دراسة وصفية لمحاولة الانتحار فى القاهرة [1]
“عرف هذا البحث محاولة الانتحار على أنها المحاولة الأكيدة لاحداث اذى بالذات، أو تسميمها بقصد الايذاء أو بقصد الانطباع بذلك”
وقد تم اخذ الحالات من قسم الطوارئ (الاستقبال) من ثلاث مستشفيات مختلفة تخدم منطقة غرب القاهرة (4 ملايين نسمة).
وقد اثبتت الدراسة أن أغلب محاولات الانتحار هى من الاناث، وما بين سن 15 – 34 ، ومن غير المتزوجين، وأن نسبة المتعلمات بين المنتحرات أكثر من غير المتعلمات، وأن العائلات أكثر ازدحاما فى عينة الانتحار، كما ثبت أن أغلب المحاولات تمت فى المنزل حيث كان هناك شخص آخر قريب من المحاولة، كذلك وجد فى 31% من الحالات تاريخ سابق لمحاولات غير جادة.
كما تمت المقارنة بالنظر فى النسب المئوية.
وأعطت النتائج مؤشرات أخرى علىمقاييس نفسية وتشخيصات نفسية غالبة مثل اضطرابات التعسر العاطفى Dysthymic ، واضطرابات التكيف، واضطرابات الوجدان واضطرابات الشخصية، كما يمكن تشخيص 17% من العينة كما أظهر البحث باختبار دون آخر، أن خطر الانتحار الحقيقى قائم فعلا عند من حاوله ويفشل.
فنقول:
ان معطيات هذا البحث انما تشير الى “محاولة” الانتحار دون الانتحار ذاته، الا أنه أثبت أيضا أن من يحاول الانتحار ويفشل، هو اكثر استهدافا الى انتحار ناجح فى مرة قادمة، مما ينبغى معه عدم التهوين من فشل المحاولات الأولى.
وعلينا ان ننتبه أيضا الى ضرورة أخذ الاحصاءات الرسمية بحذر شديد، لأن اعتبار هذه الاحصاءات مصدرا علميا يعتمد عليه قد يؤدى الى الخلط ما لم نتذكر كيفية التسجيل والعوامل الادارية (والسياسية) التى تحدد نسبة التسجيل، ونفور العامة من الاعتراف بهذه المحاولات تجنبا للتشويه الاجتماعى المحتمل .. الخ.
واخيرا فيجدر بنا الاشارة الى أن انتحار هو قرار انانىهروبى خطير، ومع ذلك فاننا فىالعلاج النفسى المكثف والجمعى، نلتقى بفكرة الانتحار، ومأزق الانتحار فى الأوقات التىيكون فيها التغير الى أحسن، وهنا يكون مأزق الانتحار بمثابة اعلان عن ارادة التغيير ومخاطرة تجاوز الأقدم بما يشبه قتله فى عملية الولادة الجديدة (واضطراد النمو)، ونحن نشير الى ذلك حتى لا نقف من قضية الانتحار من واقع السجلات الرسمية او النواهى الخلقية موقفا رافضا كل الرفض، اذ قد يكون قرار تجاوز القديم مع مغامرة تكافئ الانتحار هو من اشرف مآزق الحياة النامية فى وعى يقظ.
[1]- Descriptive study of attempted suicide in cairo A. Okasha, M. Kamel< F. Lotaif, N. El-Mahalawy A.H. khalil & A.M. Ashour “The Egyptian Journal of Psychiatry (1986 Vol 9 No, 182. 53 – 71