الافتتاحية الثانية
اعتذار واختراق
بصدور هذا العدد نحاول الاعتذار لكل القراء الذين احبطناهم دون أن نتنازل عن أى مستوى، ناهيك عن أى موقف
فقد رحنا نقسم العدد على أبواب خمسة حتى نسهل الاختيار على القارئ
وقد بدأنا بتعدد الافتتاحيات، ونحن ندعو زملاء التحرير والقراء الى الاسهام فى ذلك ولو بصفحة واحدة لتمثل الافتتاحيات بابا مستقلا.
ثم نقدم فى الباب الثانى دراسات وقراءات ورؤى، حتى يبدو أغلب هذا الباب بمثابة “قراءة مكتوبة” وهى الفكرة التى بدأت بما أسميناه مقتطف وموقف، فنقدم فى هذا العدد: فصل من كتيب ليفى شتراوس ترجمة (وايضاح) عصام اللباد، كذلك قراءة د. يسرية أمين فى كتاب آن مورو “هدية الانسان المعاصر” حيث تركز على ضياع المرأة المعاصرة وسط زحمة المؤثرات المشتتة، كذلك نشرف باقتطاف عزت قرنى من مقاله الأخير “الابداع الفلسفى وشروطه” حيث أحيا فينا أملا فى مصر أن نجرؤ فنعيش فكرنا نحن دون غيرنا، وقبل ذلك يكتب لنا د. رفعت محفوظ عن “المعنى والحياة” فيقترب من قضايا القيمة “والتناسق” والعلاج النفسى فى آن
ونخصص الباب الثالث للابداع الأدبى شعرا، وقصة، ونقدا, ولا يعنى محدودية هذا القسم النسبية أننا نتراجع، بل أن دراسة (أو ملاحظة) أحمد زرزور “بين حرير الانفراد وشوك المشاركة” تحتاج الى عودة، كما يعود د. نعيم عطية فيحل ضيفا قاصا متميزا، ونعود للشعر السهل نسبيا دون أن نغفل الشعر المتحدى، وأخيرا فقد أحيا يوسف عزب ما كان يميزنا “كتابة طليقة” فاخترنا نشر كتابتين “معا” لتكاملهما.
أما فى الباب الرابع، فقد حافظنا ما أمكن على طريقة الحوار القديمة، وان كنا نتمنى أن نتخلص منها كلية لتكرار الشكوى بحق من الظلم الذى يلحق بالحاور الضيف، فنحاول أن نبحث عن بديل بنشر الرسائل كاملة ثم الرد كاملا، ونغامر بتلقى الآلام البسيطة، والحيرة الطازجة ، فنرد عليها: بالكلام العادى مع حذرنا المطلق من أى تسطيح فما أصعب المغامرة.
وفى نفس الوقت نوجه خطابين تقفيل حسابات لكل من صلاح الدين محسن وأحمد زرزور، فى محاولة ايضاح واعتذار، ولا نحسب أننا نجحنا.
وأخيرا نقدم بابا جديدا (ليس كل الجدة) نحاول من خلاله أن نقدم أساسيات الطب النفسى من معلومةالى بحث، مع قراءة مواكبة، ونتمنى أن نكون بذلك قد اقتربنا من مسئوليتنا المباشرة أكثر فأكثر، كما نأمل أن نواجه نقدا صريحا هذا الكم الهائل من المعلومات الرخوة، والمسطحة، والخاطئة التى تغمر وعى القارئ العادى (والطبيب المشغول) فى الصحف السيارة والكتب التجارة.
ونضمن هذا الباب ما هو “حالات وأحوال” باعتبارها من صميم الطب النفسى.
فهل نطمع أن يعتبر القارئ هذا العدد بمثابة العدد الأول، فيجيب على تساؤلنا: هل عدلنا نفسنا فى الاتجاه الصحيح أم أننا نتراجع؟
شكرا.