ندوة العلاج النفسى فى مصر
المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية
24- 25 يونيو1980
عقد المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية ندوة منذ أيام وكأنها استجابة كريمة لهذه الدعوة المتواضعة التى طرحتها هذه المجلة .
وقد اشترك فى هذه الندوة من الممارسين فعلا للعلاج النفسى عدد طيب أسهم بجدية وأمانة فى فتح الحوار الذى نأمله .
فقدم أستاذنا الدكتور مصطفى زيور بحثا غنيا عن خبرته فى العلاج بالتحليل النفسى فى مصر وذكر فيه بعض الملاحظات الثرية خلال 32عاما، وبداية من هذا المنطلق نتقدم إلى سيادته بطلب متواضع نرجو ألا يحرمنا منه وهو ان نسجل تسجيلا صوتيا ممتددا عن هذه الخبرة بما يسمح به وقته، فإذا كانت الكتابة يشغله عنها تعليمنا وتوجيهنا، فنحن نطمع ألا يبخل على أبنائه وتلاميذه بهذه التسجيلات باعتبارها ثروة علمية قومية هى من حقنا وحق العلم بفضله أولا وأخيرا .
كما قدم الأستاذ الدكتور محمد شعلان بحثا عن تطبيقات العلاج النفسى الجماعى فى إطار التغيير الاجتماعى فى مصر، وقد فتح من خلاله أبوابا أوسع للاستفادة والإفادة من خبرات العلاج النفسى الجمعى فى مجالات التعليم والادارة والسياسة، ومازلنا ننتظر تنظيرا أكثر تفصيلا وتطبيقات أكثر تحديدا، تطمئن الذين يبذلون الوقت والجهد إلى قيمة ما يفعلون مما يتخطى أن هذا المريض قد تحسن، ويصبر على ما يتلقون من إحباط .
كما قدم الأستاذ الدكتور فرج أحمد فرج بحثا عن الخبرة العلاجية مع طلاب الجامعة، وقد تميز هذا البحث بشموله للبعد الاجتماعى للمشاكل النفسية، كما تميز كذلك بتصنيفاته الأصلية التى تخطت سجن التشخيصات التقليدية وأخيرا بتحليلاته العلمية العميقة التى أكدت على خبرة العلاج النفسى باعتبارها(فعلا علميا فى ذاته) وفتحت الآفاق أمام إسهامات أكبر وشجاعة مماثلة تعرفنا من نحن وكيف نمرض وربما لماذا؟
وكذلك قدمت الأستاذة المحللة(فايزة على كامل) نبذة مفيدة عن التحليل النفسى للأطفال فى مصر وشرحت فيها أثر التأثيرات البيئية على الأعراض النفسية وعلى مسار العلاج، وكذلك أشارت إلى الصعوبات الناجمة عن ضعف الوعى بدور التحليل النفسى للأطفال فى مصر
وقدم الأستاذ الدكتور يحيى الرخاوى بحثا عن(العلاج النفسى للذهانيين) وبعد تعددا مصادر خبرته فى هذا الصدد وإعادة تعريف العلاج النفسى باعتباره (مواكبة انسانية مسئولية أساساً) أعرب عن تواضع النتائج فى هذا الصدد بالنسبة لتتبع المرضى، ولكنه أكد على أهمية هذه التجربة فى نمو المعالج ذات نفسه مما ينعكس على خبرته فى المجالات الأخرى فى علاج غير الذهانيين، بل ويتخطى ذلك إلى مجالات اخرى
ثم قدم الدكتور مجدى عرفه بحثا عن( العلاج النفسى الجمعى: الأسس العامة لتجربة مصرية)، عرض فيه تاريخ هذا العلاج فى مصر ثم ركز على تجربة منه لها شخصيتها الخاصة العلمية، وكان من أهم مايهم القارئ هو تأكيده على الدعوة المفتوحة لمن ذلك أراد المشاهدة المباشرة او التدريب أو المشاركة من أهل التخصص أن يسعى إلى ذلك فى العيادة النفسية الخارجية لقسم الأمراض النفسية بالقصر العينى صباح يومى الثلاثاء والأربعاء من كل أسبوع.
وأخيرا قدم الدكتور محمد حسيب الدافروى بالاشتراك مع الدكتور رفعت محفوظ بحثا عن العمل العلاجى الجماعى والعلاج النفسى وسع فيه مفهوم العلاج النفسى بحيث يشمل العمل المشارك ووضع المعالج كقدوة ومسيرته الموازية بالضرورة ولغة الجسم ورسالة الصحبة، وقد أكد على العمل كقيمة علاجية، وقيمة حياتية تطورية فى ذاتها، وأنزل الطبيب(والمعالج) النفسى من فوق كرسيه وجوف كتبه إلى أرض الواقع مشاركا قدوة أساساً لا موجها مفسرا فحسب .
وبعـد
فها هو الحوار يبدأ، فى تعاون المخلصين، وها نحن نتخطى الحساسية الفردية إلى الأمل الأوسع فى التعاون البناء .
وهذه المجلة إذ تعلن سعادتها بهذه الخطوة البناءة الرائعة تتوجه بالشكر إلى الاستاذ الدكتور محمد خليفة رئيس مجلس إدارة المركز القومى للشئون الاجتماعية والجنائية وإلى الاستاذ الدكتور عالم النفس عماد سلطان مدير المركز وإلى الزميل الدكتور محمد هويدى رئيس وحدة علم النفس ومقرر الندوة لما أثرونا به من علم وما فتحوا من حوار .
كما نتقدم للزملاء الذين تقدموا بهذه الأبحاث إلى نشر أبحاثهم هذه ومثيلاتها على صفحات هذه المجلة متفرقة أو مجتمعة فى عدد خاص للعلاج النفسى، والأمر مرهون
برأيهم وموافقتهم .
والشكر حق لهم فى كل حال .
والغد أفضل بفضلهم وفضل الاستمرار.