين 1980 (تحديث محدود 2009)

نشرة “الإنسان والتطور”

1-6-2009

السنة الثانية

العدد: 640

يوم إبداعى الشخصى

 

بلغنى من أغلب بريد الجمعة أن الرسالة التى وصلت من الجزء الأول من هذه النشرة (1 من 2) لم تكن كما تصورت، ويبدو أن الحق معهم، فما أردت الكشف عنه، وهو ما لايصح ذكره وإلا فقدت الطلقة الحكمة طبيعتها، هو إعادة النظر فى الاستقطاب بين ماندعوه خيرا وما ندعوه شرا، وأيضا دعوة إلى رؤية الخير والشر على مستويات متعددة،  وهذا هو الجزء الثانى الذى أرجو أن تتم قراءته مع الجزء الأول، لعل الرسالة تصل هذه المرة، وإن لم تصل، فهى سوف تصل!

عن الخير والشر 2 من 2

من حكمة المجانين 1980

(تحديث محدود 2009) 

 (55)‏

إذا نجحت أن‏ ‏تقتل‏ ‏الشر‏ ‏من‏ ‏فرط‏ ‏الحب‏ .. ‏خرج‏ ‏من‏ ‏أعماقه‏ ‏الخير‏ ‏الخائف‏ ‏المنزوى، ‏ثم  يتكشف لك ما لم تحسب، فلا الشر يموت ولا الخير يخاف، فتصبح أجمل وأقوى.

‏(56)‏

قد‏ ‏يكون‏ ‏العدوان‏ ‏على ‏الشر‏ ‏أصدق‏ ‏وسيلة‏ ‏للتعبير‏ ‏عن‏ ‏حب‏ ‏الخير‏، ‏ولكن‏ ‏العدوان‏ ‏مهما‏ ‏اكتسب‏ ‏بالحب‏ ‏شرعيته‏، ‏فهو‏ ‏مجرد‏ ‏تحطيم‏ .. .‏فلا تنس‏ ‏أن‏ ‏عليك،‏ ‏أن‏ ‏تحطم‏ ‏القشرة‏ ‏فحسب‏، ‏لتنبت‏ ‏البذرة‏ ‏شجرة‏ ‏باسقة‏ .‏

‏(57)‏

لو‏ ‏أمعن‏ ‏النظر‏ ‏أهل‏ ‏البصيرة‏ – ‏وحتى ‏أهل‏ ‏الشر‏ – ‏لسمعوا‏ ‏فى ‏قلب‏ ‏الشر‏ ‏هاتفا‏، ‏يقول‏: ‘‏إمنعنى ‏أن‏ ‏أستشرى ‏وحدى، فأكون‏ ‏فتنة‏ ‏فعلا، دعنى أدفعك إلى ما هو أنت’ .‏

(58)‏

لا‏ ‏تحطم‏ ‏الشر‏ ‏إلا‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏تعقد‏ ‏معاهدة‏ ‏سرية‏ ‏مع‏ ‏الخير‏ ‏فى ‏داخله‏، ‏وإلا‏ ‏واجهك‏ ‏الفراغ‏ ‏الميت‏ .‏

‏(59)‏

الذى ‏لايستطيع‏ ‏أن‏ ‏يقوى ‏على ‏الشرير‏ ‏القوى .. . ‏يستسهل‏ ‏أن‏ ‏يقتل الخيّر‏ ‏الضعيف‏ ‏الغافل‏ ‏بلا‏ ‏جريرة‏.

 (60)‏

أمسك‏ ‏بالسلاح‏ ‏ذى ‏الحدين‏ ‏من‏ ‏ناحية‏ ‏الشر‏، ‏حتى ‏إذا‏ ‏لم‏ ‏تقطع‏ ‏به‏ ‏للخير‏ .. ‏قطعك‏ ‏الشر‏ .‏

(61)‏

احذر‏ ‏أن‏ ‏تبدأ‏ ‏المعركة‏ ‏قبل‏ ‏الأوان‏، ‏وانهِك‏ ‏قوى ‏الشر‏ ‏أولا‏ ‏من‏ ‏حولك‏ ‏حتى ‏لا‏ ‏تتحالف‏ ‏ضدك‏ ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏تُفَجِّر‏ ‏الخير المستوعب طاقة الشر له وبه:‏ ‏فى نفسك و‏نفوس‏ ‏الآخرين‏ .‏

‏(62)‏

تستطيع‏ ‏أن‏ ‏تستفيد‏ ‏من‏ ‏الأشرار‏ ‏بأن‏ ‏تعلمهم‏ ‏كيف‏ ‏يصارع‏ ‏بعضهم‏ ‏بعضا‏، ‏ثم‏ ‏توفر‏ ‏جهدك‏ ‏لتستمر فى مواجهة ‏ ‏الشيطان‏ ‏المنتصر‏ ‏المنُهك‏ فى المعركة المتجددة أبدا.‏

‏(63)‏

لن‏ ‏يكف‏ ‏الشر‏ ‏عن‏ ‏المناورة‏ ‏فى ملعب الخير‏، ‏وهذا موَقظٌ طيب، مادام الانسان هو ما هو.

‏(64)‏

المعركة‏ ‏مع‏ ‏الشر‏ ‏المنفصل تعطى ‏لكل‏ ‏شيء‏ ‏معنى ‏ونشوة‏ ‏واتساقا‏، ‏فلا‏ ‏تظن‏ ‏أنها‏ ‏تتعارض‏ ‏مع‏ ‏السعادة‏ ‏أو‏ ‏الراحة‏ ‏أو‏ ‏الهدوء‏، ‏اللهم‏ ‏إلا‏ ‏إن‏ ‏كنت‏ ‏تعنى ‏بهذه‏ ‏الألفاظ‏ “‏الموت”.‏

‏(65)‏

إذا‏ ‏تصورت‏ ‏أن‏ ‏طريق‏ ‏الخير‏ القوى ‏أصعب‏، ‏فاعلم‏ ‏أن‏ ‏اختيارك‏ ‏له‏ ‏ناقص‏ ‏لا‏ ‏محالة‏،

 ‏حتى تتبين أين أنت، حلال عليك الشر ‏الأسهل‏ ‏حتى ‏إذا‏ ‏فاحت‏ ‏رائحته‏ ‏غمرك غثيانه، وسوف تتعلم زخم الحياة النابض من جمال الأصعب‏ ‏وأشرف‏ .‏

‏(66)‏

إذا‏ ‏استعملت‏ ‏لغة‏ ‏الخير‏ ‏لتدعيم‏ ‏قوة‏ ‏الشر‏ الناشز… ‏خابت‏ ‏رحلتك‏ ‏مرتين‏ .‏

(67)‏

إختفاء‏ ‏الشر‏ ‏ينبغى ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏بإفراغ‏ ‏قوته‏ ‏فى ‏الخير‏، ‏ليصنعا‏ ‏كلا‏ ‏جديدا‏، ‏فحذار‏ ‏أن‏ ‏تطمئن‏ ‏للشر‏ ‏الذى ‏يختفى ‏بمجرد‏ ‏إنكاره‏، ‏أو‏ ‏حتى بزعم إعلان ‏السيطرة‏ ‏عليه‏، ‏اختفاء‏ ‏الشر‏ ‏بالانصهار‏ ‏يزيد‏نا ‏قوة‏ ‏وإشراقا‏، ‏أما اختفاؤه‏ ‏بالإلغاء‏ فهو ‏يزيدك‏ ‏عجزا‏ ‏وإنهاكا‏ .‏

هل تعلم‏ ‏أين‏ ‏أنت‏ ‏الآن‏؟.‏

‏(68)‏

فى ‏حضرة‏ ‏الخير‏:‏ إحذر‏ ‏الاعتزاز‏ ‏بالكرامة‏، ‏فلا‏ ‏كرامة‏ ‏أمام‏ ‏تيار‏ ‏الحق‏، ‏ولا‏ ‏أمام‏ ‏حب‏ ‏الناس‏، وسوف يصفق لك من الداخل بالترحاب ما كنت تحسبه شرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *