ثم إليه يرجعون
ملخص سيناريو فيلم “يعيش يعيش رمسيس الثانى”
عصمت داوستاشى
الخروج نهارا
” أنهض فلن تفنى … يا من تمضى ستعود …
يا من تنام ستصحو … يا من تموت ستبعث “
***
- فى نهاية الثمانيات …. القاهرة … المتحف المصرى…. مؤتمر صحفى عالمى تعقده هيئة الآثار المصرية …. فى هذا المؤتمر يعلن المسئولين النتائج النهائية التى توصل إليها العلماء بعد فحص حالة التحلل التى أصابت مومياء رمسيس الثانى مع عرض للدراسات المكثفة التى أجريت على المومياء وعلاجها بأشعة الكوبلت بمتحف علوم الانسان بباريس…. كلمات المسئولين فى المؤتمر يكتنفها كثير من الغموض. يردون على أسئلة الصحفيين بعبارات مقتضبة ولكنهم ينجحون فى حجب انطباع تولد فى نفوس الصحفيين بأن علاج المومياء بالأشعة الذرية جاء بنتيجة عكسية، وأن تحولات غريبة قد بدأت تظهر على المومياء وأعلنوا صراحة بأن المومياء تتحلل.
- الدكتورة فاطمة المسئولة طبيا وإداريا عن المومياء تجلس فى مقدمة الحاضرين ومعها خطيبها الصحفى محمود وهو من المهتمين بتغطية أخبار الآثار على المستوى المحلى والعالمى …. ومكلف خصيصا بتغطية موضوع علاج المومياء رمسيس الثانى لجريدته …. فاطمة لا يبدو عليها الارتياح لم تسمع ومحمود يلح فى القاء الأسئلة لأن الموضوع فى رأيها أخطر من كل ما يحدث .
- ينفض المؤتمر باعلان المسئولين قرارهم النهائى بعودة المومياء ودفنها فى قبرها بوادى الملوك بالأقصى. ووسط دهشة وذهول الجميع وأعتراض الدكتورة فاطمة على هذا القرار واخراجها من القاعة بالقوة يفتح المعمل المؤدى الى حجرة المومياء لزيارتها للمرة الأخيرة مع تحذير للصحفيين بعدم التصوير مطلقا .
- فى شقة محمود المطلة على ميدان رمسيس تكشف فاطمة لخطيبها عن سر خطير أصبحت لا تستطيع كتمانه خاصة بعد قرار دفن المومياء. أن بعض مظاهر الحياة قد بدأت تدب فى مومياء رمسيس الثانى أثر علاجه بالأشعة، وهذا هو الدافع الحقيقى لاصرار مسئولى الآثار على ضرورة عودة المومياء للأقصى لدفنها باسرع ما يمكن ..
- محمود يذهل لما سمعه فتسهب فاطمة فى شرح المسألة وتقول فاطمة أن خوفها على المومياء قد دفعها الى أن تجرب علاجها ببعض التراكيب الطيبة التى عثرت عليها فى أوانى فرعونية قديمة، وقد كانت تأمل خلال ذلك من انقاذ المومياء من التحلل عندما بدأت الانتفاخات تظهر عليها ولكن هذه الظواهر الغريبة استمرت مما دفع العلماء للشكوك واطلاق التساؤلات. ولكن الأمر حين وصل الى سمع بعض المسئولين الكبار، جعلهم يقررون على الفور دفن المومياء ورفض كل العروض السرية لعلاج المومياء مرة أخرى بالخارج أو الابقاء عليها ومتابعتهم لهذه التحولات الغريبة. وأن الأمر بالدفن صدر سرا من الجهات العليا بالدولة .
- محمود فى ذهوله وأمام تأكيدات فاطمة ورجوعه الى مجموعة صور التقطها سرا للمومياء فى الزيارة الأخيرة لها. يقترح خطة لخطف المومياء بهدف أثارة الراى العام داخليا وعالميا لانقاذ المومياء من المصير الذى يتهددها على يد المسئولين. توافقه فاطمة على الخطة بعد وضع تفاصيلها بعناية بمشاركة سمير شقيق محمود.
***
- وخلال عملية الخطف – تقع مفاجأة مذهلة – أن ظواهر عودة الحياة الى المومياء قد اكتملت وتدب الحياة بالفعل فى رمسيس الثانى الذى يجلس مبحلقا فى شعاع لضوء الشمس… تحيط به لفائفه الكتانية وقد آخذ ينزعها عنه دون وعى. ويتجمد الثلاثة دهشة ورعبا أمام رمسيس الجالس أمامهم … وبدلا من أخذ المومياء فانهم يساعدون رمسيس على ارتداء بعض الملابس المتوفرة وكأنهم يساعدون مريضا ما زال مخدرا
- يتم تهريب رمسيس الثانى – الذى دبت فى جسده الحياة عن عمر يقارب الثلاثين عاما – بواسطة سمير شقيق محمود الذى يخرج به بطريقة عادية ضمن وفد سياحى أمريكى يغادر المتحف المصرى فى مهرجان من الملابس المتناقضة وبحلقة الدهشة لحضارة العالم المتخلف .
***
- ضجة هائلة تعقب اكتشاف اختفاء المومياء فى المتحف: أجهزة الدولة والمعاهد العلمية ومحافل الآثار العالمية والصحافة ووكالات الأنباء……. وتحمل الطائرات الى مطار القاهرة أفواجا ممن أثارهم الموضوع وبعضهم من محترفى تهريب الآثار .
***
- تدور الشبهات حول فاطمة ومحمود…. فيدهم البوليس شقة محمود حيث يجدون الدكتورة فاطمة ولا يعثرون على المومياء وأنما يجدون شابا فى حالة وجوم وشرود فيسرع محمود ويخبرهم بأنه قريب له جاء من الصعيد للعلاج فى احدى مستشفيات القاهرة. وان اسمه رمزى…. البوليس يقتاد محمود وفاطمة للتحقيق فيوصى محمود أخيه سمير بأن يعود برمزى الى قريتهم بالأقصر .
- يأخذ سمير ضيفه ليركب معه القطار المتجه الى الأقصر ثم الى قرية القرنة بالضفة الغريبة للنيل … النيابة تفرج عن فاطمة ومحمود لانعدام الأدلة على خطفهما للمومياء التى لم يعثر عليها بعد. ولكن أجهزة الأمن تضعهما تحت الرقابة الشديدة. يتوجهان فور الافراج عنهما الى الأقصر والى قرية محمود بالقرنة حيث أسرته وحيث يجدان رمزى هناك .
- فى نفس الوقت يسافر معهما جماعة متناقضة من الأشخاص….. مخبر دولى من الانتربول ….. وأحد كبار تجار الآثار الدوليين، ونصاب عالمى أقنع معلم مخدرات بأنه مليونير وأنه سيشترى منه المومياء فى حالة عثوره عليها وأن تجارة الاثار المهربة أكثر ربحا من تجارة المخدرات …. كذلك مع الجميع ضابط مباحث مصرى مكلف بمراقبة الدكتورة فاطمة ومحمود وكل من يحيط بهما .
***
- فى الأقصر، وبعد الافاقة من صحوة الموت نرى رمزى يتجول بين أثار معابده الجنائزية ومقبرته بوادى الملوك لقد اكتشف الآن ما حدث ونراه يقف بشموخ وخلفه أحد تماثيله المحطمة، عيناه ترسلان بريقا مفعما بكل معانى الرفض والانكار الصامت… ودموع الحزن العميق…. ويتذكر أخطاءه وأكاذيبه على التاريخ .
- فاطمة ومحمود يبدآن مع رمسيس الثانى برنامجا لتعليمه مفردات الحياة الحديثة، يظهر سلبية فى البداية ثم يقبل على التعليم فى رغبة لاستيعاب الواقع قبل مواجهته… وأخيرا يتمكن من أعلان سخريته ورثائه لما آلت اليه أمور الحياة من بعد بأسلوب لا ينسى فيه أنه كان امبراطورا عظيما… ما هذا التدهور العام فى كل شئ وفقدان المثاليات الواضحة للعالم القديم، ومنجزات عصر التكنولوجيا والالكترونيات التى لا يرى فيها أكثر ممن بدع السحر التى كانت تمارس خلال عهده…. العربة الحربية التى فتح بواسطتها امبراطوريته المترامية الأطراف، وقد تحولت الى عربة كارو أو حنطور يركبه السياح الذين تبهرهم أطلال الماضى…. الا أنه يعلن لنفسه بوضوح أن انحرافا ما قد حدث أثناء رحلته للآخرة ومن ثم أنكر صحوة الموت…. وفكر فى أن يعود من حيث أتى ليستكمل رحلة الخلود الحقيقية……. ولكنه أعلن أن نظام الحكم قريب من النظام فى عهده حيث يسود الكذب والمبالغات كل الوسائل الاعلامية للحاكم المستبد على الدوام .
***
- الصراع متشابك ومتصاعد بين خمسة أطراف: محمود وفاطمة من جهة ومخبر الانتربول ثم تاجر الآثار، والمعلم ومستشاره النصاب الدولى وأخيرا ضابط المباحث المصرى. وتشهد الأقصر، وشوارعها وثراها ومعابدها وفنادقها مفارقات مثيرة وساخرة يصنعها عناصر هذا الصراع فى اطار الاستحواذ على المومياء المختفية… وتتكاثف الشكوك حول رمزى ويصبح هو محور ذلك الصراع لاعتقاد الجميع بأنه الرأس المدبرة لخطف المومياء……. وحين يكتشف رمسيس الثانى” رمزى ” أبعاد هذا الصراع يدرك أنه فى مواجهة عالم من اللصوص والمتاجرين فمخبر الانتربول الأكثر وعيا ينفذ خطة بحث لا يعرف أغراضها البعيدة الشائكة، وتاجر الآثار يسيل لعابه لملايين الدولارات التى يحلم بها والمعلم الذى يرى أنه أحق بالمومياء من تجار الآثار الأجانب…. وضابط المباحث الخاضع لأوامر روتينية يحيطها جو من الرعب الوهمى المسيطر على رؤسائه، أما فاطمة ومحمود فشخصان مثاليان ساذجان يقودهما حرص وغيرة ينقصهما الوعى بفساد عالمهما .
***
- وفى لحظة تأمل لرمسيس الثانى حين يرى شباب وجهه فى مياه البحيرة المقدسة ويتذكر العيد الثلاثين الذى كان يمارسه كل عام للاحتفاظ بفتوته … يقرر بالاتفاق مع صديقه الذى تعرف عليه وتعاطف معه عم على العجوز كبير خفراء وادى الملوك على السخرية والاستهزاء بالجميع فيعلن للمجموعة المحيطة به كل على حدة… بأن مومياء رمسيس الثانى ستكون بمقبرته فى ساعة كذا من فجر اليوم يتسابق الجميع ليصلوا جميعا فى نفس التوقيت وكل منهم يتصور أنه ذاهب وحده… وأمام مفاجأتهم بأنفسهم تقع مفاجأة ثانية…. حين تفتح المقبرة يعثر الجميع على الخفير عم على نائما داخل التابوت الجرانيتى لرمسيس ويعلن أنه تعود النوم بالمقبرة طوال فترة عمله بوادى الملوك .
- فى نفس الوقت يكون رمسيس الثانى قد ودع أطلاله وخرائبه وتوجه الى محطة سكة حديد الأقصر… ليصعد فى القطار المتجه للقاهرة هربا من ماضيه وهربا من مهزلة الحاضر الذى يعيشه مرغما، يأمل لا اراديا فى أن يصل الى المتحف المصرى ليرقد فوق منضدة الصحوة التى قام حيا من فوقها .
- يتبعه فى حرص كامل مخبر الانتروبول الذى تنبه مذعورا الى حقيقة رهيبة وهى احتمال أنه يراقب رمسيس الثانى نفسه وقد عادت اليه الحياة .
***
- ازاء تلك التعقيدات تصل رسالة رمسيس الثانى الضمنية الى فاطمة ومحمود فينير لهما هذا السلوك الساخر من رمسيس فهمهما، فيعترفان أمام الجميع بالحقيقة الساطعة المخيفة…. لقد دبت الحياة بالفعل فى رمسيس الثانى/ رمزى / الذى هزأ من الجميع وتركهم لا يعرفون الى أين سيتجه .
- تتبدد كل الشكوك ويبدأ سعر جديد لملاحقة رمسيس الثانى الذى اختفى. ويصل الخبر عن طريق ضابط المباحث الى رئاسة الجمهورية حيث ينشط موظف طفيلى يحلم بالترقية فى كتابة تقرير ملفق يتضمن بأن رمسيس الثانى الذى عاد للحياة يعمل سرا على استعادة عرشه والعودة لحكم مصر بمعاونة دولة أجنبية .
***
- يصل رمسيس الثانى الى ميدان باب الحديد فيصدم بمشاهدة تمثاله الضخم وقد حوصر بمربع من الكبارى الصلبة….. الألم على صفحة وجهه بارز ويتضخم هذا الألم أكثر وهو يتوه بعينيه وسط حركة السيارات وزحامها الكابوسى المثير للتقزز ويعلن بصوت مسموع أن الحضارة التى أبدعت تمثاله الضخم هذا….. لا يمكن أن يكون تطورها الطبيعى هو الذى يراه الآن محيطا بتمثاله….. ووسط هذا التيه وهو يصرخ أين المتحف المصرى؟ ووسط زحام اجتمع حوله يقترب منه مخبر الانتربول وعلى وجهه ابتسامة ظفر ذات طابع هزلى ولكن قبل أن يصل اليه تمتد يد مجهولة وتجذب رمسيس الثانى فى عنف ولا نرى سوى الزحام الكابوسى فى ميدان رمسيس .
***
- يصدر قرار سرى من أعلى مستوى بتعقب رمسيس الثانى واغتياله ثم احباط مؤامرته والقبض على معاونيه …. فى ذلك الوقت يعرف العالم أجمع بأن رمسيس الثانى على قيد الحياة فتتحول الحياة العادية للناس الى أسطورة وتتحول مصر الى محور للعالم كله ويصبح رمسيس الثانى هو الموضة التى يستغلها الجميع…. ملوك الانفتاح…. الأحزاب السياسة…. وغيرهم ورجل الشارع العادى يضرب كفا على كف قائلا ” وايه يعنى لما يصحى رمسيس الثانى من موته…. يعنى مستوى المعيشة حيتصلح …. ولا يعنى يقدر على ولاد الكلب اللى خربوا البلد” .
***
- داخل منزل بحى شعبى وسط عصابة من النشالين…. المعلم زعيم العصابة يقتنع بكلام أحد صبيانه الذى يقدم له الشاب الصعيدى – رمسيس الثانى – الذى انتشله من ميدان المحطة باعتباره خامة جيدة تصلح للتدريب على الشغل كما أنه يعرف الآثار والانتيكات وسرقتها لأنه يسأل طول الوقت عن مكان المتحف المصرى… زوجة المعلم تتطلع الى رمسيس الثانى فى نهم شبقى …. وحين يأمر المعلم بحبس الولد – رمسيس الثانى – فى الخلوة فوق السطوح …. تصعد اليه زوجة المعلم وسط الجو المعبق بالدخان الأزرق وتشرع فى اغرائه. رمسيس الثانى لذهوله لا يقاوم اغتصاب المرأة له وسط انقاض الخلوة ويشرد تماما ليسترجع طقوس زفافه الملكى المهيب وسط المعابد العظيمة حين كان رمسيس الثانى الفرعون الشاب صاحب الانتصارات الباهرة… حفل زفافه على الأميرة الجميلة – نفرتارى – يمتزج بعظمة العصر الذى انقضى وانحطاط العصر الذى حل … مشاهد الاغتصاب تقابلها مشاهد الزفاف عظمة المعابد الضخمة تسقط عليها لقطات للخرابة وأنقاضها… سلوك الكهنة والحاشية وقواد الجيوش يتقابل مع سلوك النشالين ومدخنى المخدارت أثناء مداهمة البوليس للمكان فجأة ومعهم مخبر الانتربول وضابط المباحث المصرى وفاطمة ومحمود .
***
- تجرى الزوجة اللعوب وهى تلملم بقايا ملا بسها ورمسيس الثانى شبه عارى يرتدى ملابسه كأنها لفائف كتانية …. فتساعده على ارتداء ملابسه بسرعة وتأخذه للخارج من سطح مجاور لتوصله حسب رغبته الى المتحف المصرى ويودعها فتسأله قبل أن يختفى عن اسمه فيرد عليها واجما:
- رع – مس – سو فترد عليه يبعد السو يا خويا .
***
- يدخل رمسيس الثانى المتحف باعتباره أحد العاملين به …. وعندما يسأله الحارس أنت باين عليك جديد هنا، بتشتغل ايه……. يرد عليه بجدية بأنه قديم ويعمل مومياء … يصل رمسيس الثانى الى المعمل ثم الى حجرة المومياء حيث راقدا من قبل كمومياء… يخلع ملابسه ويعلقها على علاقة ملابسه …. ويلتقط بعض اللفائف ليحيط بها نفسه مرة أخرى ثم يرقد وقد وصلت اليه أصوات هتافات صاخبة من الخارج تهتف ….. يعيش… يعيش…. رمسيس الثانى …. يبتسم ثم يغمض عينيه … حين يفتح الباحثون عن رمسيس الثانى الحجرة يجدون مومياء – رمسيس الثانى – أمامهم متحجرة كما كانت والهتافات تتصاعد ومحمود يهمس لفاطمة والهتافات مستمرة فى الخارج .
***