الحصار فى مربع الظل
رضا الكاشف
هذه ليست أول مرة أحاول – وكل مرة تبوء محاولاتى بالفشل.. لذلك أصبحت لا أحس بوجودى.. لا أشعر أننى مخلوق بشرى يتحرك دون خوف.. بلا قيود ..” تستشرى السحب السوداء فيتهاوى تحت ضرباتها صفو السماء ولا يبقى من هذا الصفاء الا نقط ضئيلة متناثرة”.. يحتوينى الظلام ويغرقنى.. لا يريدون لى الخروج حيث (الهواء) ننعم بنسائمه.. يفك طوق الاخنتاق.. ليكون ذريعة للحوار.. لكن الهواء صفوه معكر.. وكل الأشياء أراها تتحرك تحركا غير طبيعى.. وتملكنى الرعب خوفا من زيادة المرارة.. واهتزت السماء فوقى.. وارتفعت الأصوات.. الجميع يحاول جاهدا جذب النظر اليه.. كل متهم يحمل كتابة.. والأماكن المغلقة والتى شلها الخرس أصبحت عالية الصوت حتى عنان السماء .. والملصقات على الحوائط تقول ما لم نره… حتى عندما نظرت فى مرأة أحد الحوانيت عكست وجها غير وجهى الذى ألفته.. وأنا سائر على غير هدى.. يقابلنى الجميع فى ود حار.. يستوضحونى الأمر والراى… وكيفية النهوض بالأزمة الاقتصادية… ومشكلة الصحراء.. والعمالة .. و….
ويقابلنى آخرون .. حن الذين نسير نحو هدف استقرارك … وكل ما تراه ينمو….
وآخرون يلتفون حول (…..) وهذا هو الحل …….
وآخرون يطلقون على أنفسهم أنهم أصحاب التبشير والتنوير.. و .. شعور مخدر ونشوة زائفة .. محاصر أنا … ومساحة ظلى معتمة …
حيث لن تعد ملامح الأشياء واضحة .. ومسافة الالتقاء لم أكن أتصورها بهذا الاتساع.. ” وتتقعقع السحب السود راعدة.. فترتجف هلعا نقط الصفاء المتناثرة فى السماء.. تبدأ السحب السود فى التهامها واحدة فواحدة”… احساس يجتاحنى بفقدان التوزان.. ضياع الصوت بين الحلم والغيبوبة.. الحلم الذى ” عندما تلتقى السفن فى عرض البحر .. تتعارف، تتعاون، وتمد كل منها للأخرى ذراعا من نور” … لكن سرعان ما لاح الحلم كسراب .. وألملم وعى لأعى… ذكريات اختناق حادة تنبعث .. تتدافع رؤى متداخلة لوجوه قادمة…
فهل فيهم من يزيل الظلام ؟!