مقدمة وايضاح
حين نعود نجمعه هذه المادة فى باب واحد، فأننا نحيى تقليدا قديما بدآت به المجلة فى اعدادها الأولي، وقد رأينا أن نرجع اليه بعد آلمأزق الأخير، اسهاما من جانبنا الا تفرض على القارئ الا ما يختار، مقتطفين معنى قول ميخائيل نعيمة” كرمى على درب، فيه العنب وفيه الحصرم، فمن يشاء فليلتقط ما يشاء”، ولا نعنى أننا جمعنا هنا الحصرم أو تركنا هناك العنب، فما هو حصرم لأخدنا قد يكون عنبا لآخر، لكننا آردنا أن نحجم “مساحة” الاعارة المزعومة، متمسكين أبدا أن الأدب بكل أنواعه – بما فى ذلك الكتابة الطليقة – هو وسيلة معرفية من أرقى وأرق الوسائل.
وقد كنت اقترحت على الزميل أحمد زرزوز ألا ننشر “حداثة” (مع تحفظى على الآسم) الا فى ما أسميناه “النقد يواكب النشر”، وذلك زيادة فى الفائدة واحتراما لجمهرة القراء، لكنى تراجعت بعد أن خفت الوصاية على هذه الموجة التى لابد أنها تحمل مقومات اختراقها، طازجة مباشرة، وهى ذلك فقد نشرنا ملاحظة أحمد زرزور النقدية فى هذا الباب وهو يصيح – معنا – متألما من “الغياب الجماهيري” النابع من ” الغياب النقدي”.
مهمة صعبة، لا أعرف لها حلا، أذن من أين نبدأ.
ومع ذلك – ولذلك – لن نتخلى عن وقوفنا بجوار كل ماهو جاد مثابر، حتى كنا نحن أنفسنا أول من يعجز أمامه قليلا أو كثيرا. وقد هممنا أن نقرأ – ناقدين مقارنين – انطلاقة يوسف عزب، جنبا الى جنب مع شعر زرزور، لكن لضيق المساحة وظروف أخرى اكتفينا بالنشر مع دعوة – لمثل ذلك – موجهة الى كل من يهمه الأمر.