الافتتاحية الثالثة
متى …؟ وإلى متى …؟
ما نعيشه قسرا منذ مدة نعيشه هذه الأيام أكثر عسرا، و “بسرعة غامرة، وبلا معالم مطمئنة”
فثمة التسكين”، وبين البحث عن هوية، ويظهر خط هادئ رصين، جنبا الى جنب مع طلقات الرصاص والحماس الطائشة، ويتراءى فى الأفق مشروع حوار، لكنه أشبه “بتقسيمة” بين أفراد كل فريق وبعضهم، ولا نأمل فى مباراة حقيقية، فتقسيمة الاسلاميين (ما أغرب الاسم!) معلنة محمية الظهر بالشرعية والأرضية، أما تقسيمة الفريق الآخر (مرة يسمونهم العلميين، أو العالميين، أوالماديين، أو الوطنيين (وهم يخفون الاسم الحقيقى: المأرقين الملاحدة!!) أما تقسيمة الفريق الثالث، فجوهر محتواها سرى (ممنوع منعا باتا) وظاهر حركتها وطنى عصرى (دون وعى كاف بالتبعية والتقليد) لكن الحوار الحقيقى مازال بعيدا عن المتناول الحوار بين الملاحدة الشجعان (بعد ايقاف حد الردة) وبين المؤمنين المبدعين (بعد ايقاف فكر الوصاة) ولا أحسب أننا سنصل الى ما يريده المؤمنون المستقلون الحضاريون خاصة الا بالمغامرة بخوض هذا المستوى من الحوار دون قيد أو شرط [1]، فمتى؟ والى متى؟
* ويرشح من لا صفة له، من لا جدال حول انتخابه، تحصيل حاصل، أحسن من لا شئ.
* والأسعار تشتعل، والانتاج لا يتحرك بالقدر الملموس، والديون تؤجل (أو تجدول أو “تتنيل بنيلة”: كله سواء) والمتخرجون يوعدون بالتعيين ليصبح متوسط ساعات العمل 25 دقيقة بدلا من 27 دقيقة، والأجور ترتفع (قال يعنى) والحياة للشريف العادى تصبح مستحيلة فعلا.
فهل يا ترى هو مأزق التحول الى واقع الأمر ثم ننطلق؟
أم أنها ارهاصات الفلس والعجز العام؟
* وحكاية الغش الجماعى تظهر وتكاد تختفى، رغم أن الغش قائم من قبل ومن بعد فرديا وجماعيا، ومساء الخير يا مدرسة الأجساد المرصوصة، وجامعة الأعداد الكبيرة.
وتصدر مجلة “علم النفس”، وتعود “مجلة الفنون الشعبية” عن الهيئة العامة للكتاب فنحيى الزميلتين، ونشكر الهيئة، ونحتفظ بتعليق، ونأمل فى أن تقوما عنا ببعض ما “حشرنا” أنفسنا فيه اضطرارا (أو كما قال).
2- انظر مقتطف وموقف حول مقال د. عزت قرنى هذا العدد