“نشرة” الإنسان والتطور
21-9-2009
السنة الثالثة
العدد: 752
يوم إبداعى الشخصى
(بمناسبة العيد) تنفع؟
حوار مع موجة حانية فى بحر هائج
تغُمرُنى
تذوبُ قطرتى ببحرهَا،
أغوصُ فى مَدَارِهَا
تدفعَنُى،
أتوهُ فى رحابِ صدَها، َفَتَنْحَنَى،
فَاَنْحَنى لَهَا.
تلطمُـنى،
تردُّنى،
متى ترانى أمِّىَ الحنون؟
أطللُّّْ من تحت الوِسَادهْ
تبتسمْ
فألثمُ الرذَاذَ والزبدْ
23/9/ 1985
كيف قفزت إلىّ هذه القصيدة:
… حين قرأت فقرتين عابرتين فى رواية عزازيل، (يوسف زيدان) خيل إلىّ أننى قرأتها قبل ذلك، لكننى لم أتذكر أين ومتى، ثم فجأة لمع فى ذاكرتى برق خاطف، لم يتميز، لكنه دفعنى للتقليب فى شعرى القديم الذى لم ينشر، فوجدت هذه القصيدة المنشورة عاليه، وإليكم الفقرتان
الفقرة الأولى: من صفحة (71)
. بدا لى البحرُ يومها، كأنه بلا ضفاف! ،……..، وأحاطنى البحر من الجهات الثلاث.. على مقربةٍ من الموضع الذى يتلاشى فيه زَبَدُ الأمواج، ألقيتُ عنى مخلاتى التى ثقلت علىَّ من طول ما حملتها. وبحرصٍ بالغٍ تقدَّمتُ، حتى لمس ماءُ البحر أقدامى.. هالنى الامتدادُ.. كاد يُغمى علىَّ من هول اتساع الماء. مددتُ ذراعى كأننى أوشك أن أطير، وملأتُ صدرى بالهواء الآتى من فوق الموجات. أبهجنى مَسُّ البحر لكعبىَّ، ورقَّةُ ارتماءةِ موجاته المنهكة تحت قدمى.
……….
الفقرة الثانية: من صفحة (75)
تلفَّتُّ فى كل الجهات، فلم أر فى المدى أحداً غيرى. ملتُ بكفى إلى البحر وغسلتُ وجهى بمائه المالح، فخفَّ توجُّسى. تقدمتُ متردِّداً، حتى وصل الماءُ لركبتى. انتابنى شعورٌ آخر ما كنتُ أعرفه.. لا طين ولا لزوجة فى قاع البحر. الرملُ ممتدٌ، ومن فوقه يتتالى الموجُ. كانت الموجاتُ تهزُّنى، وتدغدغ فىَّ حَوَاسّاً منسية. أغمضتُ عينى، مستسلماً لهَزَّات الموج اللطيفة، المثيرة. كادت موجةٌ توقعنى، فضحكتُ بصوتٍ عالٍ لم أسمعه منى قبلها بسنواتٍ، ولا بعدها بسنوات..
التعقيب الختامى
أليس عندى حق أن أكتب تلك القصيدة القصيرة جدا منذ سنوات
شكرا يا عم يوسف زيدان
ولى عودة إلى روايتك إن كان فى الوقت متسع، وفى العمر بقية