واحد على ما لا نهاية لا يساوى صفرا
د. مها محمد كامل
لن أنسى هذا اليوم ما حييت :
يوم أن زعمت مدرسة الرياضة أن 1= صفر
أحسست بثورة عارمة بداخلى لو كنت تركت لها العنان لحطمت كل ما فى الفصل أو ضربت هذه المدرسة .
هؤلاء الأوغاد، كيف يزعمون أن واحدا على ما لانهاية يساوى صفرا.
إذا اعتبرت نفسى واحدا واعتبرت مجموع البشر فى العالم مالا نهاية.
هل يعنى هذا أننى أساوى صفرا إذا نظرت لهما فى نفس اللحظة .
هؤلاء الأوغاد كيف يلغون عالمى الداخلى :
إحساسى – مشاعرى – أسرارى – أفكارى – طموحى – إحباطى – ألمى – نزيفى – حزنى أملى – جنونى – إيمانى .
هل كل هذا يساوى صفرا إذا نظرت لنفسى ولمجموع سكان العالم فى نفس اللحظة؟
وإذا بى أنهض وأصيح فى وسط الفصل:
لا……لا…. واحد على مما لانهاية لايساوى صفرا.
ولم أفق إلا على ضحكاتهم العالية، ولم ينقذنى إلا جرس الفسحة .
ومضت سنوات وسنوات وإذا بى أنه مهما أحسست أن علاقتى بمجموع سكان العالم تشبه علاقة واحد بما لانهاية، فإن هذه العلاقة لا تساوى صفرا.
ولازالت حتى اليوم أحاول أن أتصور مقدار ما أمثله إذا ما نظرت لنفسى ولمجموع سكان العالم فى نفس اللحظة.
نفسى تخدعنى لتكبر من مقدار ما أمثله والعالم يرد على فى كل مرة وكأنه يريد أن يرجعنى إلى حجمى .
أعيد المحاولة فأبالغ فى حجم نفسى والعالم يرد .
ثم اكتشفت أن هذا اللغز لن يحل مادمت أنا أمثل أداة القياس والمراد قياسه فى نفس اللحظة .