الباب الرابع
ذهابا وجيئة
رسائل – حوار – تعقيب
(1) تقديم، وشكر، واعتذار
كان، وربما لن يزال – من أهم ما يميز هذه المجلة، هذا الباب الذى أسميناه – تجاوزا – “حوارا”، فمن خلاله استطعنا أن تطرق باب قضايا خطيرة، وأن نتخطى حدودا محظورة (مقدسة، ومغلقة : هكذا زعموا)، وفى حدود هذا “التكتيك”، استعملنا رسائل أصدقاء أبرياء وشرفاء وطيبين وشجعان، قطعناها، واقتطفنا منها، ولوينا ذراعها، حتى ننفذ من خلال كل ذلك الى ما نريد ايضاحه، وبذلك استطعنا أن نقول : فى الدين الشكلى، والفلسفة المظهرية، والمنهج العلمى (السجن)، والنصب الأخلاقى، والتصوف الهروبى، استطعنا أن نقول فى كل ذلك ما كان لا يمكن أن نقوله “مباشرة” ، فالمحاور الضيف كان البطل المضحى مثل راكب زوارق “الطوربيد” الانتحارية يختفى رأيه (وربما وجوده) وراء غاية نبيلة تعود على المجموع، وهى تحطيم سفن العدو، وتلقينا – باستمرار تقريبا – احتجاجات وتحفظات من هؤلاء المحاربين الضيوف، لكنها كانت احتجاجات نبيلة دائما، لأنهم كانوا – بشكل ما – يدركون القصد المشترك.
وحين نظرنا فى ذلك نقف هذه الوقفة للمراجعة واعادة تنظيم الصفوف، قدرنا أن “هذا يكفى” ، وأن نلتزم دائما بنشر الرسالة كاملة والرد كاملا (أو بدون رد)، اللهم الا اذا طلب صاحب الرسالة – صراحة – أن يكون حوارا بهذه الشروط السابقة الذكر.
كذلك رأينا، ونحن نخطو نحو الدائرة الأوسع بهذا التطوير، أن نقف أمام الرسائل البسيطة، والمشاكل العادية، وأن نقبل التحدى، فنرد مع الالتزام بتجنب النصح الوعظى، أو التسكين المبلد، فما أصعب المهمة.
(1) ولعلنا بدأنا فى الرد فعلا، والشكر حقا، فيما اقتطفناه فى افتتاحية (1) هذا العدد، وذلك من خطابى عبد النعيم الزينى، وأمين توقفوا عن مراسلتنا بما أشعرنا بالتقصير نحوهم حتما، كذلك يكتب لنا الاسماعيلية مثلما فرحنا باصدقائنا فى سوهاج خاصة وبور سعيد الذين توقفوا عن مراسلتنا بما أشعرنا بالتقصير نحوهم حتما، كذلك يكتب لنا ناجى حنفىمن جديد، ولكن بلا جديد، فهو لم يتعد بعد تكرار المراسلة – مرحلة الحماس والصدق الفج، وهو يرفق مع خطابه مسرحية قصيرة جدا تحت اسم “قانون الثيران” نرجو أن يقرأها مرارا ثم يفعل بها ما فعلنا، ليكتبها من جديد بعد عدة سنوات (من القراءة والصبر والكتابة والتمزيق والمعاناة الأعمق فالأعمق).